السفير محمد نور احمد يودع ” محرت أيوب ” على طريقته!
29-Apr-2017
عدوليس ـ ملبورن
أعرب الأستاذ محمد نور أحمد عن حزنه العميق ومواساته الحارة لأنجال وأخوات وأخوان المناضلة الراحلة محرت أيوب واصفا أياها بالمناضلة الصلبه وزوجه المناضل الصلب الوزير براخي قبرسلاسي.ففي إفادات خاصة لـ ( عدوليس ) كشف القيادي بالمعارضة الإريترية والسفير الإريتري السابق ان علاقته بعائلة الوزير المُغيب براخي قبرسلاسي وزوجته الراحلة تعود إلى “سمنار دعا إليه وزير التعليم السابق عثمان صالح وبتوجيهات مباشرة من قيادة الحزب لمناقشة رسمية اللغتين .. ولغة التعليم في إريتريا” .
وعقد السمنار في مبنى البرلمان سابقا مقر وزارة التعليم بعد التحرير وكنت واحد من الذين تقدموا بورقة حول ذلك وكانت السيدة محرت تجلس بالصدفة المحضة بجانبي وورقتها كانت تحمل ذات الأفكار التي تتمسك برسمية اللغتين العربية والتجرنية في العمل الديواني الرسمي على ان يتم التعليم بهما في المرحلة الإبتدائية في التعليم الأولى ، ثم الإنجليزية في المراحل الثانوية والجامعة .. وتستمران لغتين فيما بعد … الخ من الأفكار، التي كانت تستند إلى ان ذلك للرغبة الشعبية وتعزز الوحدة الوطنية.
محرت أيوب والعشرات مثلها من المناضلين قد دفعوا ثمن مواقفهم غاليا بتدمير أسرهم والضغط عليهم بإستمرار ودفعهم للعدمية واليأس. السيدة مجرت أيوب وزوجها المناضل المُغيب ناضلوا بقوة ضد النزعات الديكتاتورية لأسياس افورقي وأزلامه لذا لم يرحمهم الديكتاتور وأعوانه ولكن سيظلون نبراسا لنضالنا من أجل وطن يسع الجميع” .
ويعود السفير السابق والباحث في شؤون وتاريخ النضال الإريتري لتاريخ تثبيت قرار إلغاء اللغتين العربية والتجرنية ويقول : كتبت في هذه المسألة في أكثر من موضع ولكن وللفائد لا بأس من التكرار والقول:
” ان الكثير من الإريترين الذي يدونون الآراء ويملأون الأسافير لايعرفون التاريخ الإريتري جيدا ويعتقدون ان نخب التجرنية في إريتريا هم الذين ألغوا اللغة العربية ويسعون لطمسها في إريتريا وحقيقة الأمر ان عملية القفز على الثابت الإريتري تم لأول مرة في إجتماع شمال بحري والذي عقدته قيادة قوات التحرير الشعبية عام 1975م ، وكان 75% منها من المسلمين وفيه قرروا إلغاء رسمية اللغتين وجعل اللغات الإريترية كافة متساوية في الحقوق، وكان مبررهم ان تثبيت قرار اللغتين سيقف عائقا أمام تطور للغات الإريترية ونفذ ذلك عمليا بفتح المدارس التي تدرس باللغات المحلية. إلا ان الأمر لم يستمر بعد التحريرفقد تراجعت قيادة الشعبية عن قرارها السابق لأنها إستشفت ان الرأي العام الإريتري لا يقبل بذلك وخاصة بعد الحوارات التي أجريت في عدد من الصحف المستقلة آنذاك وخاصة في صحيفة ( ظغيناي ) التي كان يحررها الصحفي المغيب الآن يوسف محمد علي وفيها قال الكثير من القيادات والكادر الأساسي رأيه حول هذه المسألة، وللفائدة نذكر هنا ان الكثير من المناضلين السابقين في الجبهة الشعبية قد إلتحق بكورسات للغة العربية لأنه اقتنعه ان الإستمرار في الوظيفة الرسمية يتطلب إتقان اللغتين العربية والتجرنية بدرجة أساسية.
وأصبح قرار إلغاء اللغة العربية قرار أسياس افورقي لوحده . ومن المفيد هنا ان نذكر ان الوزير براخي قبر سلاسي هو واحد من أشد المدافعين عن التعليم باللغتين وقد دفع ثمن ذلك بالإزاحة عن موقعه كوزير للتهليم العام، أولا ثم الإعتقال والتغييب ثانيا ، فقد طلب منه أسياس افورقي اصدار تعميم لمدراء المدارس الإبتدائية بإلغاء المرسوم الرئاسي القاضي بالتعليم باللغتين العربية والتجرنية إلا ان الوزير براخي رفض ذلك وقال انه لايتحمل مسؤولية هذا التعميم كما جادل بإن المرسوم الرئاسي لايلغى بتعميم إداري لذا تم إزاحته من وزارة التعليم وتعينة وزيرا للإعلام الذي لم يستمر فيه طويلا وتم نفيه سفيرا في ألمانيا ، ولتنفيذ التعميم تم الإتيان بالوزير عثمان صالح الذي نفذ القرار مباشرة في خلط واضح بين المرسوم كقانون والتعميم الإداري ” .
إنتهت إفادات الأستاذ محمد نور أحمد.
يذكر هنا ان السيدة محرت أيوب كانت قد رحلت بشكل مأساوي في 13 من أبريل الماضي عن عمر ناهز الـ 65 عاما سلخت معظمة في النضال الإريتري. محرت أيوب وضع حد لجياتها إحتجاجا على معاناتها العائلية والوطنية.
رحم الله محرت أيوب .