الذكرى المئوية لميلاد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر حمد كل – لندن 29/01/2018
4-Feb-2018
عدوليس ـ ملبورن
دار الزمان دورة كاملة ” مائة عام” على ميلادك “15 يناير 1918م- 28 سبتمبر 1970مومازلت باقي في الحنايا ، حبيبا وزعيما وقائدا.حياتك كانت مليئة بالتحدي والعطاء ومسيرة لم تتوقف عن الانجازات التاريخية العظيمة في وجه القهر والهيمنة والتسلط ، وكان القدر قد اختارك لتكون قائد الملايين من المقاومين رسالة وسلاحا لتقود المعركة بوعى وتخطيط سليم في وجه أعداء التطور والتقدم وقوى الاستعمار والاستكبار.كنت عملاقا ظنوا بالضربة العسكرية الغادرة وبمغادرتك الحياة قد قضوا على كل القيم الثورية التي ارسيتها وكل الاماني التي حملتها وامنت بها الملايين.
رؤاك السياسية وشعاراتك من اجل الامة العربية احدثت متغيرات وتحولات في العالم العربي، ومازالت مبادؤك وشعاراتك مغروسة في قلوب الملايين من الامة العربية وشعار الوحدة العربية مازالت ترن في اّذان العالم العربي مهما حاولت الانظمة العربية طمسه وازالته.
انجازاتك الاقتصادية مازالت الكثير من الانظمة العربية تقلدها ، تحول الفلاح الذي كان خادما للباشا الى مالك للأرض ومنتج لنفسه ولوطنه، اصبح التعليم مجانا للذين كانوا محرومين منه ، مجمع صناعي عملاق في حلوان، السد العالي للرى ومن أجله تم اصلاح اراضي جديدة ودخلت ولول مرة الكهرباء في بيوت الفلاحين.
ايها القائد العظيم نشأنا في ظل ثورتك ، خطبك انجازاتك دعمك ومساندتك لكل التحولات والمتغيرات التي كانت تحدث في العالم العربي والافريقي، في الكنغو مع لوممبا وفي غانا مع نكروما وفي غينيا مع أحمد سيكتوري ومع الثورة الكوبية في امريكا اللاتينية ، واحياءك تجمع الحياد وعدم الانحياز في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين .
في الشأن الارتري لا ننسى تكليفك لعبد الحق شحاتة الى سوريا لدعم الثورة الارترية وكانت الاسلحة تمر عبر قناة السويس ولم يعترض عليها احد، عبدالناصر فعل ذلك حتى تتاح له فرصة العمل داخل منظمة الوحدة الافريقية في مواجهة اسرائيل ، وحتى لا يعرقل عليه الامبراطور هيلى سلاسى نشاطهم الدبلوماسي والسياسي داخل منظمة الوحدة الافريقية في العاصمة الاثيوبية لكسب تاييد الدول الافريقية.
في عهدك فتح الازهر والمدارس والجامعات ابوابها لاستقبال الطلاب الارتريين دون ان يسألوا كيف دخلوا مصر دون حمل جوازات سفر، صحيح ان ابواب الازهر كانت مفتوحة الطلاب الارتريين قبل ثورة يوليو لكن في عهدها ازداد استيعاب الطلاب في الازهر والمدارس والجامعات الاخرى، كما ان اول نادي ارتري فتح في القاهرة قاهرة المعز لدين الله، واول مظاهرة ضد الامبراطور هيلى سلاسى في الخارج كانت في القاهرة، القاهرة احتضنت الزعماء الارتريين في العام 1958م ، ابراهيم سلطان وادريس محمد ادم وولداب ولدماريام ، ولول مرة يسمع الشعب الارتري من اذاعة مصرية صوت ولداب ولدماريام كان ذلك عام 1958م، تاسس تنظيم جبهة التحرير الارترية في شهر يونيو 1960م في القاهرة، اول دفعة من الشباب الارتري الذين كانوا في دور العلم بالقاهرة يلتحقون بدورة عسكرية في دمشق ليلتحقوا بالثورة الاريترية.
هناك مشهد يصعب نسيانه رأيت فيه الزعيم الخالد جمال عبدالناصر مرتين، الاول كان في العام 1960م كان نفس العام الذي اتيت فيه من ارتريا الى الخرطوم، كان نظام عبود قد أقام معرضا في ذاك العام ، وقد اقيم المعرض في ميدان عبدالمنعم بحي نمرة 3 في الخرطوم، وهذا الميدان اسمه الان نادي الاسرة، وهو ميدان واسع تتفرع منه شوارع كثيرة.
سور هذا الميدان في فترة قيام المعرض والباب الوحيد المسموح الدخول منه هو قبالة محطة” الماسورة” وهى محطة يقف فيها البص القادم من الخرطوم او سوق نمرة2. كانت للمعرض فتحة صغيرة تطل على الشارع من حديقة القرشي او شارع اخر من الحى الشرقي لنمرة 3 ، ومسؤلي المعرض لم يسدوا هذه الفتحة ، انا كنت قادما من هذا الشارع ويسكن في نفس الشارع المرحوم على علق ، وقد اتجهت الى المعرض بنفس الشارع المذكور ورايت امامي فتحة فقلت ادخل منها المعرض لاختصر المسافة وبجرأة الصبا والشباب اخترقت الفتحة ودخلت لكني دخلت الى احد اقسام المعرض ، وللمصادفة كان الرئيس ابراهيم عبود والرئيس جمال عبدالناصر في زيارة لاقسام المعرض ، وصادف دخولي عبر الفتحة الى ذاك القسم صادف فيه دخول عبود وناصر لنفس القسم ، وعند دخولي حاول حراس الرئيسين ان يقبضوا على ولكن الرئيس عبود اشار اليهم بعدم التعرض على ، وكانت فرصة لاحي واسلم على الرئيس عبود والزعيم الخالد عبدالناصر ،والغريبة كلاهما كانا يبتسمان لجراءة دخولي واندفاعي لاحيي وأسلم عليهما دون خوف او وجل من الحرس.
المشهد الثاني كان وقع هزيمة حزيران كبيرا، انا اتحدث هنا عن السودان ، كان الشعب السوداني وبقيادته التاريخية رافضا الركوع والهزيمة لمؤامرة الاستعمار ، والوقوف مع مصر ودعم عبدالناصر بكل ما يملكون ، اذكر في تلك الفترة دعت الجامعة العربية اعقد اجتماع لها في الخرطوم وهو ذاك الاجتماع الذي خرج بقرار اللاءات الثلاث.وقد حضر الاجتماع كل القادة العرب ن وقد استقبلت الجماهير السودانية جمال عبدالناصر بالهتاف والمساندة واصطفت الجماهير على جانبي الشارع من المطار وحتى بداية شارع القصر. حين وصلت السيارة التي كانت تقل الرئيس عبدالناصر وكان واقفا يحي الجماهير والى جانبة السيد محمد احمد محجوب رئيس الوزراء . انا وعدد قليل من الجماهير مصطفين في شارع القصر وخلفنا ميدان ابو جنزير وحين وصلت السيارة بالقرب منا وكانت تسير ببطء اندفعت وقبض طرف السيارة التي كانت تقل عبدالناصر وهتفت هتافا بحماس شديد ولا اعرف ماذا كنت اقول وماذا كان يقول البعض الذي كان يجري خافي ، لكن الرجل كان يحينا بيده وعند وصول السيارة الى تقاطع السوق الافرنجي توقفنا.
ما يمكن قول لا يمكن أن انسى وقفة الشعب السوداني مع الشعب المصري وقائده جمال عبدالناصر.