مقالات

حروب القرن الإفريقي.. صراع لا ينتهي. بقلم/ أسماء عبد الفتاح

17-Dec-2016

عدوليس ـ نقلا عن البديل المصرية

تتعمق الحرب في القرن الإفريقي عبر 4 سيناريوهات يمكن أن تعطل استقرار المنطقة بأكملها وتتركز في إثيوبيا والصومال وأريتريا.بسبب عدم القدرة على التنبؤ لدى الحكومة الأريترية بمدى المخاطر التي تحيط بها وعدم الشفافية في بيئة المعلومات داخل البلد، فإنه من الصعب جدا أن نفسر بالضبط أي نوع من الخطط يتم وضعها في منطقة البحر الأحمر. ولكن يمكن الجزم بأن إثيوبيا هي من أثارت النزاع في أريتريا لزعزعة الاستقرار مع إقليمها السابق، نظرا لما يشكله من أهمية استراتيجية لعمق إثيوبيا، ككيان جغرافي سياسي.

قال موقع جلوبال ريسيرش، إن رفع درجة الاستعداد في أي نزاع محتمل بين إثيوبيا وأريتريا يعتمد حديثاً على دول التعاون الخليجي، والتي من المتوقع في نهاية المطاف أن تكون طرفا في الصراع سواء بشكل مباشر من خلال قوات، أو بشكل غير مباشر من خلال تقديم المساعدة للجهة الحليفة، أو المشاركة بتواطؤها كوسيلة لعرقلة صعود أقطاب أخرى في المنطقة من خلال دعم أريتريا في وجه الصين والولايات المتحدة اللتين تدعمان إثيوبيا، كما أن دول مجلس التعاون الخليجي، وحتى تسيطر على الوضع في المنطقة بشكل أكبر، قامت بإنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي حتى تضمن حلفاء جددا غير آسيويين، ليبقى صعودها في ارتفاع سريع وتطوق المنطقة الاستراتيجية الهامة في القرن الإفريقي، والتي تعتبر بوابة لليمن الهام بالنسبة لدول الخليج، أما الصين فتتصور أن إثيوبيا سوف تلعب دورا رئيسيا كعقدة رئيسية على طول حزام الطريق الذي يعتبر منصة الاتصال العالمية، وعلى هذا النحو، فمن المرجح أن تستجيب بطريقة سلبية على أي عدوان عسكري أجنبي ضد حليفتها محوريا.
ومع ذلك، فليس من استراتيجية الصين التدخل عسكريا بشكل مباشر، بل على الأرجح فإن بكين تعمل للوصول إلى حل دبلوماسي لوقف الأعمال العدائية بين إثيوبيا وأريتريا في أقرب وقت ممكن، والذي قد نراه من خلال تقديم قواتها كقوات حفظ سلام موثوق بها من خلال الامم المتحدة.
وإذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي بأي شكل من الأشكال تستعرض عضلاتها لمساعدة حليفتها أريتريا، فإن الصين سوف تعترض على الأرجح على تلك السياسة التي تشكل خطرا على استمرارية سياستها بالكامل في عبور القرن الإفريقي، لأن دول مجلس التعاون الخليجي الطامعة (مع حليفتها تركيا) في قواعد عسكرية في تلك البلدان هدفها تشكيل حلقة حصار حول إثيوبيا يمكن بسهولة أن تستخدم لممارسة الضغط ضدها، سواء من خلال دعمهم لأريتريا أو ربما حتى دعمهم لحركة الشباب في الصومال.
وأضاف الموقع، أنه إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا استخدمت الصومال كقاعدة انطلاق لزعزعة الاستقرار ضد إثيوبيا، فإنه من الواضح أن هذا ينطوي على نوع من الاضطرابات في المنطقة الصومالية التي كانت تسمى سابقا أوغادين، والتي تشهد هجمات إرهابية مباشرة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ثم اندلاع العنف بالقرب من الحدود الأريترية والصومالية مما قد يؤدي إلى انقسام القوات المسلحة الإثيوبية.
احتمالية استمرار الحرب الإثيوبية الأريترية إذن قوية، خاصة مع وجود دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز موقعها الاستراتيجي في أريتريا وتقديم المساعدة الحاسمة لتحويل التوازن ضد إثيوبيا. كما أن هناك سيناريو واقعيا مقبلا لزعزعة الاستقرار الإقليمي هو إطلاق الحروب المختلطة في جيبوتي وإثيوبيا، حيث إن كلا البلدين خضعا بالفعل على نطاق محدود في وقت واحد لاندلاع الثورة في نهاية ديسمبر 2015، وكانت للولايات المتحدة يد كبرى في الأحداث وزيادة الاضطرابات التي تمت إثارتها، في محاولة لوضع هذه الدول في موقف للابتزاز الاستراتيجي إلى أجل غير مسمى.
http://elbadil.com/2016/12/13/
وفي إشارة إلى جيبوتي، فمن المتوقع أن تنزلق البلاد مرة أخرى إلى انقسام وفقا لخطوط عرقية جغرافية كما حدث خلال الحرب الأهلية 1991-1994، حيث تواجه عفار، شمال البلاد، صراعا ضد الجنوب الصومالي، مما قد ينتهي بالبلاد إلى تطبيق النظام الفيدرالي أو تقسيمها إلى منطقة عفار الكبرى والصومال الكبير والمنطقة التي تهيمن عليها إثيوبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى