حوارات

آدم باند : على أستراليا منع ضريبة 2% وأتابع بإهتمام وضع الحريات في إريتريا

26-Aug-2014

عدوليس ـ ملبورن ـ ( خاص)

يكتسب هذا الحوار أهمية خاصة ، لكونه تم بين رجل يكن له أبناء الجالية الإريترية بملبورن خاصة والقرن إفريقية بشكل إحتراما خاصا .، كما تمتد علاقاته ببقية بالجاليات الإفريقية وجاليات عربية .عرف مناصرا لحقوق الجاليات في أستراليا ودعما لقضايا الديمقراطية في العالم منذ ان عمل محاميا حسب إفاداته في الحوار . في هذا الحوار تحدث النائب البرلماني عن حزب الخضر آدم باند حول عدد من القضايا الخاصة بمشكلات الجاليات الإفريقية ، كما كشف عن موقفه وموقف حزبه من قضية الحريات في إرتريا .يسعدنا في عدوليس ان نكون أول وسيلة إعلامية إريترية ،تجري هذا الحوار المباشر في مكتبة الواقع في قلب مدينة ملبورن (280 شارع كينغ ) . نتمنى ان نكون قد قدمنا الفائدة للقراء .كل شكرنا وتقديرنا للأستاذ برهان إسماعيل جابر الذي ساهم بالترجمة والاعداد لهذا الحوار ليكون ممكنا .أجرى الحوار : جمال همــــد و برهان جابر .

