ديمومة الكرسي والدستور المزعوم .. تعلق على الحديث الرئاسي* كتبه يوسف إبراهيم بوليسي
5-Jun-2014
عدوليس
حلت ذكرى الاستقلال هذا العام والامور في مكانها تراوح. النظام يزداد تسلطاً وقمعاً رغم الضعف الواضح في المحتوى والمضمون، والمعارضة بمثابة خيال المآتى في الحقول الجدباء والخاوية لا تفارق التراشق والتنابذ ومن ثم التباعد والتشاطر. فذكرى هذا العام بقدر ما برهنت مدى الهزال الذي ينخر في عظام الرأس ونظامه، الا انها اكدت ايضاً تماديه في احتقار شعبنا. فالرئيس الذي ظهر هزيلا متعباً اكثر من ذي قبل، حاول ان يرد الروح لنفسه بإعلانه الشروع في صياغة دستور جديد للبلاد، وبالطبع ليس تفعيل دستور 1997. الحديث عن الفزاعة الجديدة التي اطلقها اسياس لا تكتمل الا بالعودة قليلاً الى مرحلة صياغة الدستور الذي اعلن عن موته الرسمي في الرابع والعشرين الماضي. لنرى لماذا لا يريد اسياس تطبيق هذا الدستور
فبالرغم من النواقص العديدة التي تعج بها مسودة الدستور المصادق عليه، الا انها تحتوي على مواد جد متطورة فيما يخص مسألة حقوق الانسان والحريات الاساسية والحقوق الاجتماعية. فبدءاً من المادة العاشرة وصولاً الى المادة الثانية والثلاثين، يتحدث الدستور عن ان قوانين الدولة تلتزم بالمبادئ الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان التابع لميثاق الامم المتحدة، ويفسح مساحة للحقوق كحق التصويت، حق السكن وحرية التحرك، حق انشاء الاحزاب السياسية، حق تشكيل الاتحادات النقابية وجمعيات المجتمع المدني، حق العمل الحر، حق التجمع والتنظيم، حق التراسل وحرية التعبير والصحافة بالاضافة الى الحقوق الاجتماعية المتمثلة في حقوق الاسرة وحق الرفاهية وحق المواطن في الحصول على الرعاية الصحية المجانية للمحتاجين. من البديهي ان دستورا محتوياته تدافع عن الحقوق والحريات الاساسية للافراد بهذا الكم الهائل من المواد، سيكون مصيره الرمي في سلة المهملات عند نظام اسياس الذي خبرناه متسلطاً لا يبالي برغبات شعبه ولا يتواني في تحويل البلاد باكملها الى سجن كبير يزج فيه معارضيه ومنتقديه.ان الدستور الذي ينوي اسياس وزمرته فرضه على شعبنا في المرحلة القادمة سوف لن يختلف عن الدساتير التسلطية التي فرضتها الانظمة القمعية سواء في القارة السمراء او غيرها. بيد ان مجرد الاعلان عنه، حتى لو كان بغرض نفخ الروح للنظام وتكميم الافواه المطالبة بتفعيل دستور عام 1997 في الداخل والخارج، يوضح ان ديمومة الكرسي الذي حلم اسياس بترسيخه قد بدأت تهتز واصبح ركوعه وانهيار نظامه مجرد تحصيل حاصل.ومصداقا للقول اعلاه، ان زوال النظام في القريب العاجل قبل ان يبدأ في صياغة دستوره، تؤكدها ارهاصات عديدة من ضمنها الفساد الذي يستشري في كل المؤسسات والاجهزة الحكومية، وانكسار حاجز الخوف بين المواطنين والكوادر في الجبهة والحكومة وظهور اشكال من المعارضة المنظمة في الداخل، فضلاً عن الحالة المعيشية المتردية التي بدأت تنخر في جسد المجتمع والتي بلغت حد اللا عودة.ما تبقى اذن هو تدعيم هذه الظواهر الايجابية بتفعيل العمل المعارض بالخارج والاسراع في خلق آليات واضحة للاجهاز على هذا الديكتاتور، علاوة على تكثيف العمل السياسي، الدبلوماسي والاعلامي ومحاصرته في المحافل الدولية والاقليمية.وعلى شاكلة ما ذهبت اليه المنشورات التي وزعت في شوارع المدن الارترية من ضمنها العاصمة اسمراهذا العام، فلتكن مناسبة هذا العام آخر ظهور للديكتاتور، ولتكن احتفالات العام القادم دون اسياس وزمرته نعيد فيها الامجاد لافراحنا.ولك المجد يا شعبي…. يا قاهر الظلام•نقلا عن إذاعة المنتدى