مفاتيح: بين عدوليس وذكرى عثمان سبي… جمال همد
6-Apr-2007
المركز
رسالة إرتريا
غطى الغبار الذي تثيره الأقلام الملثمة والمتقاتلة بمفرداتها الباهتة على الشبكة العنكبوتيه ، وجلسات القهوة والشاي على الذكري العشرين لرحيل الزعيم الارتري عثمان صالح سبي ، ودون أن ينتبه لها احد سوى مقال يتيم للسيد محي الدين علي .
وكنا نتمنى أن ينقب البحاثة والكتاب واعني الكتاب الحقيقيين عن حياة هذا الرجل ويضيفون قراءة جديدة لسيرته ومسيرته والتي ترتبط إلى حد كبير بسيرة النضال الارتري ، خاصة أولئك الذين ارتبطوا به تنظيميا وسياسيا وفكريا ويتوفر لديهم الآن الوقت والمال ممن هاجروا لدول الغرب أو مازالوا في الدول الخليجية والسعودية . للأسف مرت الذكري باهتة وحزينة كأيامنا الآن ن لتزيد قسوة جديدة على تاريخ شعبنا . عندما اخترنا أن نطلق موقع عدوليس على شبكة المعلومات الدولية اخترنا أن يتزامن ذلك مع الذكرى الثامنة عشرة لرحيل سبي في 4ابريل 2005 وقصدنا من ذلك أن نعلن الوفاء لهذا الرجل الذي أفنى عمره كله من اجل الإنسان الارتري ن كما أردنا أن نقر بجميل فعله تجاه الكاتب والكتاب … التوثيق … التعليم . أردنا أن نعبر عن امتناننا لهذا القائد الفذ الذي كسر عزلة شعبنا وفتح كوة ضوء تدفق منها الضوء لينير نضال شعبنا وليتسنى له الاتصال بنضال الشعوب وتجاربها حيث وجد الدم والعون .لم ننتمي لأفكاره السياسية والفكرية ، ونحن في المركز لاننتمي لفكرة واحدة أو اتجاه سياسي بعينه ، بل انتمينا لإنجازاته في المجالات التي ذكرنا فإذا كان ميناء عدوليس أول مركز إشعاع واتصال بين منطقتنا والعالم في تلك الحقبة الزمنية الغابرة كان عثمان سبي أول من كسر طوق الحصار والعزلة عن نضال شعبنا ، فكانت بيروت ,كانت العلاقات مع الثورة الفلسطينية وقوى التحرر العربي والعالمي في بيروت الستينيات والسبعينيات وكانت دمشق وقبلها الصومال ودول الخليج بدعمها المادي وصحافتها في الكويت . هذا الدعم انعكس إيجابا على مسيرة الثورة الارترية حيث استطاعت الثورة الارترية إيجاد مكان وسط الاهتمام الإعلامي العربي والعالمي للثورة الفلسطينية ، فكان مؤتمراته الصحفية تعقد بحضور نقيب الصحفيين اللبنانيين كما استطاع اختراق صحافة الدول الفرانكفونية ( الدول الناطقة بالفرنسية ) والاشتراكية الدولية وكان شعاره ( الثورة صحيفة وبندقية ) . هذا بجانب اهتمامه بالآداب من قصة وشعر ومسرح ،حيث قام بطباعة رواية صالح وديوان احمد سعد ومسرحياته القليلة .كما أن الرجل أول من ربط المهجر الارتري بالداخل وكانت أولى التبرعات من السعودية ودول الخليج ، وكانت أولى المسدسات التي كان يهربها من اليمن إلى الشواطئ السعودية والسودانية في أمتعته الخاصة ، كما فتح الباب واسعا للطلاب الارتريين في الجامعات والمعاهد في العواصم العربية وبشروط خاصة أو قل ميسرة ، كما التفت للتعليم في معسكرات اللاجئين فكان جهاز التعليم الارتري الذي تأسس على أكتاف المعلمين الارتريين وجهد شقيقة محمود سبي . تحية لذكرى الشهيد عثمان صالح سبي الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى في 4ابريل 1987م بمدينة القاهرة ووري جثمانه في الخرطوم قريبا من نضال شعبه وقضيته التي كرس لها كل حياته .وكل عام وقراء موقع عدوليس بخير في شمعته الثالثة .نشرت في صفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز في صحيفة الوطن السودانية 6أبريل 2007م