مقالات

في الذكرى الــ 47 لانطلاقة الثورة..تساؤلات مبعد عن الوطن ؟!! :علي محمد

4-Sep-2008

المركز

نعيش هذه الأيام ونحن نترقب قدوم الضيف الكريم شهر الصبر والتضحيات إذ فيه يحس المتخمون والأغنياء بألم الجوع والحرمان فترق قلوبهم للعطف على الفقراء والمعوزين الذين يكابدون شظف الحياة طوال شهور العام .

يحل علينا رمضان هذا العام على الصعيد الوطني بالتزامن مع الذكرى الـ (47) لانطلاقة الثورة الإرترية في سبتمبر 1961م تلك الثورة التي عمت القرى والبوداي وأصبحت صوتاً داوياً فكان كل من بلغ مرحلة الرشد الأولي عمريا يتمنى أن ينضم إلى ذلك الركب الميمون إنه ركب الشهيد (عواتي )ورفاقه فعليهم بهذه المناسبة شآبيب الرحمة والرضوان وكذا الذين يتبعونهم بإحسان في هذا الدرب الذي ما زال ممتدا إذ القضية هي القضية والمطالب هي المطالب وإن اختلف اللاعبون إطاراً وزماناً وشخوصاَ وأدواراً .تمر علينا هذه الذكرى كل عام وما تزال جراحات أمتنا تزداد فتقاً على الراقع وكلما توقع المبعدون عن الوطن بأن ساعة العودة قد اقتربت إذا بهذه الآمال تتبدد فتختفي حتى مجرد البسمة التي ترتسم على الشفاه ، ذلك لأن نظام أفورقي يستعذب ويتلذذ بل يستمتع أن يرى هذه الأمة وهي تتجرع مرارات الحرمان والبعاد عن الوطن بل أصبح مؤخراً يهّجر حتى الذين لم يهاجروا إبان فترة الاستعمار . فهل كتبت علينا هذه الخطى قدراً ؟! أم ان النظام يستفيد من أخطائنا وتناقضاتنا الداخلية في معسكر المعارضة ومن ثم يزيد من عمره ويطيل مآساة شعبنا ؟! وهل قراءاتنا لصيرورة الأحداث وتسارع وتيرتها في الاتجاه الصحيح ؟! ؟أم نتعامل في صراعنا مع النظام بأدوات قد مضى عليها الزمان ولم تعد صالحة لإيصالنا إلى المقصود أم أننا قد استفرغنا الجهد والعمل ومن ثم أعيانا النظام لأنه من القوة بمكان ؟! ولا قِبل لنا به ؟ أم ماذا ؟!! وأين الخلل في معسكر المعارضة بالتحديد ؟! وبعد كل هذه اللقاءات والمؤتمرات واللجان هل استطعنا أن نحدد بوصلة الطريق ونرسم الإطار الفكري والسياسي للتغيير المتوقع ؟! أم إننا ما نزال ننتظر أن تتنزل علينا الفتوحات هكذا ؟! وما الذي تحقق من أهدافنا ؟ وما الذي تبقى من مطلوبات التغيير ؟! إن مثل هذه التساؤلات وغيرها كثير هي مما يدور في خلد كل مبعد عن الوطن .وهل الذين اسلمنا لهم القياد ونتوقع منهم الدفع هم كذلك ؟ أم أن هناك خيوطاً تنسج وأموراً تجرى ونحن لا ندري ما يراد بنا ومنا؟! وأين يتجه الأحداث في الإقليم هل متجه نحو التصعيد والمواجهة أم نحو التسويات والحلول الوسط واللقاء في منتصف الطريق بين الفرقاء ؟ ومن ثم ظهور لا عبين جدد واختفاء آخرين عن المسرح السياسي ؟ وأين نحن من كل ذلك ؟! إنني أدعو أن تقرأ الأمور في سياق كلي بدءاً بالمحلي وتوقفاً عند الاقليمي فالدولي بعيداً عن التبسيط والتجزيئ والاخترال ! فالأحداث التي تحدث على المسرح السياسي منذ وقت ليس بالقصير إذ قرأت قراءة كلية فإنها تنبأ ببعض المؤشرات المخيفة على الأقل بالنسبة لي ومغزى التخوفات عندي إن هذه الترتيبات تتم بصورة هادئة ومضطردة وصامته وكأنه يراد منا ان نحضر لمفاجأة ما في المرحلة القادمة ؟! فماذا أنتم فاعلوه أيها القوم ؟! علينا أن نفيق من هذا الثبات العميق ونتحرر من الذهنيات الضيقة ونعيد ترتيب الصفوف ونحدد نقاط الارتكاز ونقاط الالتقاء ونتجاوز مرحلة ردات الأفعال إلى قيادة