حوار مع الكاتب علي هندي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للاستقلال
25-May-2016
عدوليس
في إطار الحوارات التي تجريها ( عدوليس ) مع عدد من الفاعليات الإريترية المدنية والمثقفيين ، بمناسبة العيد الـ ( 25 ) للإستقلال نلتقى بالزميل علي هندي الكاتب والمحلل السياسي.وتحدث هندي حول عدد من العناوين تتركز حول المشهد السياسي بعد ربع قرن من الإستقلال. هندي تخصص في قضايا القرن الأفريقي وإشكاليات الحكم المركزي وكذلك دور الإعلام في بناء جسور الثقه في المجتمعات ذات التنوع الثقافي لعدد من المنتديات الثقافية في لندن .
حاوره : جمال همــــد
1/ بعد ربع قرن من الإستقلال .. كيف يبدو المشهد الإريتري أمامك ؟
للاجابة على هذا السؤال سوف استشهد بحديث دار بين كلا من البروفسور جون مركاكيس اليوناني الذي امضي سنوات كاستاذ جامعي في اثيوبيا وله مؤلفات عن اثيوبيا والقرن الافريقي والمفكر السوداني الدكتور محمد سليمان في اسمرا في العام 1993، حينها قال الدكتور محمد سليمان ان اريتريا قد تكون نموذجا للديمقراطيه في افريقيا نظرا للرصيد النضالي والتجربة الغنيه فرد عليه بروفسور مركاكيس قائلا وقد تكون نموذجا لفشل الدوله. لم يطل ذلك اللقاء بالبروفسور حتي اتعرف على مادفع به لقول ذلك.
في ذات العام قلت لصديقي جورجو انه مالم يتم استغلال جو الانتصار هذا والذي اسس لارضيه قويه من العزيمه والرغبة في التسامح في بناء دولة العداله والمساواة فقد ياتي اليوم الذي نجد فيه انفسنا في مازق حقيقي وفي مناخ مشحونا بالكراهية وحب الانتقام. و اود ان اوجز حديثي هنا بان الفتره بين عام 1991 وعام 1993 كانت فتره تاسيس دولة يمتلكها الاريترييون كلهم وهذا كان سيتم عبر مشاركة الجميع في عملية الاستفتاء ليس كصوت مستغل بل مشاركة حقيقية في امتلاك الارادة الوطنية، ام الفتره بين عام 1993 وعام 1998 اي قبل نشوب الحرب مع اثيوبيا فانها كانت فتره مؤاتيه للتحقيق وحدة وطنيه وفق الارادة السياسيه والتي كانت كفيله باخراج اريتريا من العزلة التي جات كإرهاصات لتلك الحرب، اما بعد هزيمة اريتريا عام 2000 فان كل المحاولات هي لانقاذ دولة.
وقائع وبطولات نساء ورجل طوال ثلاثة عقود لاتزال في صدور الرجال والنساء من ثوار الأمس ولم تجد طريقها للتدوين بالشكل اللائق كيف تفسر ذلك ؟
ان عملية التدوين لبطولات النضال هي مهمة الاكاديميين والباحثيين الاريتريين ولكي يقومو بتحقيق ذلك لابد من توفر المناخ المناسب والذي نواته التعليم العالي والمنتديات والمعاهد العلمية والثقافية التي تنهل منه، ولكن وكما راينا كيف ان حكومة الجبهة الشعبية شنت حرب شعواء على التعليم العالي والعام ومانتج عن ذلك من تقهقرا للمعرفة وانحدار في القيم اختفت معه جملا هي التي تتشكل لياخذ الابداع مكانه، وكل التقدير للمحاولات التي قام بها اولئك النفر الذين سطروا ما تمكنوا من كتابته، بالرغم عن ظروف الشتات التي تكبدوا مشاقها في مرحلة من اعمارهم ..
صدرت عدد من المذكرات والذكريات التي تسجل تاريخ الثورة الإريترية ولكنها عكست الخلافات والمشكلات التي كانت تعاني منها الثورة الإريترية أكثر مما تحدثت عن الإنكباب على تاريخ البطولات وإستخلاص الدروس بماذا تعلق ؟.
لاحقت عيون والسنت الناس رهط من المناضلين والذين تعلقت بهم آمال الناس في فترة زمنية عصيبة وتعالت اصوات البعض تطالب بتفسيرات لما حدث للجبهة وانفراد الشعبية بمكونها المسيحي الغالب، وهذا في تصوري هو السبب الذي دفع من كتبوا في الخوض في اسباب الخلافات فمن الطبيعي في تصوري ان يكتب الكاتب ” ألم سقد ” فيقول حتي لاتفترق فقد كان يقف على ارضيه تختلف عن التي وقف ويقف عليها اولئك الذين جاوء على شرح الخلافات.
