في وداع المناضل الشهيد دنقس أري . بقلم/ حمد كل ـ لندن ـ
6-Apr-2018
عدوليس ـ ملبورن
بسم الله الرحمن الحيم قال تعالى : ” تبارك الله الذي بيده الملك وهو على على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور” صدق الله العظيم . دنقس أري بطل من أبطال جبهة التحرير غادرنا في 30 مارس 2018م .هناك شخصيات ومن اول ما ان تتطلع اليها تترك فيك أثرا أو انطباعا ، انت الذي ترسمه لنفسك وليس الآخر عنه، ولم يأتي أحد وقد قدم لك معلومات عنه
دنقس أري ، ومن اللحظة التي التحق فيها بجبهة التحرير الاريترية ،وبالتجديد في المجال القتالي رسم لنفسه طريقا متميزا ،واصبح عسكريا من الطراز الأول ، وكان كذلك ، لا بل وفي بعض المرات تجده وهو مرتديا الزي العسكري والنياشين على صدره وعصا المارشالية في يده ، وبالرغم من المظاهر العسكرية تعتقد انه جاف وصارم ، لكن هذا الرجل تجد فيه البساطة والتلقائية ، لكل ذلك يفرض عليك ان تحترمه لأنه بشوش بسيط في تعامله مع الاخرين، واذا كان يعرفك جيدا يستقبلك باسما وبقوله المفضل “حليباى”.
هذا الرجل وطني بكل ما تحمل الكلمة من معنى وعسكري ماهر ومنضبط ، حين تم تعينه كأحد القادة في المنطقة العسكرية الأولى في موقع جغرافي معين، عرف هذه المهمة دون ان يدخل مدرسة عسكرية للتأهيل ولا المحاضرات الأكاديمية ، عرف مع رفاقه القادة في المنطقة الأولى كيف يمكن تثبيت أقدام الثورة بالرغم من المواجهات اليومية مع الجيش الاثيوبي والمليشيات والكوماندوس، وكذلك على الرغم من قلة العتاد العسكري من من سلاح وذخيرة وشح الموارد وقلة عدد المقاتلين في ذلك الوقت.
كانت المواجهة صعبة والمطاردات اليومية مستمرة على أشدها ، لكن القائد دنقس أري، ومن الموقع الجغرافي الذي حدد له ومع كل المعانات والصعوبات تمكن من بناء قاعدة عسكرية وواجه العدو بشراسة لا مثيل لها. يشهد له الجميع كان موفقا وبمهارة فائقة في نصب “الكمائن” لجيش العدو الاثيوبي وكذا الضربات المباغتة التي حيرت الجيش الاثيوبي الغاصب ،خاصة في المنطقة المحددة من “تركينا” و “مقلو” و “ديدا” فقد فيها العدو عدد كبير من جنوده وخسائر مادية خاصة في العتاد العسكري وناقلات الجنود هذا بالطبع دون التقليل من دور الاخرين. اخر مرة قابلته فيها كان في العام 2007م في فندق نيالا باسمرا ، وكان قادما لحضور أعياد الاستقلال ، حين دخلت بهو الفندق لمحني ونادانى بصوته المحبب الى قلبي ففرحت بلقائه عليه رحمة الله.
المناضل دنقس وكغيره من جيله وفي ذاك السن المتقدم كان في حاجة الى الاستقرار ، ولهذا وبعد ان رجع الى الوطن استقر في بلدته “مقلو” ، رجل سعيد مات بين أهله وذريته ودفن في تراب الارض التي احبها وقدم لها شبابه كله ، ووري الثرى في بلدته “مقلو”.
ما يحزي في أنفسنا أين رفاقه القادة العسكرين في المنطقة الأولى ، وأين اصبح مصيرهم خاصة محمود ديناى وصالح محمد ادريس ابوعجاج وسليمان زكريا.
رحم الله المناضل دنقس أرى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا.
” انا لله وانا اليه راجعون.