حوارات

أحمد القيسي: عامل إنتهازي فقط ربطنا بالجبهة الشعبية لتحرير تقراي الإثيوبية! ( 3 )

15-Feb-2020

عدوليس ـ ملبورن

فسر القيادي السابق بالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا أحمد صالح القيسي العلاقات التي قامت بين جبهتي الشعبية الإريترية والتقراوية بـ ” الإنتهازية ” كاشفا ان تأسيس ومساندة القوميات الإثيوبية المناوئة آنذاك للحكم العسكري في إثيوبيا كانت على يد الشهيد عثمان صالح سبي.كما يقدم القيسي شهادته حول العلاقة التي ربطت جبهة التحرير الإريترية والجبهة الشعبية.

حاوره : جمال هُمَــــد
س/ كيف بدأت العلاقة بين الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا والجبهة الشعبية لتحرير تقراي الإثيوبية وعلى أي اسس إرتكزت ؟
الحقيقة هناك التباس كبير لدى قطاعا واسعا من الناس في فهم العلاقة بين كلا التنظيمين ( الشعبية ، وجبهة تجراي ) بداية التكوين لهذه الجبهة لم تكن على يد ( الجبهة الشعبية ) ومن المفارقات ان الشهيد عثمان سبى لعب دورا رئيسيا في هذا التكوين ، ولم يقتصر دور الشهيد على هؤلا فقط ، بل يمكن القول ان جميع التنظيمات في تلك الفترة والمعبرة سياسيا عن مكونات الشعب الاثيوبي ، كان اسهام الشهيد سبيرئيسيا ، واذكر هنا انني شخصيا سالته مازحا في مدينة ( عدن ) , حين اكتظت المدينة بتنظيمات اثيوبية معارضة للنظام الاثيوبي حينها ، وكان نظام هيلي سلاسي في تلك الفترة . هل المطلوب تحرير اريتريا، أم تمزيق اثيوبيا ؟؟؟.
وكان رده : العمل على كل شيء يخدم القضية.
المهم بنيت هذه العلاقة بصورة متدرجة ورغم انعدام الثقة … والصعود والهبوط ، إلا ان نظام “الدرق” ـ المجلس العسكري الإثيوبي الذي كان يحكم إثيوبيا آنذاك ـ وجبروت القوة التي كان يتمتع بها ، كان يفرض ضرورة التمسك بهذه العلاقة . قد لا يصدق البعض ان هذه العلاقة بلغ الخلاف درجة التامر في بعض المواقف رغم العدو المشترك والمصير المشترك.
اما الأسس التي ارتكزت عليها هذه العلاقة هو إقرار جبهة ( تجراي ) بحق الشعب الاريتري في تقرير المصير ، وفي اعتقادي ان هذا الموقف برغم انه يعتبر موقفا متقدما في اثيوبيا تجاه القضية الاريترية ، إلا ان هذا الموقف كان الخيار الوحيد امامهم ، قياسا الى مطلبهم كقومية بالحقوق واحيانا كان يصل مطلبهم حق الانفصال عن اثيوبيا . اما ( الشعبية ) فكان الدافع هو توسيع جبهات المقاومة لا غير.
اختصارا يمكن القول ان الدوافع الانتهازية هي التي بنيت عليها هذه العلاقة ،والاساس التي قامت عليه في ظل انعدام كامل لتصور استراتيجي لمستقبل كلا البلدين مستقبلا ، ولذ لا يمكن الاستغراب لما حدث لاحقا . ومازال يحمل الكثير من المفاجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى