مقالات

وجودها لا يسهم في التنمية والاستقرار … الإمارات تؤجج خلافات القرن الإفريقي

7-Sep-2017

عدوليس ـ نقلا عن http://lusailnews.qa/article

ربما يرى المراقب منطقية اهتمامات الإمارات العربية المتحدة في الاستحواذ على الموانئ في مناطق عديدة من العالم، بما فيها المناطق المطلة على سواحل البحر الأحمر والمحيط الهندي، ويمكن تفسيره في إطار تعزيز نفوذها الاقتصادي واستثماراتها الخارجية.ولكن أسئلة عديدة تطل برأسها إزاء محاولاتها التمدد عسكريًا في منطقة القرن الإفريقي، وتذهب تلك الأسئلة إلى البحث عن مصلحة الإمارات في ذلك، وإن كانت تعمل لصالح أجندة لدول أخرى، مثل إسرائيل، التي سيكون تواجدها العسكري بهذه الكثافة والكيفية مثار استنكار ورفض من الحكومات الإقليمية والشعوب.

بسط النفوذ:
هذا الوجود العسكري الإماراتي، ومحاولات بسط النفوذ في تلك المنطقة الموجودة أصلًا على سطح صفيح ساخن، زاد من حجم التوترات إذ تنظر إليها بعض الدول مثل إثيوبيا بعين الريبة.فحسب تقارير أمنية وعسكرية عقدت الإمارات اتفاقًا سريا مع الحكومة الإرترية بالتنازل لها عن كل الأسلحة والمعدات الموجودة على قاعدتها في ميناء عصب الذي أجرته لمدة 99 عامًا.الاتفاق اعتبره المتابعون محاولة للالتفاف على القرار الأممي بحظر بيع السلاح لإرتريا، فيما ترى فيه إثيوبيا دعمًا عسكريًا مباشرًا لـ”عدوها” اللدود في المنطقة.
وهذا الأمر يثير قلقها دون شك على خلفية الحرب المدمرة التي خاضها البلدان في نهاية الألفية الفائتة ولا تزال التوترات قائمة بينهما على طول الحدود.وبعد قرار قطر سحب قواتها لحفظ السلام على الحدود بين إرتريا وجيبوتي، ظلت الأخيرة متوجسة من طبيعة العلاقات العسكرية الإرترية الإماراتية، ما جعل من الوجود العسكري الإماراتي مصدرًا للتوتر في المنطقة.
وهو وجود لا يستفيد منه المواطنون ولا البلاد، إذ يشتكي سكان منطقة عصب من العفر من التواجد الإماراتي الذي يستغل أراضيهم دون تقديم أبسط الخدمات لتطويرها.مراقبون يربطون بين إسرائيل والإمارات في التنسيق بينهما في لعب أدوار في المنطقة.فمعروف أن لإسرائيل تواجدا في إرتريا وتستغل جزر منطقة “دهلك” كمحطة اتصال تنشر فيها أجهزتها، ولأنها لا تستطيع تعزيز وجودها العسكري بصورة مكشوفة فإنها تنسق مع الإمارات في هذا الجانب.
خاصة أن “عصب” الإرترية كانت منطقة تواجد لإيران، قبل تغيير المعادلات السياسية في المنطقة وتأييد إرتريا للتحالف العربي الذي تقوده السعودية وتمثل فيه الإمارات ضلعًا مهمًا.
أسوشيتد برس:
كشف تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس محاولات دولة الإمارات بسط نفوذها في شرق إفريقيا عن طريق إنشاء قواعد عسكرية لها في الصومال وإريتريا، وهو ما يثير حفيظة إثيوبيا باعتباره يشكل تهديدا مباشرا لها.
وأضافت الوكالة أن حصار دول مثل السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر يضع شرق إفريقيا في قلب الأزمة، مع سعي تلك الدول للنفوذ فيها.
وتتبعت أسوشيتد برس محاولات الإمارات بسط نفوذها، حيث شكلت شواطئ القرن الإفريقي نقطة حاسمة للمهربين للوصول إلى اليمن، فضلا عن كونها منطقة نشاط للقراصنة.
ومع حرب اليمن، تحولت عملية تأمين المنطقة إلى مهمة جديدة لدول الخليج منذ مارس 2015، ولكن بأهداف خفية تكشّفت مع الوقت بإنشاء قواعد عسكرية.
وسلطت الوكالة الأمريكية الضوء على استفادة نظام إريتريا من الأزمة الخليجية، وذكرت أن انسحاب القوات القطرية لحفظ السلام من منطقة متنازع عليها بين إريتريا وجيبوتي أدى إلى تحرك أسمرا للسيطرة عليها.
وكانت قناة معهد “ستراتفور” الأمريكي نشرت قبل أشهر تقريرا يتضمن صورا للأقمار الاصطناعية تبين توسع الإمارات في القرن الإفريقي.
وكشفت الصور عن قاعدة عسكرية جوية وميناء بحري تستخدمهما القوات العسكرية الإماراتية باليمن، وهو الأمر الذي يمنحها أيضا سيطرة على خليج عدن وشرق إفريقيا على المدى البعيد.وأقامت أبو ظبي قاعدة عسكرية شمال ميناء عصب في إريتريا، ويتضح من صور الأقمار الاصطناعية مركز إريتري سابق للربط الجوي حُوّل بالكامل إلى قاعدة عسكرية إماراتية.
ووفق التقرير، تقوم أبو ظبي ببناء منشأة بحرية كي تستعيض عن ميناء عصب الذي أشار تقرير للجنة المتابعة والرصد لإريتريا التابعة للأمم المتحدة إلى استئجاره من قبل الإمارات والسعودية ثلاثة عقود مقابل نصف مليار دولار.
ومنذ سبتمبر 2015، تقوم سفن الجرف بشق قناة جديدة غيرت شكل خط الساحل من أجل بناء ذلك الميناء.
ويظهر التقرير صورا أخرى بالقرب من مدرج المطار لأنواع مختلفة من الطائرات أبرزها ميراج 2000 تسيرها الإمارات انطلاقا من إريتريا، إضافة إلى طائرات “وينغ لوم” وهي حربية من دون طيار صينية الصنع نشرتها الإمارات هناك.
كما توجد بعض المروحيات المهاجمة وكثير من طائرات النقل من بينها “سي 17 غلوبماستر”. وكشف تقرير “ستراتفور” وجود دبابات المعارك “لوكلار” وختم بالقول إن هذا الانتشار من حيث حجمه يبدو لاستخدامات طويلة المدى.
جمال همد: القاعدة الإماراتية أصبحت وبالًا على السكان:
قال الصحفي جمال عثمان همد، رئيس تحرير موقع “عدوليس” الإريتري، في تصريحات لـ”لوسيل” إن تواجد الإمارات العسكري لا يقف في حدود القاعدة العسكرية والتي ظهرت للوجود بعد اندلاع أزمة اليمن، وبدأت بتواجد عسكري عادي ثم استئجار الميناء المتوقع عن العمل أصلا بعد الحرب الإريترية الإثيوبية.
وقد يمتد الوجود الإماراتي لجزر دهلك واستغلال معتقل وسجن (نخره) والذي تم تأهيله وإدخال أساليب حديثة فيه لصالح الإمارات، وحسب تقارير حقوقية عالمية فإن الإمارات نقلت إليه معتقلين من عدن.وأضاف همد لـ”لوسيل” ضحى النظام القائم في أسمرا بالمشاريع التنموية القطرية في جزر دهلك وغيرها لصالح استئجار ميناء عصب الحيوي لدولة الإمارات ليقيم هناك قاعدة عسكرية وتجلب الكم الهائل من العتاد العسكري ولتتحول المدينة الفقيرة إلى قاعدة عسكرية تحيط بها أطنان من العتاد العسكري.
وحسب الاتفاقيات الأمنية غير المعلنة فإن هذا العتاد سوف يؤول لإريتريا في حالة توقف العمليات العسكرية في اليمن مما أثار غضب أديس أبابا التي تراقب تنفيذ منع استيراد العتاد العسكري لأسمرا والمفروض من مجلس الأمن الدولي بالقرار 1907.
وقال: القاعدة الجوية والبحرية الإماراتية أصبحت وبالا على السكان المحليين في المنطقة، فقد شنت الطائرات الإماراتية أكثر من 5 غارات جوية على قوارب الصيادين الإريتريين داخل المياه الإقليمية مما أوقع العديد من الشهداء في أوساط هؤلاء الفقراء، وكان آخرها ما حدث في 7 أبريل الماضي والذي راح ضحيته أكثر من 4 قتلى وعشرات الجرحى.
والأدهى والأمر جرت محاولات لإسكات المتضررين والأهالي من قبل الضباط الإماراتيين ويبدو أنهم يكررون ما يجري من انتهاكات لسكان مدينة عدن اليمنية.
ويشير الصحفي الإريتري إلى أن الأمر ليس مجرد وجود قاعدة بحرية فقط بل إن تقارير دولية كشفت أن دولة من دول الحلف نقلت بالفعل معتقلين من الجنسيات اليمنية والإماراتية لمعتقل “نخرة” في أرخبيل دهلك والذي تم ترميمه وإدخال وسائل حديثة في أنظمته ليكون لائقا بهؤلاء القادمين من اليمن، وقد كشفت منظمة العفو الدولية ذلك في وقت سابق من هذا العام.
ويمكن القول “إن الوجود الإماراتي العسكري في تلك المنطقة يمثل تهديدا حقيقيا للسلام في منطقة يمكن أن تكون عامل تفجير للأوضاع عامة”. احتجاجات ومطالب بالتحقيق وكان الإرتريون قد احتجوا في مختلف أنحاء العالم أمام سفارات الإمارات مطالبين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفتح تحقيقات حول العملية التي وصفت بالإجرامية وأدت لمقتل وجرح عدد من الصيادين الإريتريين في المياه الإقليمية الإريترية جراء قصف طائرات تتبع سلاح الجو الإماراتي والتي تتخذ من ميناء عصب الإريتري قاعدة لها.
عمل إجرامي:
وبحسب موقع “عدوليس” كشفت مصادر أن تلك العملية ليست الأولى من نوعها فقد سبق أن قصفت المروحيات الإماراتية قوارب الصيد الإريترية أكثر من مرة وتتكتم السلطات على حوادث وتجاوزات القوات التي تتركز في عصب.
وقال رئيس المجلس الوطني للتغيير للموقع “ابتداء نحن في رئاسة المجلس الوطني ندين ونستنكر هذه العمل الإجرامي الذي استهدف المدنيين العزل الأبرياء من شعبنا، ونطالب دولة الإمارات العربية المتحدة بفتح تحقيق حول مجمل الحوادث الجوية التي استهدفت المواطنين الإريتريين في المنطقة، ونناشد الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتحقيق في هذه الحوادث والقيام بمسؤولياتهم لحماية شعبنا”. وكشف أنه “قد سبق وأن قامت نفس هذه القوات بهجمات مماثلة وأسفرت هذه الهجمات على المواطنين الأبرياء العزل بإيقاع عدد من الإصابات في أوساط المواطنين وصيادي الأسماك المدنيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى