أخبار

فتحي عثمان وإصدارته ( إريتريا من حلم التحرير إلى كابوس الديكتاتورية )

7-May-2014

عدوليس ـ خاص ـ ملبورن

هل إستطاع صاحب كتاب ( إريتريا من حلم التحرير إلى كابوس الديكتاتورية ) ان يضع نفسه في مسافة معقولة تتيح له كباحث أكاديمي ومحلل سياسي ليتعامل مع فرضياته ؟ ويعمل مبضعه في تجربة كان داخلها ؟ اطرح هذا السؤال لأن التجارب الثورية كتجربة الجبهة الشعبية قلما تنتج باحثين مستقلين ، فهي تقوم على أسس قريبة من الأسس القبيلية في مراحلها البدائية بحيث يندغم الكل في الجسم العام ويكون منفذا لتعليمات رأس واحد ، ولا تسمح بمرور الهواء الطلق في شعاب الرئة .

ينطلق فتحي عثمان من فرضية ويحاول إثباتها وهي ان تجربة الجبهة الشعبية هي تجربة لأبناء المرتفعات ، بينما تجربة جبهة التحرير الإريترية هي لأهل المنخفضات ! ومن أجل ذلك يمسك بتلابيب القايء سيرا على سنوات طويلة وبين عناوين متعددة ، ليطرح عليه السؤال الكبير حول مستقبل إريتريا !! ويحدد إمكانية ذلك بجرثموة الحرب الأهلية التي بذرتها الجبهة الشعبية وسقت نبتته الشيطانية ، ومعينات خارجية ، وليترك السؤال مفتوحا للجميع .
فتحي الباحث الأكاديمي والكاتب المستقل الآن تقول سيرته الذاتية :حاصل ل على إجازة جامعية قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الكويت ، حصل على الماجستير من جامعة جوبا السودانية عمل صحفيا ومسؤلا سياسيا في سفارة إريتريا في كل من إسلام أباد والرياض . ويدرس الآن اللغة والحضارة الفرنسية بجامعة باريس الغربية .
هل إستطاع بهذا الجهد الكبير ان ينفد لقلب تجربة الجبهة الشعبية التي تغلبت عليها السمة العسكرية والأمنية ، حسب رأي الكاتب ؟ .
سؤال سيجيب عليه القاريء ، فقط هنا أقول ان الكتاب إستطاع ان يفلت من سمتين أساسيتين قلما يفلت منها الكاتب وهي اللجوء للسب والشتم إو تللك اللغة الثورية الرومانسية التي هي اقرب لإستدرار العاطفة منها إشراك القاريء في البحث والتفكير .
الكتاب صادر عن دار الملتقى العربي الأوروبي للإبداع في باريس في إبريل 2014م ويقع في 128 صفحة من القطع المتوسط .
جهد جدير بالاطلاع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى