مفاتيح : تقوربا الأمس … تقوربا اليوم : جمال همد
17-Mar-2007
المركز
(يعبرون الجسر في الصبح خفافاأضلعي أمتدت لهم جسرا وطيدمن كهوف الشرق إلى مستنقع الشرقإلى الشرق الجديد أضلعي أمتدت لهم جسرا وطيد ) ـ خليل حاوي ـ
حفنة من الرجال مسلحين ببنادق عتيقة ( أبو خمسة وابوعشرة ) في مواجهة جيش عاد للتو من معركة كوريا مسلح بعتاد حربي أمريكي ويمتطي احدث ما أنتجته مصانع السيارات الأمريكية . لم يختر الثوار مكان وزمان المعركة بل بوغتوا بها ولا مفر من المواجهة … فقط أبعدوهم عن الأهالي ، وبعد المعركة من كتبت له الحياة يكون التجمع في ( اراتقيا ) هكذا صرخ احدهم وهو يتفقد بندقيته ويتمنى أن لاتخذله . وقد كانت الواقعة التي انتصر فيها الثوار على الجيش المدجج الذي عاد إلى اقرب مدينة وهو يجر اذيال الهزيمة بعد ان كان قادما ليعود بهؤلاء الرعاع إلى اسمرا . وقد اختلف البعض في تاريخ حدوث المعركة إلا أنهم لم يختلفوا في أهميتها لكونها وضعت حرب التحرير الارترية في مرحلة جديد في الصدام مع الحكم الاستعماري الإثيوبي الذي كان يستخدم الشرطة في مواجهته مع الخارجين على القانون . ليتدفق بعد ذلك الجيش الإثيوبي على سائر البلاد .من قاد وخاض تقوربا كانوا رجال بسطاء عاديون من عامة الشعب لكنهم كانوا يعرفون مايريدون ولا يخلطون الاستراتيجي بالتكتيكي وناضلوا بعظيمة حتى سلموا الثورة للجيل الثاني . واليوم تمر الذكرى ال43من معركة تقوربا التاريخية يوم جيش التحرير الارتري حسب رزنامة جبهة التحرير الارترية بكل فصائلها والساحة الارترية المعارضة في أسوء حالتها ضعفا وبؤسا ، كما ان النظام الحاكم في اسمرا مقبل على تطورات مفتوحة على كل الاحتمالات بعد ان اكتشف فشل كل مشاريعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعلاقاته الخارجية . المعارضة بمختلف أطرافها تستهلك الوقت والجهد وتنفق المال الشحيح أصلا لتبرير مواقفها وتبيان سياساتها وتخوض معارك في غير معترك تجاه بعضها البعض بعيدا عن المشكلات الحقيقية للشعب الارتري الذي يتوزع بين الداخل المرعب والمنافي من شرق السودان وشمال إثيوبيا ومعسكرات اليمن إلى الصحراء الكبرى والبحر الأبيض وحيتانه والتهديد الليبي بالترحيل إلى الجحيم .النظام يتوزع ربانه بين البحث عن القوت والوقود ولبحث عن الضحية التي سوف يحملها كل ما حدث من فشل في محاولة لتجديد جلده ن وحسب بعض المصادر ان الشهور القادمة يتوقع ان تشهد تطورات كبرى في أروقة النظام ن وبين هذا وذاك يرزح الشعب المسكين بين سندان النظام الذي لايرحم ومطرقة المعارضة التي أطاحت بآماله في المؤتمر الأخير للتحالف .في هكذا جو تتزاحم الأقلام الباهتة والكتابات المحبطة التي تطل عند الأزمات لتزيد الطين بلة في أوساط المعارضة الارترية لتذهب كل المبادرات والنداءات ( مبادرة عبد الرازق ونداء فروع التنظيمات في السويد ) أدراج الرياح لكون المعنيين بها لايلتفتون إليها بل إلى الشاتمين لكي يعضدوا مواقفهم فقط وهنا يتم خلط الاستراتيجي بالتكتيكي بطريقة اقرب الفجاجة . أخيرا فليكن التحالف كتلتين وتتفقان على ميثاق سياسي واحد فقط كونوا هيكل يتناغم وذلك هو المهم ، وليغادر الجميع هذه المحطة بأقل الخسائر الممكنة .