مقالات

فقرة تقرير المصير.. وصياغات اللحظة الأخيرة: عبد الله محمود*

28-Aug-2010

المركز

تتوالى ردود الفعل على الفقرة الثالثة الواردة في البيان الختامي لملتقى الحوار الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي الموسوم بإعلان أديس ابابا والتي تنص على ضمان حق تقرير المصير للقوميات .

حيث قامت جبهة الانقاذ الوطني الإرترية بعقد إجتماع طارئ لهيئتها التنفيذية أعلنت خلاله موقفها من الفقرة مبينة أنها ( أي الفقرة) تخالف ما تم إقراره حول الموضوع وقالت إنه خطأ يستوجب التصحيح بالرجوع إلى محاضر السكرتارية، وأعلنت الانقاذ في البيان الصادر عن إجتماعها الذي عقد بتاريخ بتاريخ 23أغسطس الجاري إن الوحدة الوطنية تمثل الركيزة الأساسية في بقاء الكيان الإريتري داعية إلى ضرورة التصدي بقوة لكل من يحاول المساس بها أو النيل منها.وفي ذات السياق أصدرت جبهة الثوابت الإرترية بياناً وصفت فيه الفقرة المذكورة ب (المبدأ الخطير الذي ينسف الأسس التي يستمد منها الجميع المشروعية الوطنية في التصدي للقضايا ) وتساءل البيان ما إذا كان التحالف الديمقراطي الارتري يعترف بالتقسيم الاجتماعي الذي نص عليه برنامج الحزب الحاكم الذي يقسم الشعب الارتري إلى تسعة قوميات ؟ .من جانبه ذكر الكاتب المعروف الأستاذ عمر جابر وأحد المشاركين في ملتقى الحوار إن إدراج الفقرة في البيان الختامي نتج عن خلط والتباس سببه سوء التنسيق والقصور الأدارى وأضاف في الجزء الثالث من مقاله الموسوم (ملتقى الحوار : بين الخوف من المجهول والسعى وراء المأمول ): (هناك وثائق أساسية خرج بها الملتقى وهي: المرحلة الإنتقالية – الوحدة الوطنية – الميثاق الوطنى لا يوجد فى أى منها سطر واحد عن حق تقرير المصير للقوميات! أين الموقف الرئيسى : فى الوثائق الأساسية أم فى القرارات والتوصيات؟ حق تقرير المصير يتطلب تمثيلا كاملا وحقيقيا للقومية التى تطالب بذلك .. القيادات الحالية مؤقتة لا تملك تلك الشرعية الكاملة.ومن الذى يعطى؟ بقية مكونات التحالف؟ انها أيضا لا تملك الشرعية ولا التفويض – كيف يعطى من لا يملك لمن لا يستحق؟ تلك للأسف تخريجات بعض مكونات التحالف والتى تتناقض مع ما يحتويه ميثاقهم ..اما انها كانت استجابة عاطفية غير مدروسة لمطالب تلك القوميات واما انه ارباك وارتباك فى فهم الأولويات وترتيبها وصلاحية الملتقى فى اصدار مثل تلك القرارات… كل التنظيمات الرئيسية فى التحالف الإسلامية منها والعلمانية لا تقر مبدأ حق تقرير المصير للقوميات— كذلك منظمات المجتمع المدنى فى أوربا وأمريكا وكندا والسودان – كيف تم اقرار القرار؟ انه الأرباك والأرتباك وصياغات اللحظات الأخيرة ) انتهى حديث الاستاذ عمر جابر.أما الأستاذ نوري محمد عبدالله أحد المشاركين في الملتقى فقد ذكر في حوار مع إذاعة عركوكباي أن اي حديث او بيان يتضمن حق تقرير مصير القوميات هو مدسوس وتسريبات مجهولة الهوية وأبان أن ملتقى الحوار الوطني للتحالف لم يقر مثل هذه القضايا مبيناً أن القرار الوحيد الذي خرج به الملتقى هو الاعداد لمؤتمر وطني جامع وشامل في غضون عام.هذه الإفادات والشهادات الموثقة الصادرة من كيانات وافراد شاركوا في ملتقى الحوار تشكل دلالة قاطعة على أن الفقرة الثالثة لا تعبر عن المشاركين في الملتقى ، وحسب إفادات شفاهية ومكتوبة من عدد من الحضور فإن البيان الذي تلي في قاعة المؤتمر لم يتضمن فقرة تقرير المصير بما يشير أن تزييفاً ما قد حدث في ( صياغات اللحظة الأخيرة ) بتعبير الأستاذ عمر جابر .لقد ظل التحالف الديمقراطي منذ تأسيسه عام 1999م عصياً على الإختراق بمثل هذ الطروحات التي تعتبر سقفاً أعلى لبعض التنظيمات ، حيث وقف الجميع سداً منيعاً أمام المحاولات الرامية لتضمين هذه الفقرة في وثائق التحالف حتى تكسرت نصال تلك المساعي على صخرة الحوار الموضوعي والإصطفاف الواعي حول الوحدة الوطنية باعتبارها قضية محورية لا تقبل المساومة أو أنصاف الحلول أو الوقوف في المناطق الرمادية سيراً على درب قادة الكتلة الاستقلالية في الخمسينيات الذين زينت صورهم جنبات قاعة الملتقى والذين وقفوا بصلابة أمام جميع المساعي الغربية التي هدفت لتجزئة وتقسيم الكيان الوطني أو ضمه إلى اثيوبيا إلى أن تم إنجاز المشروع الوطني المتمثل في اريتريا المستقلة بحدودها الجغرافية المعروفة .خلاصة القول أن هذه القضية تتطلب من التحالف باعتباره الجهة الراعية للملتقى إجراء تحقيق رسمي للوقوف حول كيفية تسريب الفقرة إلى البيان الختامي وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بتصحيح هذا الأمر وحذفه من الوثيقة الختامية للملتقى خاصة وأنها تناقض الثوابت التي يقوم عليها التحالف الديمقراطي الإريتري والذي ينص ميثاقه السياسي على وحدة إريتريا أرضاً وشعباً بحدودها الجغرافية الحالية .كما يتطلب من جميع المشاركين في الملتقى تنظيمات ومنظمات مدنية وأفراد توثيق إفاداتهم وشهادتهم مناهضة لهذه الفقرة ومنعاً لاستغلالها بواسطة منسوبي النظام القائم للتأثير على الجماهير التي تصطف خلف طروحات المعارضة.* نشرت كافتتاحية في صفحة نافذة على القرن الإفريقي .. صحيفة الوطن السودانية ..27أغسطس2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى