رأيي في الرأي غير المختلف عما نعرف من آراء :علي عافه إدريس ـ الدوحة
26-Oct-2009
المركز
في البداية بودى أن أشيد بالقلم الرائع الذي يملكه الأستاذ حامد ضرار، كما أن حلقات مقاله(للفرد منا رأي مختلف وإن إمتنع عن الإفصاح عنه لإعتبارات..!) قد شدتني للدرجة التي كنت أتابعها بواسطة الأنترنيت موبايل رغم صعوبة الأمر بسبب إنقطاع الأنترنيت عن جهاز كمبيوتري لفترة، وهذا ما لم أفعله مع مقالات أخرى ، ولا أدري إن كان الآخرين تابعوا الحلقات بنفس درجة شغفي أم لا ؟ عموماً قد أورد الأستاذ حامد ضرار الكثير من النقاط التي إختلف معه فيها والتي تستحق أكثر من حلقة ، إلا أني رأيت أن أجملها في حلقة واحدة توفيراً للجهد والوقت ،
على الرغم من أن الأستاذ حامد قد إجتهد من أجلنا كثيراً وأتحفنا بأربع حلقات ، فكان يستحق منا رد التحية بمثلها على الأقل لكن للظروف أحكام ، وأنا سأتناول كل نقطة بشكل منفصل عن الأخرى :أولا: الأسماء المستعارة لقد تحولت الأسماء المستعارة لقضية تحتاج لحل لأكثر من شخص ممن يكتبون وينشرون إنتاجهم في المواقع الأرترية ، بل أن الأمر وصل بالبعض الطلب من المواقع الأرترية ( النهضة وعونا ) عدم النشر لأصحاب الأسماء المستعارة ، على الرغم من أن الأسماء المستعارة لا تتجاوز في عددها ثلاثة أسماء ، وبالتأكيد أن هؤلاء لهم أعذارهم مثل أن يكونوا من حملة الجواز الأرتري ، كما أن هذه الأسماء المستعارة لم تقل أكثر من ما قالته الأسماء الحقيقية ، وبالتالي إعتقد أن الأمر مجرد خلق زوبعة في فنجان ، أنا هنا لا أقصد الأخ حامد ضرار لكن الشئ بالشئ يذكر فقد تحدث الأخ حامد عن الكتابات الفردية مع يقينه أن المسألة متداخلة وبينها خطوط جد رفيعة ، فهناك من هو قيادي في تنظيمه ويكتب بإسم مستعار أو يقول هذا رأيي الشخصي وحرية التعبير مكفولة ،وقد كرر الأخ حامد قول ذلك في أكثر من حلقة وأحياناً أكثر من مرة في الحقلة الواحدة وإعتقد أن الأمر محاولة من الأخ حامد لقول كل ما عنده بدون محاذير تحت مبرر أن الأسماء المستعارة هي أسماء قيادات للتنظيمات التي تشاركهم في التحالف الديمقراطي وبالتالي شن حرب عبثية دنكيشوتية ضد تنظيمات المعارضة الأخرى ، فالأسماء التي تكتب في الأنترنيت كلها تقريباً معروفة والغير معروفة لم تقل أكثر من المعروفة ، أما الأمر الذي حيرني أن الأخ حامد ضرار قد إستخدم إسماً مستعاراً عند دخوله للغرفة العربية الأرترية في البالتوك ، ثم تخلى عنه لاحقاً وهو قد إعترف بذلك عندما قال ((أقول في الوقت الذي كانت فيه إدارة الغرفة تسعى لتأمين مهمة دخول الضيف المدعو لإلقاء المحاضرة والانضمام إلينا بدأ الحضور يحيون بعضهم بعضا عبر كتابة نصوص ورسائل، ولاحظنا في تلك الأثناء إن هناك نصوصاً غير لائقة يتم تبادلها رفعت يدي كما فعل الكثيرون وكشفت عن اسمي وهويتي ناحياًً عني الإسم المستعار جانباً ، ونبهت الإدارة عن تلك النصوص المغرضة. والإدارة مشكورة عملت قصارى جهدها لمنع صدور أي إساءة لكائن كان)) ولا أدري ما الضير في أن يفعل الأخرون مثل الذي فعل ، وإن كنت أشك في أنهم فعلوا ذلك من قبل . ثانياً : من يعتذر لمن ؟