رئيس المكتب التنفيذي لـجبهة التحرير الإريترية :كررنا تجربة فاشلة ! ( 1/ 2)
12-Mar-2019
عدوليس
ليس من بين مقاصد هذا الحوار الإثارة ولا التأليب ، كما ليس من مقاصده تبني رؤية معينة أو الترويج لآراء جهة على حساب جهة أخرى. قصدنا ان نستمع ونُسمع دفوعات الجهة التي أتهمت بالإنقسام، وماهي مبررات خطوتها، وتقديم هذه الدفوعات للقاريء الكريم.محاورنا عرف بنضاله الطويل منذ ان كان جنديا عاديا وصولا لمواقع قيادية مرموقه ، كما عرف عنه إمتلاكه لدائرة واسعة من العلاقات البينية في أوساط قوى المقاومة الإريترية وتواصله مع كل أطياف العمل العام بشقيه السياسي والمدني. تقبل كل أسئلتنا بصدر رحب ,اجاب بشكل مباشر دون مواربة.
كما تحدث بوضوح وشفافية عن الأسباب التي دفعتهم لإتخاذ خطوة ( فك الإرتباط )ـ والتسمية من عندي ـ وسوف نتيح ذات الفرصة للطرف الآخر عملا بحرية الرأي.
في هذا الجزء من الحوار تحدث محمد إسماعيل همد رئيس المكتب التنفيذي لجبهة التحرير الإريترية عن الأسباب التي دفعتهم لإتخاذ خطوتهم مسببا ذلك بعدة عوامل ، كما أبان عن تقيميه للتجربة التي إستمرت لـ ( 16) عاما، مشيرا لدور الأيدولوجيا في إجهاض التجربة حسب رأيه، ورفض بقوة ان يكون الشارع الإريتري قد رفض الخطوة التي إتخذوها.
حاوره عبر الواتسآب / جمال همـــد
1/ تتهمون بخرق النظام الداخلي والعرف المرعي للديمقراطية ،والخروج عن الشرعية .. بمعنى آخر لم تستطيعوا من خلال الأغلبية داخل المجلس تمرير رأيكم فلجأتم “للانشقاق” حسب ما يقول خضومكم .. كيف ترد على ذلك؟
ج/ خي جمال في البدء لك التحية وعبرك لكل الإعلاميين ، والنضال عمل طوعي ينهض به الفرد ضمن جماعة لتحقيق أهداف ومقاصد عليا آمن بها.
والشرعية أو التفويض ليست شيكا على بياض تخول للناس ممارسة كل ما يحلو لها، بل هي مشروطة باحترام الأسس والبرامج والمواجهات التي يتم التوافق عليها، وحفظ الملاك المادي والبشري. وأي خروج عن هذه الأسس ينسف قواعد اللعبة.
والشرعية تنتهي عندما تنسف القواعد والمقاصد والأهداف ويسير الناس بعيدا عما هو متفق عليه، وتتحكم المزاجية والفردية والممارسة غير الراشدة في كل شيء داخل التنظيم كما ويؤدي صبغ التنظيم بلونية غير متفق عليها لتعقيد شبكة وعلاقات التنظيم بقوى المقاومة الأخرى.
ومن يقول هذا لايعرف بنية التنظيم الداخلية وأشكالاته الحقيقية بل يمارس الهروب وتحميل الآخر المسؤولية بعيدا عن الحقائق والممارسات اليومية التي عكرت واقع التنظيم خلال 16 عاما ، وهي حقيقة الثنائية والمحاصصة بين جسمين داخل التنظيم ومن يتكئ على هذا الادعاء اما ان يكون بعيدا عن مسرح الجبهة ويتعامل مع الأمر بفوقية أو أنه تبسيط مخل ونحن أغلبية كبيرة في جسم الجبهة الأصلي كادرها وقواعدها الشعبية في كل مكان وعليك أن تحصي.
2/ الظروف الموضوعية التي تمر بها المعارضة عامة غير طبيعية ومعقدة والظروف الذاتي للتنظيم لا ينفصل عن ذلك … السؤال ماهي الحيثيات والمسببات التي اقنعتكم لاتخاذ هذه الخطوة التي لم يرحب بها الشارع الاريتري المحبط اصلا ؟
ج/ ظروف النضال عادة غير طبيعية وقاسية وهي سير على اسنة الرماح هي تضحية المناضلين وصبرهم وثباتهم.. هي رفد الشعب ووقفته الراسخة وهي التي تغيير وجه التاريخ وتجعل من الذييُرى للناس انه مستحيل، وخير شاهد على ذلك نضالات شعبنا الإريتري الذي أوجد تراكمها وعلى مدى ثلاثة عقود الدولة الاريترية، وانا اتفق معك في الظرف الحالي يوجد حصار وتضييق على نضالات قوى المقاومة الوطنية الاريترية ، كما نواجه كل تركة تعبئة النظام تجاه المقاومين وعزوف كم معتبر وخاصة بين النخب وكتل الشباب، والسؤال كم كانت تشكل كتلة الجبهة بالقياس لمجموع الشعب الإريتري وكل الظروف الموضوعية كانت غير مواتية ومع ذلك أصبحت جبهة التحرير الإريترية التاريخية التي يستحيل تجاوزها.