الجميع يتحدث عن أزمة تلف الحياة العامة في إريتريا ( حكما ومعارضة ) وبالنتيجة مستقبل غامض للبلاد والعباد ، كيف ترى المخرج وما الدور المناط بالمثقف والأكاديمي والإعلامي الإريتري برأيك ؟
لقد وضع النظام الديكتاتوري المتفرد في تجبره الشعب الاريتري كله والمثقفيين منه والاكاديميين في وضع حرج، حيث خرج المثقف من دائرة اللاديمقراطية واللاعدالة ليجد نفسه امام مكونات لازالت تلملم جراحها جراء خلافات مرحلة النضال فدخل الكثير من المثقفيين في دوامة لاترحم ومن نجا من الدوامة وقف حائرا امام اللا فاعلية ، فيما فضل البعض ان يقف موقف المتفرج حتي تتضح الرؤيه.
تيارات كثيرة تبحث عن حلول وتحاول تفسير الأزمة التي تتحكم في مفاصل الساحة الإريترية منها من يحاول تفسيرها برؤى طائفية ( مسيحيين .. مسلمين .. مرتفعات .. منخفضات ) في محاولة للبحث عن حقوق .. الخ . كيف تفسر ذلك وما الطريق للوصول للعدالة في اريتريا ؟.
اريتريا ليست حاله خاصه فكثير من الشعوب التي عاشت تجربة الدولة قبل ارتريا بسنوات تقوم اليوم بمراجعات لم تسلم من مسالة جدوي الدوله، وفي معرض اجابتي لاحد الاسئلة قلت بان الوحدة الوطنية لم تتحقق في ظل الدوله وهذا الوضع افرز حالة من الاحباط وليس اللجوء الي المكون الاساسي الا محاولة للاحتماء بعد ان فشلت الايدولوجيات التي انتهجت حتي الان في الرد على تساؤلات محيرة، ولكن اصوات كهذا قد تطوي مع الزمن اذا ما تحقق التغيير بفعل عوامل اخري منها الموقف الداخلي في اريتريا، اما العدالة فهي امر سيتوقف على استعداد القوي الفاعله في التغيير على الاستماع اولا ومن ثم قبول مشاركة الآخر وتعزيز روح الدولة عبر تمليكها للجميع وهذا لن يتم الا بالاعتراف بكل النضالات.
/ كيف تبدو صورة الإعلام الإريتري المستقل ؟ وكيف الوصول لخلق جبهة إعلامية فاعلة ؟؟.
الفترة التي تلت استقلال اريتريا اتجه بعض الاعلاميين الاريتريين الي بلادهم فيما عدا نفر قليل لم تتوفر لديهم الامكانيات لكي يكونو نواة اعلامية في وقت شهدت ساحة التنظيمات الاريتريه شحا في الموارد المادية والبشريه اما الاقلام الاريتريه التي فضلت التوجه الي اريتريا عانت هي الاخري من محاولات تجريد الاعلاميين من ادواتهم من ما ادي الي ان ولدت تجربة الاعلام الارتري ولكنها غير مكتمله، وانفتح العالم الآن على الاعلام بشتي دروبه والاعلام الاريتري لم يفق من ترنحه فولدت تجارب اعلاميه عبر الانترنت وهي محاولات جريئه ولكن لازالت تعاني من المهنية وهذا طبيعي في ظل عمل الاعلاميين كمتطوعين دون تفرغ للمهنة.
الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا تجربة سياسية وعسكرية عملاقة كيف تقرء هذه النهايات لهذه التجربة.
تختلف تقيماتنا للاشياء وفقا لما يستقر لدينا من قناعاتنا و حقائق وانطلاقا من هذا فان تقييم تجربة الجبهة الشعبية الآن يخضع لحقائق ابرزت الوجه الغليظ، لهذا الوجه الذي لم تبقي من اطلال هذا التنظيم. نجحت الجبهة الشعبية عسكريا حين فشل غيرها والسبب في رأي الكثيريين ان المكون الانساني الذي وقف خلف هذا الحراك كان يحمل معه اليات الدفع وتوفرت لديه خصائص سخرت لخدمة الهدف ذات المكون هو الذي حمل ايضا خصائص سلبية كانت السبب في تمادي حفنة من المسؤلين في غيهم، على ان التساهل في القيم الانسانية هو الذي ابقي على الوجه القبيح لتجربة الشعبية.