كتب الأستاذ حامد ضرار ، وأنا هنا مضطر لعدم نقل النص كاملاً بسبب طوله إلا أني سأنقل الجزء المهم والخص الأخر((تناولُ طلب الاعتذار هذا بحساسية وتشنج من قبل المُطَالَبينْ بتقديم الإعتذار، كان يمكن أن يخلق أزمة وحالة من الاحتقان داخل المعارضة إذا كان ردُ أولئك الذين خرجوا من إرتريا بعد 2001م: منْ يعتذرُ لمنٍْ؟ نحن الذين ناضلنا رغم كل الظروف وحضرنا ولادة إرتريا الدولة ورفع راية سيادتها، واحتفلنا بصدور عملتها الوطنية، وشاركنا في تمثيلها في مختلف البلدان سفراء ومستشارين لا لأسياس أفورقي ، كما يعتقد البعض، بل لإرتريا. من يعتذر لمن؟ هل نحن؟ أم ذاك الذي اختار المنافي البعيدة بحجة أن الشعبية وحليفتها وياني قد أخرجوه من البلاد وحالوا دون مجابهته للعدو الإثيوبي… من يعتذر لمن؟ نحن الذين ساهمنا في درء الغزوات الإثيوبية وحملاتها العسكرية في مختلف مراحله- ما قبل الاستقلال وبعده، أم ذاك الذي: إما وقف متفرجاً أو مؤازراً للقوات الغازية أو متحيناً الفرصة ليأتي إلى أسمرا على رأس دبابات العدو دوساً على جمامنا…؟ كان اختيارهم [أولئك المُطَالَبُونْ بتقديم الاعتذار] الصمت، للحؤول دون إهدار الطاقات الوطنية في معارك انصرافية لا طائل منها..)) وأنا سأجمل ملاحظاتي وردي على ماجاء بالنص في النقاط التالية:1. أني لست من دعاة الإعتذار لسبب بسيط هو أن الإعتذار سوف لن يؤخر أو يقدم بل أنه قد يزيد الأمر تعقيداً ، فيكفي إعتذاراً الخروج من زمرة الطاغية ، ومشاركة الآخرين في إسقاطه ، وطالما أنه قد تم فتح موضوع الإعتذار بهذه الطريقة أقول للأستاذ حامد فعلاً أن هناك أمور تستحق الإعتذار سأعود لذكرها في نقطة أخرى . 2. يؤكد الأخ حامد أن الذين طالبوا بالإعتذار أفراد وليست تنظيمات سياسية بعينها، وأن المسألة متداخلة وبينها خطوط جد رفيعة ، والشئ المؤكد الذي قرأته في مقاله أن الذين طالبوا بالإعتذار هم أفراد أما تداخل الأمر مع التنظيمات فهو مجرد تخمين ، لذا كان المطلوب من الأخ حامد التعامل مع الموضوع في صورته الفردية إلا أنه قد سارع لزج التنظيمات فيه .3. يقول الأخ حامد أن تناولُ طلب الاعتذار هذا بحساسية وتشنج من قبل المُطَالَبينْ بتقديم الإعتذار، كان يمكن أن يخلق أزمة وحالة من الاحتقان داخل المعارضة ، مع هذا وهو القيادي التنفيذي في حزبه لا يخشى رغم خطورة الذي كتبه أن يسبب ذلك أزمة ، فإذا كان من حق الأخ حامد الرد على كتابات فردية وتحميلها للتنظيمات ، أليس من حق التنظيمات الرد عليه وهو القيادي في حزبه ، أما أن الأزمة فقط يجب أن تحدث من الديمقراطي وعناصره .4. الاعتذار عن ماذا ؟ لعل الأخ حامد لم تتسنى له رؤية صورة أرتريا الحقيقة قبل عام 2001م كما تسنت له رؤيتها بعد عام 2001م ، فالشخص عندما يكون داخل الشئ ليس حاله كمن هو خارجه ، أما بالنسبة للعناصر التي خرجت من رحم النظام فهي ثلاثة أصناف ، عناصر قيادية فعالة كانت مشاركة بوعي في التخطيط والتنفيذ ـ عناصر قيادية لم تشارك في التخطيط إلا أنها شاركت في التنفيذ وهي كذلك واعية لمشاركتها ـ عناصر قيادية لم تشارك في التخطيط