** من حركة شبابية ، عمت كل أوربا الغربية للحفاظ على البيئة والوقوف ضد الحروب ومساندة فرص السلام بين المعسكرين ( الامبريالي والإشتراكي ) آنذاك ، إلى حركات وأحزب سياسية ، ذات صبغة سياسية ،سرعان ما تراجعت أوروبيا ، ماذا عنكم كيف بدأتم وأين أنتم الآن في استراليا .؟
حزب الخضر في استراليا ينطلق من أربعة مباديء هي : العدالة الإجتماعية ، إستقرار البيئة ، الديمقراطية ، ضد الحرب ومع السلام العالمي . وهي ذات المنطلقات هي التي ينطلق منها الحراك العالمي للخضر .
أول مجموعة من الخضر تاسست قبل ( 40) عاما في جزيرة ( تازمانيا ) الأسترالية ومنها إنشرت المجموعة لتعم كل أنحاء استراليا ، وتحولت لحزب سياسي ، ولزمن طويل لم يستطيع الحزب احتلال معقد في البرلمان ، ‘لا أنه استطاع الوضول لمقعدين في مجلسي الشيوخ والنواب ، وعشرة مقاعد في البرلمانات الولائية ، وكذا المجالس المدنية . انا العضو الوحيد في البرلمان ممثلا لولاية فكتوريا عن عاصمتها ملبورن ، التي نتنسم فيها عدد من المواقع سواء في البرلمان الولائي أو في المجلس المحلية . ويأتي الخضر من حيث الترتيب ثالثا .
عالميا ومع إختلاف طرق واساليب الإنتخابات إلا ان الخضر يشكلون حضورا جيدا في المانيا ولهم أكثر من عضو في البرلمان وكذا مشاركات في الحكومات , وعموما الحزب في تنامي مستمر .
** تسجل شخصيا وحزب الخضر عامة في ولاية فكتوريا إنحيازا ملحوظا لمشكلات الجاليات الإفريقية هل هذا مرده علاقة نائب بناخبيه ، أم موقف سياسي ؟
للخضر مكانة جيدة هنا في مدينة ملبورن ، لتميزها باللكثافة العالية من الجليات ذات الإثنيات المتعدد والتي تتجاوب وبرنامج وأهداف الحزب لانه يلامس همومها .
وشخصيا عملت بالمحاماة لفترة طويلة ، وترافعت عنهم أمام المحاكم والمجالس والهجرة والجوازات ، وهذا أكسبني دراية واسعة بمشكلاتهم الخاصة . والمنطلقات الاساسية للحزب الرئيسية تنسجم وآمال كل أبناء الجاليات الإفريقية وغيرها ، كما تجد عندها الشرائح المضطهدة ما ترغب فيه ، لذا فهذه القوى تساندنا دوما لأننا نقف بجانبها في مطالبها المشروعة ، وقوتنا نستمدها من هذه الجماهير ، ونحن نؤمن ان الكل يجب ان يجد العلاج والتعليم والسكن الحكومي ، صحيح أننا كحزب لا نملك المال كالحزبين الكبيرين ولا نعيش في بروج مشيدة ولكننا نملك قوة الجماهير لاننا في وسطها نحس بمعاناتها .ونرى ان مشاركة الناس عموما والجاليات بشكل خاص في السياسة وأخذ حقوقهم مسألة ضرورية ، وان لا تنتظر احد بل عليها القيام بالمبادرات البناءة والمثمرة.
أخير أقول ان ما يميز مدينة ملبورن ان أغلب الناخبين فيها هم من الذين ولدوا خارج استراليا ولهذا أهمية كبيرة بالنسبة لنا .
** ماهي المشكلات التي تعانيها الجاليات القرن إفريقية عموما والجالية الإرترية بشكل خاص ؟
مشكلات الجاليات الإفريقية عامة والقرن الإفريقية على وجه الخصوص يمكن تلخيصها في البحث عن فرص العمل والسكن الحكومي المريح والتعليم ومشكلات الهجرة ، ونحن في استراليا فشلنا في إيجاد فرص متساوية في العمل ، وهذا ليس جديدا فقد عانت منه الجاليا الأولى كالإيطالية واليونانية والصينية ويتكرر الآن مع الجاليات الإفريقية والعربية التي تعاني من تمييز ديني وعرقي واضح ، والآن ومع الهجرات الكبيرة للجالية الإفريقية عامة ومن القرن الإفريقي بشكل خاص والتي وصل عمرها لثلاثة عقود تقريبا لا يزال التمييز مستمر ويتركز هذه المرة على الدين وهذا مؤلم جدا مثلا عندما يتقدم مجموعة من الناس لشغل وظيفة فإن إسم ( محمد ) يستبعد اولا ويوظف ( ديفد ) ، ونحن كحزب نناضل من أجل تغييره وكذا نناضل من أجل إحداث تغيير في قوانين الهجرة وعدم إحتجاز المهاجرين القادمين بالمراكب في معسكرات مقفولة واستراليا لها القدرة على إستيعاب هجرات جديدة .
ومن الطبيعي ان تكون هنالك مشكلات ، وهي مشكلات معزولة ومن أفراد وسوف تستمر مثل هذه المشكلات ، وعند النظر إليها يجب ان نأخذ في الاعتبار الخلفية الإجتماعية والقافية والتعليمية لهؤلاء الذين يتسببون في حدوث مثل هذه المشكلات ، والظروف المحيطة بهم ، ولايمكن ان نطالب الناس بالإندماج هكذا سريعا ، وهذا الأمر ليس وقفا على هؤلاء ، فأنا مثلا لو ذهبت لاي بلد سوف لا أستطيع الإندماج في المجتمع في اليوم التالي مياشرة .. قطعا سأحتاج لبعض الوقت لكي تتم عملية الإندماج بسهولة ويسر . وإعتقد ان حل المشكلات التي ذكرنا سوف يساهم في تخفيف التوترات وتيسير عملية الإندماج والتمازج ، ولان هذه الجاليات غنية بتراثها وعاداتها لذا يمكن ان تسهم بإيجابية في أغناء الحياة الاسترالية .
