تكريم المتفوقين لمدرسة (عواتي) بملبورن
30-Sep-2013
عدوليس
كتب : أحمد الحاجالأحد 29/9/2013 تشجيعاً للطلاب المتفوقين وتحفيزاً لقرنائهم وتقديراً لأولياء الأمور الذين سهروا علي نجاحهم وإعترافاً بدور المتطوعين في خدمة المجتمع نظمت مدرسة (عواتي) بملبورن يوم السبت 28/9/2013 إحتفالاً بهيجاً وأمسية رائعة منحت فيها الدروع والشهادات للمتميزين الأكاديميين والمشهود لهم بالمساهمات العامة، ويأتي الاحتفال للعام الثالث علي التوالي وهو تقليد حميد أعتمدته إدارة المدرسة في وقت تكرم فيه الجاليات بأستراليا طلابها المميزين كل عام وتتعرف من خلاله علي إبداعات ومواهب أعضائها ومشاركتهم في المجتمع الكبير،
وذكر الأستاذ/ الأمين عبدالله إدريس أحد نشطاء الجالية ومدير المدرسة بأن التكريم الهدف منه التحفيز والثناء وأن المدرسة تسعي مستقبلا لتوسيع الفكرة بحيث تغطي مجالات أخري وتمتد الي بقية الولايات الأسترالية، وأثني علي فئة المتطوعين في خدمة المجتمع الأرتري الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والتفاني وأضاف أن بلادنا أرتريا بنيت علي التضحيات الجسام وأن وطنيون وهبوا دماءهم الزكية من أجل ميلاد الوطن والشعب منوهاً علي أن فكرة التطوع بذاتها ليست غريبة علي تقاليد المجتمع، وناشد أولياء الأمور ليأخذوا بالهم من الأبناء ويلاحظوا ميولهم الأكاديمية ومواهبهم الأخري ويقومون بتشجيعها وتنميتها.وتوالت بعد ذلك فقرة الكلمات بمداخلة الدكتور/ صلاح جمع مبدياً ملاحظاته في التعليم بأستراليا وموقعه من الخطط الحكومية وتطرق الي أمور لا حظها بإعتباره محاضراً في جامعة (موناش) موصياً الطلاب بأهمية الحضور الشخصي في المحاضرات وعدم اللجوء الي بدائل أخري.أما الأخ/ أبراهيم حاج فقد ركز علي شخصية الشهيد الكبير حامد إدريس عواتي مؤسس الكفاح الثوري الأرتري والتي سميت المدرسة تيمناً به، متحدثاً باللغة الإنكليزية بغية تقريب الصورة للجيل الأصغر وذكر من خلاله معاني الإيثار والتضحية والرمزية الوطنية التي يحملها القائد.كما تحدث الطالب/ عمرعبدالقادر كبيري الذي ألتحق بكلية الصيدلة العام الماضي بعد حصوله علي نسبة فاقت 96% نيابة عن الحاصلين للشهادات الثانوية شاكراً المدرسة علي هذه المبادرة الكريمة وذكر دور والديه في توفير البئة الجيدة لنجاحه وتفوقه والسهر علي راحته أثناء الدراسة وقال أنه فخور بهم وبوطنه الأصلي.أما الآنسة/ ريهام صالح قدمت كلمة الخريجين من الجامعت والذين عملوا في مجالاتهم وتخصصاتهم حيث تقدمت فيها بإمتنانها وشكرها العميقين لجميع اصحاب المبادرة المميزة وقالت أنها تأمل أن تكون محفزة للآخرين للإرتقاء في سلم التعليم وتأمين مستقبل واعد ونصحت الطلاب بتقوية العزيمة وتحدي الصعاب وألإصرار علي النجاح والتفوق وأن يلاحظوا دائما مكامن القوة والضعف الأكاديمي فيهم ويجتهدوا في إيجاد الحلول، وتحدثت عن تجربتها أثناء الدراسة وأسباب تفوقها وإلتحاقها بالعمل وفق تخصصها.