ولا في التنفيذ إلا أنها كانت واعية للذي يحدث ولم تفعل شئ يبرئها أمام التاريخ ، وأنا هنا سأحاول أن الخص أهم ماحدث في الفترة من 1982م وحتى 2001م وهي الفترة التي تضرر فيها كل الشعب الأرتري عدا ملتزمي الجبهة الشعبية ، و سأحاول أن أنقل لك جزء من الصورة لأنه من الصعوبة بمكان نقل الصورة كاملة فالمأساة كانت أكبر من أن يستطيع أحد تصويرها بقلمه :· في تلك الفترة إغتالت الشعبية خيرة قياداتنا وكوادرنا العسكرية والمدنية ، ولم تستثني حتى اللجان الشعبية والمراسلين وكل من له علاقة بالتنظيمات الأخرى ، وقد هدفت من وراء ذلك تجفيف المنابع وإقتلاع الجذور ، إلا أننا صمدنا كل هذه الفترة الطويلة للدرجة التي إستقبلنا فيها عام2001م العائدين من الجبهة الشعبية بعد أن أصيبوا بخيبة أمل أو خشوا على أرواحهم ، ولم تكن وقتذاك دبابات للعدو للصعود بها على جماجمهم بل كان العدو وقتها حليفهم ، وبالتالي نحن من صعدت الدبابات على جماجمنا ، وقد قاومنا كل ذلك ببنادقنا البسيطة .· الإعتقالات بالجملة لشبهة بسيطة كالالتزام في فترة من حياة الشخص بأحد التنظيمات الأرترية ،وقد شملت تلك الإعتقالات كل أفراد الشعب الأرتري دون إستثناء ، وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة التي تقدر بالألاف إلا أنه لم يعلم حتى تاريخه إن كانوا أحياء أم أموات ؟ مع هذا هؤلاء لا بواكي لهم ولا حتى إعتذار لأهلهم ، بل أن الكل يتباكى على من كانوا يصارعون أسياس من أجل كراسيهم بعد أن حول كل صلاحيات وزاراتهم إلى مكتبه .· هناك مايقارب الثلاثمائة ألف أرتري تم تسجيلهم كلاجئين في معسكرات الشجراب الثلاثة( الشمالي والأوسط والجنوبي ) في الثمانيات ، وقد لجأ هؤلاء من الجبهة الشعبية ، ناهيك عن الحالات الفردية التي تتابعت بعد ذلك، وقد مضى على هؤلاء أكثر من ربع قرن وهم في خيام التشرد ، ألا يستحق هؤلاء الإعتذار على المعاناة التي سببتها لهم الجبهة الشعبية لأكثر من ربع قرن . هذا بعض الذي إستطعت تذكره من الأمور التي تستحق الإعتذار على الرغم أننا لم نطلب هذا الإعتذار ، أما بالنسبة للذين يتفاخرون بنضالاتهم بأنهم رغم كل الظروف ناضلوا وحضروا ولادة الدولة الأرترية وإحتفلوا بعملتها وصدوا الحملات الأثيوبية المتتالية ، فإذا كان ذاك الإنجاز بالشعب الأرتري وللشعب الأرتري فأهلاً وسهلاً به ، أما إذا كان ثمن ذلك البطش والتنكيل بالشعب الأرتري، إلى الجحيم هم وإنجازهم . ثالثاً : الشيخ / حامد صالح تركي كلنا قد قرأ ما كتبه الشيخ حامد وقد أكد لنا أن ما سيكتبه ، سيكتبه بصفته الشخصية وكانت تلك حلقته الأولى وكنا في إنتظار حلقته الثانية فإذ بالأستاذ إبراهيم محمد علي ينشر مقالاً طويلاً عنيفاً أظهر فيه الكثير من التشنج ردا على حلقة الشيخ الأولى ، ثم رد الأستاذ صالح عثمان كيكيا على الأستاذ إبراهيم بمقال أهدأ من مقاله إلا أنه أعمق ، ثم تبعه رد الأستاذ محمد عمر مسلم ، وإعتقد أن الشيخ قد أحجم عن نشر حلقاته الأخرى بعد ذلك لحسابات يعرفها هو، عموماً إعتقد أنا شخصياً أن الشيخ حامد لم يخطئ في توصيفه لواقع التنظيمات والأحزاب