إريتريا بقلب أزمة الصومال وتشاؤم عربي من المصالحة
14-Apr-2007
المركز
خلال أقل من أسبوعين شهدت الأزمة الصومالية تطورات سياسية وعسكرية أضفت عليها المزيد من التعقيد، وزادت من فرص تحولها إلى صاعق لتفجير نزاعات القرن الأفريقي.
ففي السابع من أبريل /نيسان الجاري كشف وزير الإعلام الإريتري علي عبده عن وجود الرجل الثاني بالمحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد في أسمرا. وفي 13 الجاري استقبل الرئيس أسياس أفورقي شيخ أحمد وحسين فارح نائب رئيس الحكومة الانتقالية الذي هاجم الدور العسكري لإثيوبيا في بلاده.زيارة عيديد لأسمرا وتصريحاته المناهضة لإثيوبيا اكتسبت أهميتها من اختياره توجيه الانتقادات لأديس أبابا من عاصمة الدولة التي خاضت حربا حدودية معها (1998-2000) انتهت إلى هدنة هشة.كما أن نائب رئيس الحكومة الصومالية الانتقالية كان قد فاجأ الصوماليين أنفسهم عندما دعا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي إلى فتح الحدود مع إثيوبيا بعد نجاح الأخيرة في هزيمة المحاكم الإسلامية، وتمهيد الطريق للحكومة الانتقالية للوصول إلى مقيشو. وها هو ذا بعد أقل من ثلاثة أشهر يقول لهم كلاما مناقضا. حديقة خلفيةكما أن استضافة إرتيريا لشيخ أحمد وعيديد وقبلهما رئيس مجلس النواب الانتقالي المعزول شيخ شريف عدن يؤشر إلى أن أسمرا قررت الضلوع بدور مباشر ومكشوف في الموضوع الصومالي، الأمر الذي سيفتح الباب على الأرجح أمام ما حذر منه المراقبون وهو تحول الصراع الصومالي إلى حديقة خلفية للصراع الإريتري الإثيوبي.ويبدو أن أسمرا ماضية في الانخراط في الأزمة الصومالية كبوابة لصراعها مع إثيوبيا، بدليل ما قاله أفورقي لنظيره الأوغندي يوري موسيفيني عندما قدم الأخير إلى أسمرا قبل أسبوعين.فقد أعلن وزير الدولة الأوغندي لشؤون التعاون الإقليمي إيزاك موسومبا في الثالث من أبريل/نيسان الجاري أن موسيفيني يحاول استمالة أفورقي إلى نفس موقف الزعماء الإقليميين الآخرين من المحاكم الإسلامية.أفورقيإلا أن الرئيس الإريتري الذي يعارض أي دور للاتحاد الأفريقي بالصومال نصح موسيفيني بسحب القوة الأوغندية من الصومال، وهي الوحيدة التي وصلت إلى هناك في إطار قوة سلام أفريقية يفترض أن تضم ثمانية آلاف جندي.في الجانب الميداني أظهرت المواجهات -بين مقاتلين قبليين وآخرين من أنصار المحاكم في مقديشو بجولة 29مارس/آذار-3 أبريل/نيسان- قدرة هذه الفئات على مقاتلة القوات الإثيوبية في المدن، ونجاحها في إضعاف مصداقية الحكومة الانتقالية وخططها لإحلال الأمن وتحقيق المصالحة. وكان من النتائج المباشرة للجولة التي اعتبرت الأعنف منذ خمسة عشر عاما إعادة المحاكم كطرف سياسي بعد هزيمتها أمام القوات الإثيوبية قبل ثلاثة أشهر، وإظهار قوة قبائل الهوية وضعف تمثيل رئيس الحكومة علي محمد غيدي لها في مؤسسات الحكم الانتقالي.وتعد عودة الرئيس عبد الله يوسف إلى مقره السابق في بيدوا، من نتائج الاقتتال الأخير والتي أفرزت أيضا تأجيل مؤتمر المصالحة والذي تعهد يوسف بعقده يوم 16 الجاري.الجامعة العربيةوحول وجود فرص في المدى المنظور لعقد مؤتمر للمصالحة الصومالية ولو خارج البلاد، قال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية إن هنالك صعوبات شديدة لعقده مضيفا أن الصعوبات لا ترتبط بالمستجدات السياسية والعسكرية فحسب بل “بعناصر إضافية”.وأوضح السفير هشام يوسف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن تلك العناصر تتصل “في اختيار الشخصيات التي ستمثل القوى الصومالية داخل المؤتمر بما يؤدي إلى اتفاق قابل للتحقيق”.وقال إن طريق المصالحة الصومالية “لن يكون ممهدا وفيه صعوبات شديدة” داعيا الحكومة الانتقالية والأمم المتحدة ودول الإيجاد لبذل جهد على هذا الصعيد.يوسف تجنب الحديث صراحة عن الدور الإريتري بالصومال، لكن حديثه عن “الصعوبات الشديدة” والجهد الدولي غير المؤثر واقعيا يؤشران لغلبة نذر التصعيد على الاتجاه للتهدئة بهذا البلد ومحيطه. المصدر: الجزيرة