تناقضات أصحاب مصطلح ( نحن وهم ) !! بقلم / إبراهيم فار
12-Aug-2015
عدوليس ـ ملبورن
غريب امر المتعلمين الاريترين وخاصة الاغلبية من جيلنا وطبعاً لااقول المثقفين لان مصطلح مثقف متسع قد لاينحصر في اطار حملة الشهادات الجامعية ومافوقها من درجات اكاديمية علمية . تأتي الغرابة بان هؤلاء ونتييجة ظروفهم الاجتماعية الاقتصادية يمارسون مهنهم اليومية في دول غالبيتها تتبني مفاهيم الدولة المدنية الحديثة والتي لامكان فيها للانتماءات الاولية وتتعامل مع مواطنيها بمبدأ اقرار المواطنة للجميع وخاصة في الدول التي حط بها رحال المهاجريين الاريتريين نتيجة اوضاع بلدهم الاصلي (اريتريا) وهذا يتطلب من المهاجرالاريتري وخاصة المتعلم اللايتعامل بوجهين فهو انسان العصر الحالي
بكل منتجاته العصرية الانسانية ويعمل في منظومة دول تقر بمبادئ هذه المنتجات العصرية ممايجعل من العاملين في هذا الدول ان يتناغموا في مفاهيمهم وسلوكياتهم مع هذه الحداثة ممايساعد هم في المساهمة في بناء مجتمعهم الاصلي ولكن للاسف الشديد نجد المتعلم الاريتري يعيش التناقض فهو يقضي ساعات عمله اليومي في دولاب دول ومجتمعات تقر المبادئ المذكورة اعلاه ،ولكن عندما ينصرف من عمله اليومي ويريد ان يساهم في العمل العام في اطار مجتمعه الاصلي (الاريتري) اي كان هذا العمل سياسي في التنظيمات السياسية وكذالك في الاطار الاجتماعي (الجاليات) وكذالك المنابر الاعلامية نجده تراجع حتي النخاع عن المبادئي والمفاهيم الانسانية التي يعيشها في الدول والمجتمعات التي يعيش بها وينغمس في الانتماءت الاولية لمجتمعه من قبلية عشائرية تفاخرية في مواجهةالقبائل والعشائر الاخري في مجتمعه ودينية طائفية في مواجهة الاديان الاخري في المجتمع حتي تنتقل به الي المذهبية المتطرفة في اطار الدين الواحد وكذالك الجهوية المناطقية في اطار الاقليمية المتخلفة والتي تختلف عن الاقليمية الادارية التنموية في اطار الدول الحديثة .كل ذلك يصل بنا الي شيوع مصطلح (نحن وهم ) وبالتالي ينعكس في مسارنا السياسي والاجتماعي وعلي ضو ء تلك الكنتونات القبلية والطائفية والجهوية يبني البعض الحلول الكسولة لازمة الوطن .فحين نجد ان ازمتنا السياسية الارترية بعيدة كل البعد عن هذه المفاهيم التي تساعد في استدامة الدكتاتورية البغيضة فاصحاب هذه المفاهيم يدروا او لايدروا يخدموا دكتاتورية العصابة الحاكمة في ارتريا لان هذه العصابة مستفيدة من صراع هذه المفاهيم (نحن وهم) لانه ليس لديها اي فهم للوطن يتسع للجميع وكذالك لانستثني من هذه الحالة تنظيمات المعارضة لانها واقعة تحت تاثير هذه المجاميع التي تبث هذه المفاهيم نتيجة اوضاعها الذاتية التي تمر بها ممايجعل المشروع الوطني والذي كرست مفاهيميه في اطار الثورة ابان فترة النضال السياسي وتمتنت ابان فترة الكفاح المسلح واتت أكلها في التحرير والاستقلال نجده يمر بمرحلة انتكاسة حقيقية في مرحلة بناء الدولة الوطنية فنحن امام رهان صعب و عسير هل نستطيع بناء دولة مدنية ديمقراطية تليق بنضالات شعبنا ام يتلاشي هذا الحلم ونواجه بتلك الكنتونات ذات المفاهيم الاولية ونتيجة الحالتين واضحة لمن اعتبر فطريق دولة المشروع الوطني يوصل بنا الي الحرية والعدالة والديمقراطية للجميع وطريق (نحن وهم) يوصلنا بنا الي الدمار وتلاشي الوطن وبالتالي تتحقق رغبة الاعداء من دكتاتورين واعوانهم ومن دار في فلك مفاهيمهم .