وسلم بعد ذلك المناضل/ محمود محمدعلي ملكين الدروع وشهادات التقدير للمحتفي بهم والذي تم تقسيمهم الي ثلاثة فئات : المتفوقون أكاديمياً المتحصلون علي شهادات جامعية والذين أكملوا بإمتياز مرحلة الثانوية العامة والمقدمون خدمات متنوعة للمجتمع الأرتري بملبورن. وقد تجاوز عددهم ثلاثة عشر فردا من الذكور والإناث وكان الدرع الأول من نصيب الطالب/ عمر عبدالقادر كبيري لتفوقه الأكاديمي المذكور آنفاً بينما الآخر ذهب الي الزميل/ عبدالوهاب حاج المشرف علي موقع “عونا” الألكتروني لخدماته الإعلامية وعكسه لأنشطة الجالية السياسية والإجتماعية وكان من بين المكرمين ايضا الزميل/ عثمان شهابي صاحب أستديو “بركة” وأحد المتطوعين العاملين في إذاعة الجالية الأرترية بملبورن منذ سنوات طويلة والزميل/ برهان جابر من الإذاعة أيضا وأحد مؤسسي منظمة “إيها” الناشطة في تقديم خدمات لمدارس اللاجئين بشرق السودان.وشاهد الحضور مادة مرئية عبارة عن فيلم وثائقي تم إعداده من قبل هيئة الأعمال الخيرية يعكس الأوضاع الإجتماعية والصحية المزرية لمعسكرات اللاجئين الأرتريين بشرق السودان وقد طلبت إدارة مدرسة “عواتي” في نهايته بالجود والتبرع لصالح المدارس المتواجدة بالمعسكرات وتمكنت من الحصول علي مبالغ مالية سترسل الي الجهات المختصة، كما أقيم علي هامش الحفل معرض لرسوم الأطفال ولوحظ المشاركة الفعالة للمرأة، هذا وبخلاف العام الماضي فلم يحضر أحداً من الضيوف الأستراليين الذين دعوا فقد أعتذروا لإرتباطات سابقة وكان من بينهم السيد/ آدم باندت ممثل دائرة ملبورن في البرلمان الفديرالي ومسئولين آخرين من وزراة التعليم والحكومات المحلية، وقد تكون بعض الإعتذارات مرتبطة بحدث كبير كان يقام في نفس الوقت علي بعد كيلو مترات قليلة من مكان الحفل وهو “القراند فاينال” في لعبة الـ AFL الأسترالية، هذا وتألق كل من الآنسة آية محمد إدريس والشاب ماهرسليمان إسماعيل في تقديم فقرات الحفل باللغة الإنكليزية.يذكر أن مدرسة (عواتي) التي سميت بهذا الإسم تيمناً بإسم الشهيد الكبير حامد إدريس عواتي مفجر الكفاح الأرتري المسلح عام 1961 تأسست عام 1993 وهي واحدة من بين ستة مدارس وسط الجالية يتلقي فيها التلاميذ دروس أسبوعية في اللغة العربية والتربية الإسلامية ومواد تأريخية وجغرافية عن أرتريا ورغم أن المدرسة أسست لتلاميذ الجالية إلا أن مديرها صرح في لقاء له مع راديو SBS مساء السبت 8/12/ 2012 أن ابوابها مفتوحة للكل وهي تضم ضمن صفوفها تلاميذ من جاليات سودانية وصومالية وغيره، وتدار من قبل متطوعين يشعرون بمسئولية ذاتية تجاه جاليتهم ويعطون مما منحهم الله للآخرين في عملية تضحية يستحقون عليها الثناء مقارنة بآخرين يملكون الكثير لكن لاتجدهم لا في العمل الوطني ولا الإجتماعي يعيشون لذاتهم ولأسرتهم علي الأكثر، وتساهم هذه المدارس ـ رغم قلة ساعاتها ـ في الحفاظ علي اللغة العربية وسط مجتمع بدأ يشهد الآن تكون جيله الثاني مما يفرض عليه تحديات كثيرة في الحفاظ علي لغات الأم وعادات وتقاليد البلد الأصلي وسط مجتمع لا يطلب منك الإنصهار وإنما التعايش والتلاقح بمفهومه الإيجابي.