الجالية الإريترية تعتبر من الجاليات الصغيرة نسبيا مقارنة بالجاليات الصينية والهندية مثلا إلا انها طموحة ونشطة ، ولها قدرات متفاوتة وتهتم بمعرفة القوانين التي تتحدث عن الحقوق والواجبات ..الخ وما يربط حزب الخضر بجاليتكم مشتركات كثيرة وهموم مشتركة تتمثل في قضايا الحريات والديمقراطية والسلام والأستقرار ، والعالمي العالمي الذي لا يتأتى إلا بدعم وإرساء الحريات في البلدان الأصلية للجاليات والذي يجب ان يلعب أفراد هذه الجاليات دورا كبير في صناعته . ومدينة ملبورن يمكن ان تكون نموذجا للتعايش والسلم لما تضمه من تنوع أثني وعرقي وثقافي .
** يواجه المجتمع الإريتري اللآجيء في السودان بظاهرتي الهجرة الغير آمنة وتجارة البشر ، وقد اصبحت الظاهرتين كونيتين يشكل فيها الإرترين نسبة كبيرة كيف يمكن ان تساهم استراليا في التصدي لذلك ؟
استراليا يمكنها ان تساهم بفعالية في جهود المجتمع الدولي للقضاء على ظاهرة الإتجار بالبشر والهجرة الغير آمنة ، ويمكنها رفع سقف خصتها من الهجرة من ( 13 ألف إلى 30 ألف سنويا ) وكذا رفع سقف الدعم لمعسكرات اللاجئين بالإتفاق مع الأمم المتحدة ، والحكومة الحالية وللأسف أقول أنها أوقفت الكثير من المعونات التي كانت تقدمها استراليا .
كما يجب ان تلعب استراليا دورا في دعم وإستقرار البلدان من خلال دعم وتشجيع التحولات الديمقراطية .
واستراليا تستطيع رفع حصتها لتساهم في تخفيف مأساة المنتظرين في المعسكرات بالإتفاق مع الأمم المتحدة وهذا يساهم في عملية إستقرار الجالية الارترية وغيرها من الجاليات ، أيضا ، كما على أستراليا ان تلعب دورها من أجل إستقرار السلم العالمي وذلك بدعم الديمقراطيات . وما نشاهده الآن هو تحول أستراليا من قبول طلبات اللجوء إلى حراسة لحدودها .
وموضوع الهجرة يتعامل معها الحزبين الكبيرين كموضوعات إنتخابية فقط ، وهذا أمر مقلق جدا بالنسبة لنا ،وحتى المحتجزين في الجزر لا ترغب الحكومة في توفير الخدما ت الضرورية لهم ،لانها لا ترغب في إستمرار الهجرة ، ونحن كحزب لا نوافق علي ذلك لان الهجرة حق شرعي ، كما وانها تساهم في إستقرار الجاليات .
** تعاني إرتريا من غياب الحكم الرشيد وبالضرورة الحريات العامة وخاصة حرية الصحافة التي تحتل فيها مع ثلاثة دول زيل القائمة ، بإعتباركم برلماني مرموق كيف يمكن ان تساهموا مع غيركم في مساندة الشعب الإريترية ؟
أتابع بإهتمام أوضاع حرية لصحافة في إريتريا ، وقد تحدثت مع وزيرة الخارجية الأسترالية حول إنتهاكات حقوق الصحفيين و حرية الصحافة في بلادكم ، كما تحدثت وبطلب عاجل داخل البرلمان الأسترالي عن أوضاع حقوق الإنسان في إريتريا وذلك لأول مرة في تاريخ البرلمان .
اعتقد ان استراليا يمكن ان تعلب دورا كبير ومؤثرا للضغط على أسمرا لاحداث تغير في موقفها من الحريات ، لكون أستراليا شريك في عمليات التعدين هناك ، نحن كحزب ونؤيده العقوبات المفروضة على أسمرا من المجتمع الدولي ، وأطالب الحكومة الاسترالية ان تخطو كما فعلت كندا والسويد فيما يتعلق بمنع تحصيل ضريبة الـ 2% التي تفرضها اسمرا على الاسترالين من اصول إريترية .
** العصر الحالي هو عصر منظمات المجتمع المدني إذا صح التوصيف كيف يمكنكم مساندة الجاليات القرن إفريقية عامة والإرترية بشكل خاص في مجال التدريب والتأهيل لقيام منظمات مجتمع مدني يمكن ان تسهم هنا وهناك في حل الكثير من المشكلات ؟
في إجابتي السابقة ذكرت ان مدينة ملبورن يمكن ان تكون نموذجا للتعايش واشاعة الديمقراطية والسلام . نحن لنا تجارب جيدة في المساهمة مع الجاليات بشكل عملي في تأهيلها وتنمية قدراتها ، فمثلا ساهمنا بفعالية مع الجالية الجنوب سودانية في عمليات الإستفتاء والإقتراع في تقرير المصير وكان هنالك مكتب خاص لنقلهم لأماكن الإقتراع .. الخ وايضا من خلال تقديم المشورة الفنية لهم وتدريب الشباب وتنمية قدراتهم وقد عاد هؤلاء لجنوب السودان للمساهمة هنالك في عمليات التنيمة ، والآن يتم تدريب عدد من الشباب في دورات لكيفية فض النزاعات لان الوضع هناك غير مستقر هذا على سبيل المثال لا الحصر .
قبل دورتين في الانتخابات الاسترالية 2010م رفعنا شعار ( صوتك هو قوتك ) وكنت والحزب نتحرك في الشارع لإستقطاب الدعم للشعار . وحزب الخضر كخيار ثالث بين الحزبين طرح هذا الشعار الذي يحاول الاجابة علي الكثير من الاسئلة التي تعني الشباب لذا تجاوب معه الشباب خاصة شباب الجاليات وذلك من خلال تنظيم أنفسهم لتحقيق الكثير من أجل مستقبلهم ومستقبل جالياتهم ، هذا يخص ايضا الجالية الإريترية ، خارجيا نستطيع تقديم العون من أجل دعم الشباب الإريتري ورفع القدرات وتنمية المهارات لكي يساهموا في حل مشكلات مجتمعاتهم والتعامل مع الأزمات والكوارث وغيرها .
وهذا ما أرغب فيه شخصيا وأكون جزءا منه ويسعدني المساهمة فيه ..
** هل طلبت منكم المعارضة الإريترية أي طلب .. اقصد قيادات المعارضة التنفيذية في أديس ابابا ؟
لا لم يطلب مني أي تنظيم ذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى