أخبار

حسين خليفه: جبهة التضامن تسعى إلى توحيد جهودها في حزب سياسي واحد

11-Sep-2009

المركز

حاوره : جمال عثمان همد
يأتي حوارنا مع السيد حسين خليفة محمد علي نائب رئيس جبهة التحرير الاريترية، في وقت تشهد الساحة المعارضة الاريترية انقساما واضحا في المواقف تجاه قضايا عدة سماها البعض قضايا مسكوت عنها سياسيا .. ويقلل البعض من أهميتها لجهة انها لم تناقش شفافية ووضوح فقط ولا تمثل معضلة تدفع بقوى المعارضة للانقسام وإشعال النيران بينها . محاورنا ابان العديد من المواقف الخاصة بتنظيمة وكذلك برؤية جبهة التضامن ( جبهة مؤتلفة من اربعة تنظيمات سياسية .

نبتدر حوارنا هذا بالسؤال عن صحة رئيس الجبهة عبد الله ادريس محمد ؟ج/ لايزال المناضل عبدالله ادريس في المشفى في لندن يتلقى العلاج ونتمنى له الشفاء .** تدخل جبهة التحرير الاريترية عامها ال48 منذ انطلاقتها في الاول من سبتمبر 19961م وقد مرت هذه الجبهة بمنعطفات ومنعرجات كثيرة كادت بعضها ان تودي بها . . الآن أين تقف جبهة التحرير في دائرة قوى المعارضة الاريترية والتحالف الديمقراطي؟ ج/ جبهة التحرير الاريترية ومنذ انطلاقتها قامت ومن أجل تحقيق أهداف محددة ومعروفة للجميع وهي استقلال اريتريا وعودة الشعب الاريتري الى دياره وبسط الأمن والاستقرار في ربوع البلاد واقامة نظام ديمقراطي تعددي وخلق علاقات متميزة وجيدة مع دول الجوار التي ساهمت في تحرير اريتريا . هذه هي الأهداف الرئيسية والتي نناضل من اجلها حتى الآن . صحيح مرت ظروف كثيرة أثرت على الجبهة وفي مناضليها و دفعت بالبعض منهم الى خيارات عديدة فمنهم من التحق بالنظام الارتري الحالي ومنهم من ينتظر ويعمل من أجل تغيير الاوضاع السياسية وعموما فإن جبهة التحرير الاريترية ما زالت تتمسك بنهجها وبرنامجها الساسي وبرؤيتها التي قامت من أجلها بالرغم من كل تللك المنحنيات والعوائق .. فالشعب الارتري كان تواقعا للعودة الى بلده وان يعيش بسلام وأستقرار ولم يكن يتوقع ان تسيطر شريحة معينة على السلطة وتمنعها عن الآخرين خالقة الفتن بين ابناء الشعب محدثة شرخا كبيرا في وحدته الداخلية . أختم بالقول أن الجبهة ما زالت علاقاتها بالمنطقة العربية وكذلك مع اوربا وتتمتع بعلاقات جيدة مع كثير من الاصدقاء الذين وقفوا في عهد الثورة مع حق الشعب الارتري وهذا الرصيد الكبير ما زلنا نوظفه لصالح التنظيم ولصالح المعارضة الاريترية بشكل عام .** خلال العقدين الماضيين حدثت متغيرات كثيرة ومن المؤكد أن ذلك دفعكم الى أجراء تغيرات في برنامجكم السياسي المصمم أصلا للتحرير . ما هي أهم التعديلات التي طالت البرنامج السياسي لتنظيمكم ؟ج/ اذا كانت هنالك تعديلات وإضافات في برنامجنا السياسي فتتمثل في أضافة بند التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والديمقراطية بمفهومها الأشمل . اضيف ايضا اننا نعيش وسط عالم ودول عربية وأفريقية تحيط بنا والجزء الاعظم من هذه الدول وقف مع حق الشعب الاريتري نحتاج الآن وبدلا من نناصبها العداء كما فعل ويفعل نظام اسياس بل بخلق علاقات مميزة قوامها السلام والتعاون الأقتصادي والثقافي الخ وهذا ايضا ما اضيف للبرنامج السياسي للجبهة .** أرجو أن أجد أجابة دقيقة وواضحة حول السؤال الذي يشغل عدد كبير من المهتمين بالشأن الاريتري وهو ما هي اسس الخلافات بينكم وحزب الشعب الاريتري ؟ وهل يمكن تجاوز هذا الخلاف من وجهة نظركم ؟ج/ وجود الخلاف بين جبهة التحرير الاريترية والمجلس الثوري سابقا حزب الشعب الاريتري حاليا ناتج عن العوامل التي افرزتها الظروف التي أحيطت بجبهة التحرير الاريترية عام 1981م والذي تعرضت فيه الجبهة الى هجمة كبيرة من قبل الجبهة الشعبية ومن ساندها في ذلك الوقت وعلى اثره أدخلت الجبهة الى الاراضي السودانية ، وهي مؤامرة كبيرة اشتركت فيها العديد من الدول التي كانت تريد ان تتمكن الجبهة الشعبية من الإنفراد بالسلطة في اريتريا . هذا الأمر وضع المنتسبين لجبهة التحرير الاريترية أمام تباينات كبيرة في مواقفهم . بعد ذلك جرت محاولات عدة لتجنيب الشعب الاريتري حرب أهلية جديدة بعد الاستقلال بضرورة التئام الصف الوطني وهذا ما كانت تفكر فيه قوى المعارضة الاريترية الا انه اصطدم برفض الجبهة الشعبية وإصرارها على الإنفراد بالسلطة و وضعنا جميعا كقوى معارضة في سلة واحدة لمجابهة النظام وأسسنا سويا تجمع القوى المعارضة الاريترية في مراحلة المختلفة التي مر بها واذا كان هنالك خلاف أو تباينات يمكن حلها في إطار وعاء المعارضة الاريترية المتمثل في التحالف الديمقراطي الاريتري ، واما مستقبل الحكم في اريتريا فهذا ما سيقرره الشعب الاريتري عندما يتمكن من ازالة النظام ويعقد مؤتمره الجامع بمشاركة كل أبناء الشعب وقواه السياسية والاجتماعية .. أما عن جبهة التضامن فانها قامت من أجل توحيد جهودها وقدراتها في مواجهة النظام الديكتاتوري في اريتريا .** ولكن في البيان الذي صدر عقب الإجتماع الأخير لجبهة التضامن أبدت استعدادها للتعاون مع الجبهة الديمقراطية القومية والمكونة من قوميتي الكوناما والعفر دون غيرها من التتنظيمات ؟ج/ البيان ذكر بشكل عام قبولنا وتأييدنا بتقليص تنظيمات وحركات المعارضة ، ونؤمن بأن توحيد الجهود والقدرات لهذه التكتلات يساهم وبشكل فعال في تقوية هذه التكتلات ومواجهة النظام بشكل فعال . وبالنسبة للكوناما والعفر فان جبهة القوميات حديثة التكوين قد أبدت استعدادها للتعاون والتنسيق مع جبهة التضامن وكان لابد من تثمين هذا الاستعداد .** المعارضة الاريترية منذ سنوات طويلة ومن بينها تنظيمكم تتحدث عن ان النظام متهالك وقاب قوسين من الانهيار … الخ مع ان استمرار النظام ليس كما تتصورون وقبضته الحديدية في الداخل قوية وفاعلة وعلاقاته الخارجية جيدة وحركته في دول الجوار في دول الجوار تدل عكس كل ما تقولون . بماذا تعلق ؟؟ج/ انهيار النظام ليس ادعاء إنما الواقع الاريتري يؤكد ذلك كما ان النظام في مراحله الأخيرة بدليل انه لم يبق في اريتريا من يستطيع الهروب ويغادر ولم يغادر . الوضع الاقتصادي صفر وكلنا يعرف ذلك والعالم كذلك يعرف هذا .. وليس بشهادتنا نحن بل بشهادة العالم ان في اريتريا نظام هو الأسوأ من حيث انتهاكه لحقوق الانسان . واستمرار النظام حتى الآن ليس لقوته بل لضعف المعارضة ويعمل ليل نهار من أجل استمرار نظامه بالتعاون مع كل القوى التي تعمل على تطويل عمره .. فهو تارة يصدر الحروب والدمار للصومال والقوى التي تمول استمرار الحرب في الصومال تمول ايضا النظام ليستمر ، كما ان النظام جعل من اريتريا قاعدة لتنافس الدول العظمى ويمثله التواجد الايراني الملحوظ في الشوطيء الاريترية مما يعني جر بلادنا لساحة حرب بين القوى العظمى لا ناقة ولا جمل لشعبنا فيها . وهنا نعلن رفضنا التام لمثل هذه السياسات الرعناء. وبمثل هذه العوامل الخارجية تطيل عمر النظام .. من جهة ثانية فالمعارضة الاريترية لم تشكل حتى الآن خطر حقيقيا على النظام ، خطر يدفع الشعب الاريتري ان يهب معها لاسقاط النظام .** باعتباركم واحد من قيادات المعارضة الاريترية ، وواكبتم تأسيس الائتلافات بين قوى المعارضة الاريترية وصولا للتحالف الديمقراطي ما هي اسباب عدم قدرة المعارضة حتى الآن في ان تشكل رقما حقيقيا لا يمكن تجاوزه ويجبر الآخرين في ضرورة التعامل ؟؟ ج/ المسألة لها عدة جوانب منها ما هو ذاتي يخص المعارضة نفسها ومنها ما هو موضوعي ، فالعوامل الذاتية تتمثل في ان المعارضة الاريترية لم تخرج من دائرة خلافاتها الداخلية البسيطة حتى تستطيع توجيه جهودها وقدراتها العسكرية والسياسية والاعلامية والدوبلماسية والجماهيرية في خدمة هدفها المعلن وهو اسقاط النظام .وموضوعيا فأقول ان وراء كل حرب ممول ، ودول المنطقة والدول المحيطة بنا لها مشاكلها الخاصة وأوضاعها الاقتصادية وبالتالي دعمها المأمول للمعارضة لم يكن بالقدر الكافي وهذا يعني عدم قدرة المعارضة في القيام بعمل ملموس لا ضعاف النظام .** نعود للوضع الداخلي لتنظيمكم ، فقد تردد في وقت سابق ان تنظيمكم في طريقه الى ان يتحول لحزب سياسي بما يتناسب والمتغيرات في الساحة الاريترية ؟؟ اذا كانت الأجابة بالايجاب الى أين وصلت جهودكم في هذا الاتجاه ؟ج/ ان هذا صحيح والجهود مبذولة وكما تعرف ان جبهة التحرير تنظيم كبير والتحول الى حزب يحتاج الى جهود كبير تتناسب وذلك . ما زلنا مستمرين في جهودنا للوصول الى ذلك إن شاء الله .** نعود أيضا لجبهة التضامن ذكرتم بعض المنطلقات في بيان التأسيس . السؤال : نريد الكثير من الايضاح حول أهداف ومنطلقات الجبهة ؟ج/ تتكون جبهة التضامن من تنظيمات سياسية لها برامج يمكن ان نقول انها تختلف بعض الشيء لكنها تتفق في الوصول لهدف واحد ، كما انها تريد توحيد جهودها في المستقبل ان شاء الله لتصل لحزب سياسي واحد أو كيان سياسي واحد . اما الاسس التي قامت عليها الجبهة فتتمثل في مقارعة النظام القائم الآن في اريتريا والتطلع للتغييرالديمقراطي في الساحة الاريترية ، في الوقت الحالي تعيش الساحة الاريترية تحت نظام يمسح مجتمع من الوجود لاحلال مجتمع آخر مكانه وهذا التغير الديمغرافي لاتنكره القوى السياسية الاريترية المعارضة وهذا ما أكد عليه التحالف الديمقراطي في بيانه الأخير والنظام نفسه لا ينكر ذلك بل يدعوا السكان لاستقبال المستوطنين الجدد ،هذه المشكلات هي التي دعت لتكوين جبهة التضامن وذلك لتوحيد الجهود من أجل درء أخطارها . واضيف ان هذه الجبهة هي حاصل تلاقي في كثير من القضايا داخل التحالف الديمقراطي ومن الطبيعي ان تكون الفصائل المكونه للتضامن هذا الجسم .** التحالف ككيان يجمعكم مع الآخرين ألم يكن مكانا مناسبا لدرء الخطر الذي تتحدثون عنه من تغييرات ديمغرافية وغيرها من الأمور ؟؟ج/ نحن نرى ان التحالف الديمقراطي بشكله الحالي والمكون من 13تنظيم كان ينبغى ان تشكل التنظيمات ذات البرامج المتقاربة كتلة واحدة وهذا ما لا يرفضة الميثاق . ونحن نؤمن ان استمرار هذا الوضع سيمثل معضلة سياسية يصعب حلها اذا اصبحت هذه التنظيمات البديل للنظام السياسي القائم الآن في البلاد ، وحلا لذلك على التنظيمات ان تتقلص وتصبح كتلا لتؤدي دورها بشكل فاعل فالتنظيمات التي لها اجنحة عسكرية عليها ان توحد جهودها وتسدد ضربات موجعة للنظام وهذه واحدة من بنود التلاقي بيننا كجبهة تضامن … وكذلك ان تلتقي التنظيمات التي تناضل بوسائل أخرى .** أعلنت جبهة التضامن عن عملية عسكرية مشتركة في الاسابيع الماضية .. هل تشكلت النواة العسكرية للجبهة أم انها عملية عسكرية الهدف منها تأكيد علاقة التضامن ببعضها فقط ؟ج/ شكلنا النواة العسكرية المشتركة وتحت قيادة واحدة وهي التي قامت بالعملية العسكرية المذكورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى