دفاعا عن المهنة … دعوة لتأسيس كيان للصحفيين : جمال همد
23-Apr-2012
المركز
مرة إثر أخرى يرتفع صوت منظمة مراسلون بلاحدود في وجه الطغيان الذي يواجه الصحافة والصحفيين في إريتريا ، لتعلن عن حالة الزميلة يرقا ألم فسهاي مبرهتو والتي نقلت وهي في حالة صحية خطيرة حسب الخبر الذي وزعته المنظمة الجسورة .هذه الزميلة الشجاعة والتي ترقد وتحت حراسة مشددة بمستشفى [ حليبة ] في أسمرا تهمتها الرئيسية تهديد أمن النظام ، تصوروا صحفي لايحمل إلا القلم يهدد أمن دولة بحالها عُرف عنها انها تأسست على أحدث النظم البوليسية وانها خاضت حرب رعناء ضد جارتها وحليفتها السابقة كلفت بلادنا أكثر من 50الفا من الارواح ولا زالت تداعياتها مستمرة .
ومن المفارقات ان جثمان الرجل الذي ينتظر تصريح دفن في بلاده في إحدى مشافي لندن هو الذي خطى الخطوة الحاسمة حسب رأيه و[ أدب ] الصحفيين الاريترين في العام 2001م ، أقصد وزير الإعلام السابق ورجل الأمن الدموي نايزقي كفلو .يرقا ألم التي ترقد الآن في إحدى غرف مستشفى [ حليبة ] والأمل لم يفارقها لحظة هي من المجموعة التي تم إعتقالها بتاريخ 22فبراير 2009 بجانب زميليها برخت مسقنا والشاعر ملس نقوسي كفلو وعدد آخر من موظفي راديو [ بانا ] ليتم الزج بهم في سجن [ عدي أبيتو ] والذي شهد مذبحة راح ضحيتها عدد من المنتظرين فيه وليتم نقلها ضمن عدد من الصحفيين إلى معتقل [ ماي سيرا ] وهو واحد من المعتقلات السيئة الصيت والذي يشرف عليه جهاز الإستخبارات العسكرية .مسيرة الحريات الصحفية في بلادنا سيرة تصلح كنموذج لتعالي الحزب الحاكم وبؤس حكمة وضيقة بالرأي الآخر ،فقد دشن اولى خطواته بإعتقال الزميلة روت سيمون مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية في أسمرا عندما أرسلت خبر مفاده ان السلطات الإريترية فتحت معسكرات للمعارضة السودانية في غرب إريتريا وأنها تعلن دعمها الكامل لمشروع إسقاط النظام الحاكم في الخرطوم ، وفقا لخطاب الرئيس أسياس افورقي في إحتفال وطني أقيم في مبنى بلدية أسمرا الشهير والواقع في قلب شارع الحرية [ كمبشتاتو ] سابقاً وذلك في العام 1996م .لم تكن روت سيمون الإريترية الجنسية أول ضحايا الرأي الآخر في بلادنا وإن كان أول صحفية مستقلة يتم إعتقالها .وليأتي العام 2001م عاما لوأد الصحافة الحرة التي ضخت رياح الحرية في رئتي أسمرا ، ولتشهد الأعوام التي تلت ذلك سلسلة من الإعتقالات شملت عدد كبير من الصحفيين المستقلين والعاملين في الأجهزة الإعلامية الحكومية ، تلازم ذلك مع هروب عدد من الزملاء صوب السودان ومنها إلى بلاد الله الواسعة . هذا الضيق من الرأي الآخر وتداول المعلومات وحرية الخبر لايقف عند حدود الحكومة الإريترية فقط بل يشمل جزء مقدر من تنظيمات المعارضة الإريترية ، لأن الحكومة وجزء من المعارضة ينطلق من من مقولة أنهم فقط الذين يعرفون مصلحة الشعب الإريتري وعلى البقية ان ينصاعوا لمراسيمهم ويقبلوا طوعا سلطتهم لانهم القيادة الرشيدة .وإذا كانت الحكومة الإريترية تستخدم آلة الدولة في تنفيذ عنفها فإن هؤلاء من المعارضين لها يستخدمون العنف اللفظي وإغتيال الشخصية وبث الإشاعات وكتابة المقالات بأسماء مستعارة وبعضهم كتب بيانات (عديييييييييل )، مما يؤشر لذهنية سياسية وفكرية سادت سنوات طويلة ولا زالت تتقد ، هذه الذهنية هي ذاتها التي أجلست في مقاعد الصحفيين أُناس لاعلاقة لهم بالمهنة في [ مؤتمرات المعارضة ] في ملتقى الحوار ومؤتمر [ أواسا] وكذا الورشة التي دعا لها مكتب الجنرال مسفن الممسك بملف المعارضة والتي عقدت قُبيل مؤتمر [أواسا ] في تغول ممعن في الإستخفاف .أمام هذه العواصف والمشكلات لايمكن ان تحمي الصحفيين أنفسهم إلا بإقامة كيان نقابي ، اولا : لكي يستطيعوا تحريك ملف المعتقلين من منسوبي المهنة بشكل جيد وفعال ، وثانيا : لمنع المتغولين على المهنة .مرة أخرى ندعو الزملاء للتشاور والحوار فيما بينهم من خلال غرفه من غرف الدردشة [ البالتوك ] تمهيدا لإقامة وتأسيس هذا الكيان . وثالثا : مثل هذا الكيان سيعصمنا من حالة الإنقسام التي يحاول البعض تكريسها في المجتمع الإريتري [ منخفضات مرتفعات .. أهل اهضبة والمنخفضات .. عربي وتجرنية .. ومسيحي ومسلم .. ] الخ .