إذا المهم أن تبقى راية المقاومة ضد الاستبداد مرفوعة وشعبنا سينتصر والكل يقدم التضحيات ويقدم بما يستطيع تقديمه اما قولك لم يرحب الشارع فإعتقد انه قول غير دقيق لأن نظرة الناس في الشارع تختلف كل حسب مايرى ويحب ويحلم ويقرأ ،وحقيقة الأمر يمكن أن يصنف الناس بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.
كثيرون من أبناء الجبهة كانوا قد أقعدهم الحال وعادوا اليوم يتقدمون الصفوف لإعادة بناء الجبهة والنهوض بها والإسهام بقوة والسعي لتعزيز الجهود المبذولة في مسيرة الجبهة والانفتاح على قاعدة الجبهة التاريخية العريضة والنضال أوساط الشباب وسائر قوى المقاومة الإريترية وفق الثوابت الوطنية، ومن لم يوافقنا الرأي اليوم ويختلف معنا نلتقيه أثناء المسير في رحاب وطن يسع الجميع انشاء الله.
3/ ماذا تقصد بتعبير “صبغ التنظيم بلون غير متفق عليه وتعقيد شبكة وعلاقات الناس بقوى المقاومة “. مزيد من التوضيح لمصلحة القارىء والمتابع ؟
ج/ جبهة التحرير الإريترية كما معلوم تنظيم وطني ديمقراطي بادر لقيادة الكفاح المسلح لاستعادة حقوق الشعب الإريتري واستعادة كيانه الوطني وإنجاز الإستقلال الوطني وبناء دولة إريتريا الديمقراطية بكل أبنائها وتنبع رؤيتها وبرامجها من مصالح الشعب الإريتري ويرتكز برنامجها على مخاطبة حاجات في مرحلة التحرر الوطني ثم مرحلة الدولة، ونحن امتداد لتلك التجربة الوطنية ، وبالتالي اي خطاب خارج المشروع السياسي العام للجبهة هو صبغ للجبهة بلونية سياسية وايديولوجية غير متوافق عليها.
وأعتقد انك كنت من بين الحضور في جلسة افتتاح المؤتمر الوطني العام السابع للجبهة والذي حضره لفيف من أصدقاء الجبهة وربما تذكر كيف أن رئيس اللجنة التحضيرية خاطب تلك الافتتاحية بلونيته السياسية وبخطاب غير متفق عليه بين تحضيرية ذلك المؤتمروهذا الخطاب قد شوش على التنظيم لأمد طويل ونم عن عدم المسؤولية وعبر عن روح استغلال اللحظة لتمرير أجندات خاصة، اما تعقيد شبكة علاقاتنا بقوى المقاومة السياسية والمدنية فيعبر عنها ما يشاع حول علاقاتنا مع الأخوة في المنتدى الإريتري “المدرخ” ، فهل هذا ينم عن بعد نظر وطني أو سياسي وحول آخرين لا اود ذكرهم هنا أوليس هذا استعداء لآخر واقحامه في شأن داخلي وتباين داخلي بين فرقاء التنظيم . وهذا ما قصدته بـ ” يعقد ويخرب ” شبكة العلاقات بين ومع قوى المقاومة.
4/ هل نستطيع القول ان تجربة 16 عام من العمل المشترك كانت محصلتها صفيرة؟
ج/ كانت تجربة ستة عشر عاما تجربة مُرة وغير ناجحة ، ولم تنتج شيء مفيد لأهدافنا ومقاصدنا وكانت دوران في حلقة مفرغة.، وما هو التقدم الذي حققته في الساحة الوطنية ؟الإجابة انها فقط لمت عنوانين في إطار واحد وللأسف كررنا تجربة فاشلة ومؤلمة سابقة عُرفت بـ تجربة ( عناتر ) وأعتقد أن الاطار المتبقي الآن معا لايملك عوامل الإستمرار وما يجمعه الآن هو مواجهة خصم مرحلي وسينفص سامرهم عاجلا أو اجلا.