الأرترية المعارضة بما فيها حزبي الشعب والديمقراطي ، وهذه حقائق يعرفها كل الشعب الأرتري ولا ينكرها إلا مكابر ، إلا أن الآخرين طلبوا أن يقرأ برامجهم ودساتيرهم لتوصيفهم من خلالها ، وبالتأكيد الشيخ يعرف ما تقول تلك البرامج ، وهذا ما لم يرغب في توصيفهم من خلاله بعدما تصد للأمر بصفته الشخصية لقول الحقيقة من غير دبلوماسية ، فاراد توصيفهما من الواقع الفعلي، وأنا أقول لو وصفنا أسياس وحزبه من خلال البرامج لسميناه ملائكة الرحمة أما هو في الواقع الفعلي شيطان رجيم . كل هذه المقدمة الطويلة لذكر نقطة وردت في مقال الأخ حامد ضرار ، وانا على الرغم أن هذا الحوار يهمني كقارئ مهتم بالشأن الأرتري إلا أني كنت أفضل عدم الدخول فيه ، إلا أن إلتزام الجميع بأدب الحوار يهمني أكثر لأنه يدفعني للالتزام به ، وقد خرج الأخ حامد ضرار مرة واحدة بشكل صريح عندما روى أن بعض الأخوة والأصدقاء إتصلوا به وأخبروه أنهم جاهزون للرد فطلب منهم التريث حتى يكمل الشيخ أفكاره ويقرأ الحلقة أو الحلقات التالية فقهقه أحدهم وقال له تبدو عليك السذاجة فالشيخ قال ما في جعبته ، وإعتقد أن الرسالة التي قصد إيصالها من هذه القصة واضحة وهذا ما لا يجوز تحت أي مبرر كان ، كما أن الأستاذ حامد ضرار قد أورد بعض الصيغ التي توحي لنقيضها مثل قيادات إسلامية ظللنا نحترمها ، وقيادات إسلامية كنا نحترمها ، لأن هذه العبارات توحي بأننا الآن توقفنا عن إحترامها ، أما نحن يا حامد ضرار كنا نحترمك ولازلنا نحترمك رغم إختلافنا معك .رابعاً : الحزب الديمقراطي :لقد رسم لنا الأستاذ حامد صورة جميلة للحزب الديمقراطي ، وكان بودي أن أناقشه في بعض المواضيع التي يعرفها كل ارتري مهتم مثل كيف تم إستقبال مسفن حقوص في لندن من قبل قاعدته المفترضة ، وكيف تم إستقباله في معسكرات اللاجئين وماذا قالوا له ، وكيف فشل الحزب الديمقراطي في تكوين جناح عسكري رغم محاولته ، ولماذ فشل في ذلك ؟ بعيداً عن الصورة الوردية التي رسمها لنا ، إلا أني أحجمت عن ذلك عندما تذكرت مجموعة الأسئلة التي سردها في حلقته الثانية ، ثم تجاهل الإجابة عليها بحجج إعتبارتها واهية منها ـ أنها أسئلة إنصرافية وهي لم تكن كذلك ـ إنها متاهة بل كانت سهلة ومباشرة ـ أنه قد سبق وأن أجاب عنها في البالتوك ، معظم الذي كتبه كان قد قاله في البالتوك فلماذا عدم الإجابة على الأسئلة ؟ ، عموماً إعتقد أن الأخ حامد تفادى الإجابة على تلك الأسئلة لأنها تبعثر الصورة النظرية الجميلة التى رسمها للحزب الديمقراطي ، وقبل أن أختم مقالي بودي أن أسأل الأخ حامد عن أحد المقاطع الذي لم أفهمه رغم توقفي أمامه كثيراً وقرأته مراراً وتكراراً ، إلا أني لم أعطي نفسي حق تفسيره ، لذا أحيله للأخ حامد((هناك من يمطرنا يومياً بعشرات المقالات التي تحاول توجيهنا، صوب إعلان الحرب على لغاتنا الوطنية، تحت غطاء محاربة سياسة التدريس بلغة الأم، والهجوم على لغة التقري والمزاودة التي تشكك في كونها لهجة لا لغة لدليل ناصع على أن الأزمة ليست سياسية محضة بل لها تفرعات أخرى )).والسلام عليكم ورحمةالله وبركاتهaliafaa@yahoo.com