التغيير وإلا إذا حدثت أحداث عظام والوضع على ما هو عليه فإن الأمر سيكون جد خطر ونكون جنينا على أبنائنا جناية كبيرة نتيجة الارباك الذي يمكن أن يحدث لنا إذا تسارعت وتيرة الاحداث ولكن ما يزال إلى الآن يمكن أن ترتب الأمور بصورة أفضل لو تم التعاطي مع المشهد السياسي بصورة صحيحة وجميعة بعيداً عن الأنانية والذاتية فالعصر عصر التكتل وبناء الأحلاف والقوة ولا مكان فيه للضعفاء والمتفرقين فالحذر الحذر من أن نؤتى هذه المرة كما أوتينا من قبل لا سيما إذا تمت حالات من الاستقطابات من هنا وهناك لصالح المشروع الذي بدأت تتضح معالمه رويداَ رويداً منذ مدة . إن الانسان إذا نظر إلى الأمور من خلال الواقع الذي يعيشه سواء أكان في حالة النعيم أو البؤس فإن نظره لن يكون صائباَ فالنظرة التي تنطلق من النعيم ستصور للمرء بأن الحياة كلها كذلك والنظرة التي تنطلق من البؤس تنظر إلى الحياة بذات المنظارولكن المطلوب هو التوازن والنظر المتعمق وتجاوز اللحظة الراهنة عند النظر ومهما تكن الأمور فإن للكون رباً يدير شئونه ، وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين فعلينا ونحن على مشارف العقد الخامس من انطلاقة الثورة أن نستعيد استلهام العبر من دروس الماضي ونضع نصب أعيننا الأمانة والتركة التي خلفها لنا جيل الأباء والأجداد وأن نضع حداَ لمعاناة الإنسان الإرتري ولا مجال للنكوص أو التفرج فما دام المرء حياً فإن فرص الحياة أمامه واسعة وإمكانية الفعل المؤثرة والمنتج ممكنة ولكن وفق شروطه !. فمعاشر النخب الإرترية مطالبون للمساهمة الجادة في هذه المرحلة وهم اهل لذلك وأقدرللوصول بأمتهم إلى شاطئ الأمان فالأمة التي انتجت جيل الثورة الأول حيث قطع العديد منهم دراسته وترك البعض وظيفته وضحى بكل ما يملك من كان بالداخل واقفاً خلف قضيته العادلة هو ذات الشعب والأمة التي ينتمي لها النخب الإرترية اليوم بل إن فرص العطاء تعتبر أكثر من الفترات السابقة فعلى النخب أن تزيد من وتيرة التفاعل مع الأحداث وتحمل القيادات العليا للفعل المؤثر المنتج واستغلال الفرص وإلا إذا ما أسدل الستار هذه المرة على المسرح السياسي الإرتري الحالي فإن هناك صعوبات بالغة ستواجه الذين سيكونوا خارج المسرح الحقيقي وقد تطول فصول المسرحية القادمة اكثر وقد يتسرب اليأس إلى البعض وقد يترك البعض المسرح كلياً ويبحث عن بدائل أخرى وقد .. وقد .. ..!!وصفوة ما يمكن الخلوص إليه هو الفعل والعمل الجاد والمدروس وبصورة جامعة في إطار فكرة مركزية جامعة ينجذب لها الجميع من الانسان المثفق إلى الانسان البسيط دون أن تحتاج إلى شرح وحواشي وما تزال عوامل تحقيق النصر وتحقيق ولو جزءاً من الأهداف الكبرى وإن كان مرحليا متوفرة . وأخيراً متى ستنتهي رحلة البحث عن لقمان الحكيم ؟ وهل يمكن أن تشهد الساحة الداخلية على صعيد الجبهة الشعبية تحولاً وتغييراً ولو كان عنيفاً سيما من المتنفذين في المؤسسات التي تدير البلاد فأفريقيا قارة المفاجآت ؟! ومن دروس سبتمبر نستلهم العبر ومن رمضان نتعلم الصبر والتضحيات وعلينا ان نجيد فن قطف الثمار كما نجيد فن التضحيات . والسلام وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقياموكل عام وانتم بخيروإن شاء الله نكون في سبتمبر القادم في وضع أفضل31 أغسطس 2008مAlisaed30@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى