تأمـــــلات 1ــــ 2 كتبها صالح أشواك
1-Nov-2013
عدوليس
الإيمان بأي فكرة بالضرورة يكون إيمان كلي لأن معظم الأفكار تطرح وتستند في طرحها علي أساس كلي من حيث معالجاتها للواقع الذي تلامسه عبر تحليل أصل المشكل ومن ثم إيجاد الحلول وصولاً إلي رسم خارطة الطريق التي تحدد أقصر وأنجع الطرق للتغير أو التصحيح لأن الأفكار التي لا تطرح حزم من التحليل والحلول المبنية علي التأمل ضمن نظرة موحدة لا يمكن النظر إليها علي أنها أفكار محترمة .
وطالما كان الإيمان كلياً فأن التعاطي مع جزء من فلسفة الفكرة بشكل إيجابي و التعاطي مع الأخر ضمن هوى النفس التي تحركها قناعات قررت الفكرة اجتثاثها هذا يعني بالتأكيد نسف الفكرة بشكل كلي ويؤسس لطبقة جديدة أقل ما يمكن وصفها به بأنها متسلقة ، والجميع يعرف مخاطر التسلق فهو منهك جسدياً من حيث الجهد المبذول ومجهد نفسياً من حيث التوجس من السقوط .عليه إما أن يكون الإيمان علي أساس كليات الفكرة أو جحدها بشكل مطلق طالما كانت لا تلبي جزء من الأهواء الشخصية التي تتعارض مع الاستعداد النفسي المنشود للتحول نحو الأفضل علي أساس الاعتقاد الفكري .أن أعظم أدوات التغير في كل المجتمعات تتمثل في تغليب العام علي الخاص لأن الخاص هو أمر يخضع لمعيار النسبية وبالتالي فأنه ضمن هذا الفهم يعبر عن كونه غير ضرورة .نعم هنالك ثمة خاص ولكن يعبر عنه في إطار الشرائح أو الفئات التي تشكل جزء من منظومة المجتمع المستهدف بالحل ، وهذه الخصوصية توصف علي انها الخصوصية الفئوية أو سمها ما شئت ضمن المكونات التي لا تسقطها الفكرة من التحليل والحل والأدوات ولكنها تطرح ضمن سياق عام يستهدف كل المكونات دون تخصيص. .أما الخصوصية الفردية لا تشكل تعارضاً مع الفكرة إذا كانت لا تشكل تقاطعاً مع الفكرة التي تطرح علي أساس أنها الحل الافتراضي علي الأقل نظرياً لحين التطبيق.سؤال مهم يطل علينا بين الفينة والأخرى هل نحن نعبر بشكل فيه الانضباط الصارم عن كل ما نؤمن به من معتقدات ضمن سلوكيتنا اليومية وفي تعاطينا مع بعضنا البعض أو في تعاطينا في ما هو مطروح من قضايا دون أن نسقط علي مواقفنا ما يتناقض مع ما نؤمن به متقهقرين إلي زويا معتمة لا تعيش فيها الأوهام التي علي أنقاضها نود أن نشيد جديدنا الذي تعالجه أفكارنا التي من المفترض أن نؤمن بها .و كأنما بنا نرتد بعد الإيمان ……