العد التنازلي بدأ.. ! بقلم/ محمد قناد
25-Jun-2016
عدوليس ـ ملبورن
لعلك يا صديقي القارئ تتساءل ماذا يحدث إثر متابعتك للاحداث المتسارعة في تدويل القضية الاريترية، ويشتد سؤالك استغراباً حين ترى التحرك الدولي ازاء الاوضاع في اريتريا، في مقابل البرود والشتات وعدم الاتفاق الذي يهيمن علي المعارضة الاريترية السياسية بكل الوان طيفها، وقبل ان تجيب علي هذا السؤال دعني اعرج بك الي التساؤل الصحيح في هذه المرحلة لان سؤال ماذا يحدث هو سؤال قديم وقد جاء متاخر جداً في سياق الحركة الاقليمية والدولية المتسارعة في اخر 24 اشهر، لذا السؤال الطبيعي هو ما الذي سيحدث، وما هو المأزق القادم والنفق الجديد الذي تقبل عليه ارتريا نتيجة للقهر والشمولية التي دمرت حياتها
متزامنة مع شتات وتفرق المعارضة الاريترية التي لم تكن للاسف بقدر وحجم المرحلة -كما يعبر الكثير من الناشطين- ولم تستطع حتى الان ان تصيغ خطاب بحجم و أمال الشعب الارتري، فهل سبق السيف العذل..! فالحراك الذي يحدث الان من قبل منظمات المجتمع المدني الحقوقية والانسانية هو تناغم مع موقف دولي واقليمي لإزاحة النظام الشمولي الاقصائي في ارتريا، فإذا حاولت ان تسرد وترصد المواقف الدولية والاقليمية في اخر سنتان ستكتشف حجم التصعيد الذي حدث مقارنة بالعقود والسنين التي كان يصرخ فيها الشعب الارتري من قهر النظام، لكن ليس غريباً علي المجتمع الدولي ان يستيقظ متاخراً، فهذه عادته التي لن يتخلى عنها والشعب الارتري اذ يلومه علي هذا التأخير نجد العذر ايضاً -اي المجتمع الدولي- لاننا لم نعرف كيفية تسويق القضية بالشكل الصحيح حينها والمصيبة اننا ايضاً وحتى الان لم نعرف الطريق لتسويق القضية ولكنه اخذ -اي المجتمع الدولي- بزمام المبادرة وجعلنا امام تحدي جديد وهو ، هل باستطاعتنا الاستفادة من الفرصة التاريخية التي تلوح في الافق ام سنستمر في فصامنا وتفرقنا والتفوه بحجج لا تبرر فشل الخطاب السياسي المعارض، لكن هنالك تسويق اخر رغم مرارته إلا انه لا يقبل الشك قد حدث ويحدث عبر تيتنيكات المهاجرين في البحر المتوسط كأبلغ تعبير عن حجم المأساة . فالان يضع المجتمع الدولي الخطاب الارتري وخاصة منظوماته السياسة امام احتمالان، فهو يقول لنا إن الاجواء الدولية مهيأة لاي عمل تغيري وستكون الشرعية في طرف الذي يعمل علي تغير جادي للنظام، ما يعني ان شرعية النظام في الواقع والتعامل الدولي ستتقلص ان لم تنتهي، فالخيار الاول من الاحتمال الاول ان يتم التغير من الداخل عبر ثورة شعبية تطيح بشمولية المجموعة التي تدير شئون الشعب الاريتري في الداخل وهذا مستبعد الحدوث نتيجة للقبضة الأمنية ودمار فكرة الثقة بين فئات الشعب الارتري وهي عادة وصناع كل المنظومات القمعية والخيار الثاني هو الانقلاب العسكري رغم موقف الاتحاد الافريقي والقوانين الدولية من الانقلابات، لكنه في هذه الحالة مبرر جدا نتيجة للغطاء الأممي والدولي والاقليمي الذي يبنى وينشأ الان شريطة ان يكون انقلاب واضح الخطاب والخطوات العاجلة ويحمل خارطة طريق ملزمة في معالجة الفشل الاجتماعي الذي تسبب فيه النظام الشمولي . اما الاحتمال الثاني هو إصدار قرار دولي بعد اصدار الإدانة الانسانية والسياسية وذلك إن فشلت المعارضة الارترية في احداث تغير فعلي في فترة زمنية وجيزة داخلياً وخارجياً، أي إن المعارضة الاريترية الان سيتم دفعها الي مربع وميدان جديد لا تملك فيه -إن شئت الدقة- اي قرار يمكن ان ينتج من بنات افكارها المشتتة والمفرقة في شوارع اديس وباقي العواصم، اذن نحن امام تدخل دولي أو اقليمي لتغير النظام الارتري وهذا الأمر رغم فاعليته إلا انه غير مضمون والامثلة كثيرة لكنه أخر العلاج وهو علاج ذات نتائج مجهولة كما انه دليل علي الفشل الذي صاحب الخطاب الارتري في كثير من حقباته الوطنية ومثال ذلك الفشل الحكومة المؤقتة التي تحولت الي فئة شمولية، فقد يكلف المجتمع الدولي مجموعة دول علي طريقة العراق لتغير النظام في اسمرا او دولة اقليمية يساعدها ويدعمها المجتمع الدولي علي طريقة الصومال وهو وارد جداً، وبالطبع قد صنع النظام الشمولي بعض الاصدقاء في المنطقة والعالم وقد يعول عليهم في صناعة موقف او ” فيتو ” دولي يفلته من المقصلة وسيحاول يلعب لعبتة المفضلة –المقايضات- للخروج من المأزق، لكن حتى يسعفه الاصدقاء الجدد لأبد له من تقديم بعض التنازلات التي تحفظ ماء وجه الاصدقا ، وهذه التنازلات كفيلة لفضحه واثبات الشمولية وفشل دولته حين يقدم عليها لذا لن يفعل، إذن نحن أمام نظام شمولي عالق تجاوز مرحلة وزمان الاصلاح .ـ