محمد علي عمرو… شهادة في حق معتقل بقلم / ياسين محمد عبدالله
5-May-2014
عدوليس
الاعتقال التعسفي لمحمد علي عمرو يوم 29 أبريل كان أمراً متوقعاً، فعمرو من أوائل المناضلين الذين تسربت أخبار عن رفضهم لتسليط الديكتاتور حتى في فترة النضال الوطني…. التحق عمرو باكراً بجبهة التحرير الإريترية وهو كان ضمن أول دفعة سافرت من الطلاب الإرتريين ( 1963) للتدريب العسكري في سوريا وبعد عودته عين مندوباً للمجلس الأعلى في كسلا إلى حين تأسيس المناطق العسكرية عندما عين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة.
يعد عمرو أيضاً أحد مؤسسي قوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وهو بذلك يعد أحد القادة التاريخيين للثورة الإريترية. أقدم هنا شهادتين في حق الرجل قد تسلطان الضوء على شخصيته بعيداً عن التوصيف النمطي والذي غالباً ما يقدم صورة مشوهة للمناضلين لمجرد الاختلاف السياسي معهم. الشهادة الأولى أخبرني عنها صديق هاتفياً يوم اعتقال عمرو والصديق لا علاقة له بالجبهة الشعبية وتجربتها أم الثانية فهي قصة كنت شاهد عليها بنفسي.
قال لي الصديق وهو يروي عن صديقه إنه في التسعينات عندما كان عمرو سفيراً في القاهرة قدم المصريون منحاً للطلاب الإرتريين عن طريق السفارة الإريترية وكان أن قدمت لهذه المنح إحدى بنات مناضل إريتري كبير له مواقف معادية للجبهة بل كانت الشعبية تعتبره عدوها الأول. تقدمت هذه الطالبة بطلب للحصول على المنحة وكان المسؤول عنها في السفارة مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية فأخذ طلبها- دون الطلبات الأخرى – لعمرو وقال له إن هذه هي ابنة فلان وتريد أن تسجل للمنحة فرد عليه عمرو غاضباً ” أليست إريترية؟” سجلها مثل الآخرين!
أم الموقف الآخر فقد كان أيضاً في القاهرة. حدث ذلك عند وفاة المناضل الإريتري الكبير محمد صالح همد يوم 11 مايو 1994. اتصل بي المناضل الراحل الكبير عبد الله إدريس محمد ليسألني عن مكان العزاء لأنه يريد أن يقدم واجب العزاء في الراحل … أخبرته بالمكان لكنني قلت له إنني أعربت عن مخاوفي من تعرضه لإحراج من طاقم السفارة الذين شاركوا في ترتيب العزاء فقال لي إنه يفضل أن يتعرض لإحراجهم بدلاً من أن يغيب عن تقديم واجب العزاء في محمد صالح همد. حضر المناضل الراحل عبدالله إدريس مساءاً ولأنني كنت أتوقع حضوره فكنت أخرج من وقت لآخر حتى أكون في استقباله مع أنه كان هناك شخص مكلف من السفارة لاستقبال المعزين وكان هذا الشخص وللصدفة أيضاً عضواً سابقاً في جبهة التحرير الإريترية. بمجرد ظهور المناضل عبد الله إدريس وكنت حينها وافقاً في الخارج قال لي الشخص المكلف باستقبال الضيوف إنه لن ينتظر لاستقبال هذا الشخص ودخل إلى مكان العزاء مسرعاً. استقبلت الراحل الكبير ودخلت معه إلى مكان العزاء وأنا متخوف أن يستقبل بطريقة لائقة . بمجرد أن دخل عبدالله إدريس ورفع أكفه لقراءة الفاتحة حتى هبا السفير محمد علي عمرو واقفاً وقرأ معه الفاتحة – لم يمد له يده مصافحاً وفقط بل قام باحتضانه وأجلسه بالقرب منه……
الحرية للمناضل الطليعي محمد علي عمرو .. الحرية لكل المعتقلين تعسفياً في إريتريا.