هؤلاء يستحقون منّا التحية :علي عافه إدريس ـ الدوحة
22-Dec-2009
المركز
النقد والثناء :
لقد تعودنا أن ننتقد عندما يخطئ الأخرين ، إلا أننا قليلاً ما نثني عليهم أو نمدحهم عندما يستحقون ذلك ، وعادةً نحن نعبر عن الثناء عليهم بالسكوت عن إنتقادهم ، و بالتأكيد نحن نحتاج لبيان الأخطاء وممارسة الانتقاد، وربما اللوم والعتاب، وقد يتطور الأمر للعقوبة، وكل ذلك حين يكون في إطاره الطبيعي ليس مجالاً للنقاش أو الاعتراض ،
ومنشأ الإشكال إنما هو في اتساع مساحة الانتقاد واللوم على حساب غيره ، فالنفس تحتاج للثناء والتشجيع، وتحتاج للشعور بالنجاح والإنجاز كما أنها تحتاج للنقد والتسديد، لكن ما يأخذه النقد واللوم من واقعنا أكثر بكثير مما يأخذه الجانب الآخر، لهذا كان مقالي هذا الذي هو بمثابة وقفة إجلال وإكبار لإخوة قد أنجزوا في زمن ندرت فيه الإنجازات ،وعز فيه إنكار الذات ، وإختلط فيه عمل منظمات المجتمع المدني بالأحزاب السياسية ، وطغى فيه التطلع للسلطة على العمل الوطني المجرد من المصالح، في ظل هذه الأجواء غير الصحية جاءت المشاركة لأربعة منظمات من منظمات المجتمع المدني الأرتري العاملة في مجال حقوق الإنسان في الدورة السادسة للاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ، وبحق وحقيقة كانوا مثالاً يحتذى به في توحيد الجهود وتضافرها، وفي التجرد والعمل من أجل المصلحة العامة، وعلى الرغم من عدم معرفتي الشخصية بهؤلاء الذين صنعوا التاريخ ، إلا أني قد عرفتهم من خلال إنجازاتهم ، وما أعظم أن يُعرف المرء بإنجازاته. عظمة المشاركة أن تشارك عندما تكون المشاركة صعبة : عندما تنفق وأنت فقير ، ليس مثلما تنفق وأنت غني فالبتأكيد الإنفاق في الحالة الأولى أعظم وأجل لأنك تنفق وأنت في أشد الحوجة لمّ تنفق ، وعندما تشارك الأخرين في الظهور في الإعلام العالمي والمحلي وأنت في أشد الحوجة للظهور بدلاً عنهم ، مقدماً المصلحة العامة على مصالحك الخاصة هنا تكمن العظمة . بدعوة من منظمة (Human Rights House Foundation ) بالنرويج وبتمويل من وزارة الخارجية النرويجية وبتنسيق من مؤسسة عواتي . كوم تمت دعوة عدد أربعة من الناشطين الإرتريين في مجال حقوق الإنسان للمشاركة في الدورة السادسة لدورة الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان بمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ـ جنيف وهم : سمرى تسفاماريام من الولايات المتحدة الأمريكية ممثلا لمؤسسة عواتي. كوم ، أمها دومنيكو من بلجيكا ممثلا لشبكة المنظمات المدنية الإرترية في اروبا و ياسين محمد عبدالله مدير مركز سويرا لحقوق الإنسان من السودان ، وعبد الرازق كرار من استراليا عن منظمة (Eritrean Australian Mercy Association Inc. ) . وجاءت المشاركة في هذه الدورة لأن إرتريا كانت على قائمة الدول التي يتم استعراض أوضاع حقوق الإنسان فيها بتاريخ 30 نوفمبر 2009م.عظمة الإنجاز :مجرد مشاركة منظمات أرترية في إجتماعات الإستعراض الدوري لحقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة وهو أكبر منبر لحقوق الإنسان في العالم يعتبر إنجاز في حد ذاته ناهيك أن يأخذ بتقارير هذه المنظمات الأرترية في مثل هذا المقام الكبير ، وأن تكون نداً قوياً لوفد النظام المشارك في هذه الدورة ، فيقدموا تقرير موحد عن حالة حقوق الإنسان في أرتريا ، وتسنح لهم الفرصة كذلك لتوزيع التقرير المتكامل عن حالة حقوق الإنسان في أرتريا لعام 2008م الذي أعده مركز سويرا لحقوق الإنسان ، بحق وحقيقة أن هذه قفزة نوعية غير مسبوقة ، نأمل أن يتم المحافظة عليها بتضافر الجهود ، أما إذا تحدثنا عن الـ (147) توصية فهي توصيات بنكهة خاصة ، توصيات بمساهمة العارفين بأوضاع أرتريا وهي كذلك توصيات من إكتوى بنار تجاوزات حقوق الإنسان في أرتريا ، لذا هي توصيات جاءت من الأخرين تحت تأثير العبق الأرتري .هؤلاء لهم التحية والإكبار: في الحقيقة أنا قد إستقيت معظم المعلومات الواردة بهذا المقال من التقرير الشامل والرائع الذي أعده الأستاذ / عبد الرزاق كرار والروابط التي دعم بها التقرير فله التحية و الإحترام على الإنجازات الرائعة التي ينجزها أينما حل ، وقد ذكر كرار أسماء كثير من الجنود المجهولين الذين ساهموا بجهود مقدرة في هذا الإنجاز فلهم منّا التحية ، أما فرسان الميدان فهم :1.مؤسسة عواتي التي بإسمها أعادتنا للزمن الجميل وإنجازاتها بعثت فينا الأمل والثقة ، فتحية للأستاذ/ سمرى تسفماريام ، أما الزعيم صالح قاضي فيعجز القلم أن يوفيه حقه فله منّا التقدير والإحترام .2.شبكة المنظمات المدنية الأرترية في أروبا ـ لها التحية والتقديرممثلة في شخص الأستاذة/ أمها دومنيكو ، ولو أتيحت لنا معرفة المنظمات التي تتكون منها الشبكة لشكرناهم كلٍ على حدة أولاً لتكوينهم الشبكة وثانياً لمشاركت شبكتهم في هذا العمل الضخم.3.مركز سويرا لحقوق الإنسان والأستاذ ياسين محمد عبدالله ، ذاك المركز ومديره اللذان عودانا العمل بدون ضجيج وتحت كل الظروف القاسية ، والتهديدات الأمنية ، لذا نحن نرفع له القبعة إحتراماً وتقديراً .4.(Eritrean Australian Mercy Association Inc. ) جمعية الرحمة الأرترية الأسترالية (إن صحت الترجمة) وممثلها الأستاذ عبد الرازق كرار ، صاحب الجهود الظاهرة للعيان ، فهو الأخر له منّا التحية والإحترام.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهaliafaa@yahoo.com