مستر كيري … شكرا لكم بقلم / يوسف إبراهيم بوليسي
14-Jun-2014
عدوليس ـ ملبورن ـ ( خاص)
نشكركم معالي الوزير لتحدثكم بصراحة عن دعم ادارتكم للشعب الإرتري في تطلعاته المشروعة نحو تحقيق الحرية والانعتاق من عبودية نظام اسياس الدكتاتوري. الدلائل الثابتة والواردة تدريجيا، تفصح بشكل جلي.. كيف ان أسياس وعدداً قليلاً من امعاتهِ.. خطفت حريتَنا لإرواء نزعتهم الأنانية والسادية. ونحن نعتقد انها رسالة واضحة للديكتاتور أسياس. نعم معالي الوزير، لشعبنا الحق في العيش في إرتريا المزدهرة والديمقراطية التي تسود فيها قيم العدل والمساواة. وكيف لا ونحن قد بذلنا الغالي والنفيس من اجل تحقيق هذه القيم عبر تسطير ملامح نضالية قلما وُجِد لها مثيل في عالمِنا المعاصر.
وللعلم معالي الوزير، ان الفرح ظل بعيدا عنا منذ فرحتنا الاولى قبل ثلاثة وعشرين عاماً، فقد مارس الديكتاتور وسائل مختلفة، لا تخطر على البال، لانتزاع كرامتِنا وانسانيتِنا، فهِمنا تائهين في بقاع الارض بحثاً عن الامن والامان، وفي بحثنا ذاك ، كنا ولا نزال.. لقمة سائغة لعصابات بشرية وبحرية وتارة عرضة لقساوة البراري والصحاري. وكنا نقول في سرنا وفي احسنِ الاحوال لبعضنا، ماذا الم بهذا العالم؟ لماذا لا ينصفنا؟ لماذا لا يقف معنا؟ لماذا لا يلتفت لمعاناتنا؟ لماذا .. لماذا ولماذا؟ ولم نجد لما نقول صدى ربما، لان هذا العالم له الرحيق ولنا العطش المتكرر عبر المواسم. آلامنا معالي الوزير، مثخنة بالجراح ومعها بالطبع رُكام من الانات والاهات التي تُدمي القلوب. فمؤخرا، نصحنا الديكتاتور أسياس بالذهاب الى القمر او الى كواكب اخرى إذا ابتغينا الديمقراطية.احقا معالي الوزير، نحن من كوكب آخر، وينبغي ان نذهب الى هناك كما نصحنا الديكتاتور؟ على الرغم من ان ما نصبو اليه هو العدل، الديمقراطية، المساواة، الحرية في التعبير والكلام والنشر والتظاهر وحرية الحركة والعيش الكريم والتمتع بكل الحقوق الانسانية، وهي كما ترون معالي الوزير، نفس القيم التي تسود مجتمعاتكم وتنادي بها كل المواثيق والعهود الدولية. افليس من حقنا نحن الارتريين ايضاً ان نتمتع بها؟معالي الوزير، كما تتابعون في الاخبار، قد شهدت الآونة الاخيرة زيادة ملحوطة في اعداد الفارين من البلاد، خاصة بعد كارثة لامبدوزا التي حدثت في الثالث من اكتوبر الماضي، مما يؤكد مدى تدهور الحالة الانسانية التي تتفاقم من سيئ الى اسوأ مع كل فجر مظلم يبزغ على شعبنا في ظل بقاء نظام هذا الديكتاتور. ومن الامور المحيرة ان هذه الزيادة تحدث على الرغم من أن الديكتاتور قد اعلن بإغلاق الحدود وعقد اتفاقات مع حليفه نظام البشير في السودان لمراقبة الحدود، وامر بإطلاق النار بقصد القتل لمنع الناس الفارين، الا ان الارقام تؤكد لجوء عشرات الالاف من افراد شعبنا، جلهم من الشباب والاطفال والنساء… مختارين العيش في الخارج.واود معالي الوزير ان اهمس في اذنكم واخبركم.. بأن كل ما ذكر ما هو الا مسرحيةَ قُصد منها تفعيل وتنظيم التجارة التي اصبحت مصدراً لاستمرار تدفق الاموال على النظام، الا وهي عمليات الاتجار بالبشر.. والتي اصبحت وصمة عار في جبين الانسانية لحدوثها في زماننا هذا. والحقيقة التي لا مناص منها… والتي اعتقد انكم على علم بها معالي الوزير… ان عصابات الاتجار بالبشر لا يساورها القلق بشأن تدابير اغلاق الحدود المذكورة آنفاً. بل على العكس من ذلك، فإن عملية الاغلاق تعني بالنسبة لها المزيد من الارباح، لأن الهيئة العامة لمراقبة الحدود.. والتابعة لوزارة الدفاع الارترية.. ستقوم بتنظيم التهريب من داخل ارتريا … وهي هيئة تقوم بتنسيق عمليات التهريب والاتجار بالبشر عبر الحدود وخارجها… منذ ظهور هذه الظاهرة قبل سنوات عدة… وتتغذى عملياتها اللا انسانية… على مظاهر اليأس والاحباط وعدم وجود البدائل التي اصبحت واقعا لا يستطع الناس الفكاك منه. كما ترتبط هذه العمليات … بشبكات الجريمة المنظمة متعددة الجنسيات بدءا من إرتريا، السودان، مصر، ليبيا، تشاد وأوروبا، وحسب تقارير اعلامية وحقوقية صدرت مؤخرا تجد الحماية من أعلى المستويات الحكومية في بعض البلدان.وفي أوروبا يتم التنسيق بين هذه الشبكات غير القانونية من داخل بعثات النظام الديكتاتوري… وهي امتداد للممارسات غير القانونية في داخل البلاد…. حيث تنظم شبكة من المخبرين والجواسيس الأنشطة غير المشروعة التي تتحكم في اللاجئين الإرتريين متخفية بالوظائف الدبلوماسية….. كما تنتزع هذه البعثات ضريبة ما يسمى بـ 2 ٪ من الإرتريين المقيمين في أوروبا وغيرها، الهدف منه دعم خزينة النظام الديكتاتوري.كما ترون معالي الوزير، ان فرار قطاعات واسعة من شعبنا من بلادها، والتي اثبتت عبر عقود نضالاتها الدؤوبة من اجل الحرية… انها شغوفة بحبها لارتريا… ليس بسبب الفقر او العوز كما قد يتبادر الى اذهان البعض، وانما هو بسبب القمع الوحشي والتعسف والظلم والانتهاك الساخر لحقوقها الطبيعية والمشروعة. لذا نعتقد نحن الارتريين أن بيانكم هو خطوة في الاتجاه الصحيح ورسالة واضحة للديكتاتور أسياس، بأن دولتكم وشعبكم سوف لن يديرا ظهرهما لمعاناة شعبنا هذه المرة، بل سيدعمان تطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم. ولكننا معالي الوزير يحدونا الامل ايضا.. في الا تقف الخطوات عند هذا التصريح، بل نرنو الى ان تتبعها خطوات اخرى في اتجاه العمل من اجل وقف هذه المأساة التي يندى لها جبين الانسانية.. وذلك من خلال تضييق الخناق على النظام واغلاق بعثاته المنتشرة في مختلف بقاع العالم… وكذا دعم قوى المقاومة الوطنية الديمقراطية دفعاً للجهود الرامية لخلق الآليات المناسبة لاقتلاع الديكتاتورية… وبالتالي خلق ارضية متينة للدولة الديمقراطية المنشودة… وبالطبع لا نريدكم ان ترسلوا الاساطيل والبوارج وقوات البحرية لاسقاط النظام، لاننا نعتقد بأن ذلك من اختصاصاتنا نحن الارتريين، بل عليكم دعمنا سياسيا واعلاميا ودبلوماسيا، وما تبقى سنتكفل به نحن.مرة اخرى اسمحوا لي ان اشكركم لهذا التصريح الجريء والذي ادخل الفرحة الى قلوبنا وخفف من احزاننا… في زمن فارقت فيه الافراح قواميسنا منذ سنين طويلة.ولك المجد يا شعبي … يا قاهر الظلام