المناضل عبده ياسين في ذمة الله
4-Oct-2019
عدوليس
قلما لاتجد أحداهما أوكلامها في الشقة الصغيرة الواقعة في المبنى الصغير المحشور بين عدد من البنايات في شارع الفردوس الشهير في قلب العاصمة السورية الجميلة دمشق، أو دمشق الفيحاء كما يسميها أهلها. عبد الرحمن ياسين وحامد إبراهيم طمبارطوال السبعينات وبداية الثمانيات ، حامد إبراهيم طمبار بوجهه الصبوح وطغاء الهدوء في تعامله وعبد الرحمن ياسين بصرامته التي تتقيد بالتعليمات واللوائح المكتبية.
رحل حامد طمبار قبل أكثر بالخرطوم بعد رحلة مرض أنهته ، وها هو عبد الرحمن ياسين داؤود بمدينة كسلا .
مكتب جبهة التحرير الإريترية الذي أحتل موقع الوسط وسط معالم شارع الفردوس الهاديء بمعالمة المميزة من سينما الفردوس وقاعة عرض الفنون الجميلة والخطوط الجوية السورية والهولندية والفلسطيني حسن سلامة صاحب البوفيه الصغير الذي يمون كل الشارع بالقهوة والشاي ، والمصور الشاغوري وسينما الفردوس ، تعاقب على إدارته عدد من مناضلي جبهة التحرير الإريترية ومن هؤلاء المناضل علي محمد صالح المقيم ببريطانيا والذي كتب جزء من السيرة النضالية للمناضل عبده ياسين :
” غيب الموت صباح الثلاثاء الموافق الاول من اكتوبر 2019م بمدينة كسلا السودانية المناضل عبده يسن سليمان داؤود أثر علة لم تمهله طويلا. وقد وصل الراحل الى كسلا قادما من مدينة اغردات لزيارة والده المريض.
التحق المناضل عبده يسن بالعمل الوطني في اوائل الستينيات ضمن صفوف جبهة التحرير الاريترية، وفي العام 1967م ابتعث الى سوريا ضمن الدورة الرابعة حيث تخصص في مجال التدريب. بعد عودته من سوريا عمل في الخدمات الصحية في الميدان، واذكر انه وزميله المناضل عبدالله علي جامع كانا مشرفين على العيادة الصحية التي خصصت لاعضاء المؤتمر الوطني العام الاول للجبهة في العام 1971م، وبعد فترة انتقل الى كسلا نسبة لحالته المرضية ثم عمل بالعيادة العسكرية للجبهة في مدينة كسلا وهي عيادة مهمتها الاشراف على المرضى والجرحى من مقاتلي جيش التحرير الاريتري من القادمين من الميدان، وتسهيل مهمة علاجهم وتحويلهم إلى المستشفيات اذا تطلب الامر.
بعد ذلك تم تعينه عضوا في مكتب جبهة التحرير الاريترية بالجمهورية العربية السورية مسؤولا عن العلاقات العامة، ومن ضمن مهامه الاشراف على الطلاب الجدد ومتابعة التحاقهم بمقاعد دراستهم في المدارس والمعاهد والجامعات السورية، بالاضافة الى الاشراف على كوادر المنظمات الجماهيرية القادمين لتلقي الدورات التأهيلية وكذا الدورات العسكرية المختلفة.
عرف عنه التفاني في العمل والاتقان، تجده بشوشا على الدوام على الرغم من زحمة العمل واختلاف امزجة الناس ، وإن ارضاء الجميع غاية لاتدرك إلا انه كان جاد في عمله وله القدرة على التعامل مع الجميع والقدرة على التحمل، كان الراحل المقيم دينمو المكتب في دمشق وكان يحظى ياحترام زملائه في العمل وجميع المسؤلين، ومن نافلة القول ان عدد مقدرا من الدورات والداسين تخرجوا على يده. عاد الى أرض الوطن بعد التحرير وتم توجيهه في ادارة مدينة اغردات مسقط رأسه والتي يعشقها كثيرا.
اللهم ارحمه رحمة واسعة وتقبله قبولا حسنا واسكنه فسيح حناتك مع الصديقين والشهداء”.
علي محمد صالح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة إلتقطت بمكتب الجبهة بشارع الفردوس من إرشيف الأستاذ جلال حسين ويبدو فيها الراحل حامد إبراهيم طمبار جالسا بجانبه الراحل عبده ياسين.