1 مايو وحال العمال في إريتريا : جمال همد
1-May-2007
المركز
الحديث عن الحركة العمالية الإرترية يعني الحديث عن النضال الإريتري كله ، فقد كان العمال الإرتريين وبحسهم الوطني هم أول من تنبه لمصير إرتريا في خمسينات القرن الماضي
عندما قادوا مع الطلاب أولى المظاهرات والإعتصامات والإضرابات ضد خطوات الإمبراطور هيلي سلاسي التي استهدفت النظام الفيدرالي الذي ربط بين إريتريا وإثيوبيا ،فكانت عمليات الاعتقالات الجماعية والفصل التعسفي والتشريد وحل إتحاد العمال ثم نقل العدد القليل من المصانع من إريتريا إلى إثيوبيا وهي التي قامت عليها القاعدة الصناعية الإريترية .وكان العمال كغيرهم من الشرائح المدنية هم العمود الفقري لحركة تحرير إريتريا كأول تنظيم سياسي يدعو لتحرير إريتريا واستقلالها بوسائل سلمية ، وعند انفجار الكفاح المسلح كان العمال الإرتريين في الداخل والخارج خاصة السودان ودول الخليج هم القاعدة المالية التي تستند عليها جبهة التحرير الإريترية ، فمن تبرعات العمال واشتراكاتهم تم شراء أولى البنادق والقنابل اليدوية ، وأعيد تأسيس الإتحاد العام لعمال إرتريا على أسس ثقافية وسياسية تتناسب والمرحلة ليمد الثورة الوليدة بعدد كبير من الكادر المقاتل والسياسي والنقابي ، واشترك العمال بفاعلية في المعارك الأولى للتحرير وسقط أعداد منهم ، وقد وجد العمال الإرتريين مساندة وتأييد رفاقهم العمال العرب في كل البلدان العربية وفي المقدمة عمال السودان الذين خرجوا ضمن مسيرات ثورة أكتوبر 1964م مساندين لحق الشعب الإرتري في تقرير مصيره وضرورة دعمه لتحقيق هذا الهدف ، وتذكر بعض نصوص النضال الإرتري أن عاملاً إرتريا ارتبط بعلاقة عمل تطورت لعلاقة شخصية مع عامل سوداني في مدينة القضارف ، وقد التحق الأول بالثورة أثناء غياب صديقه القادم من زالنجي وعند عودته عرف أن صديقه الإرتري استشهد فما كان منه إلا أن التحق به في نادرة وفاء عمالية وكان أن سقط شهيدا في معركة حلحل التاريخية ليمتزج دم المناضل آدم أبكر العامل السوداني من زالنجي بنهر الدم الإرتري .نعود فنقول إن العامل الإريتري لعب دوراً هاماً في كل مراحل النضال الإرتري وقدم قمته فداءاً لوطنه بسقوط النقابي الإرتري على عثمان حنطي شهيداً بتاريخ 3/5/1971م وجبهة التحرير تستعد لعقد مؤتمرها الوطني الأول وليس مصادفة أن يكون تاريخ استشهاده موافقاً لاحتفالات العالم بيوم العمال العالمي .وبعد هذا التاريخ الناصع يكرر النظام الإرتري سيرة من سبقه في اعتقال العمال وسجنهم وتشريدهم في الداخل وابتزازهم في الخارج … عدد العمال المعتقلين ليس محصوراً حتى الآن إلا أن تقارير المنظمات القارية والعالمية تتحدث عن اعتقالات وسط العمال وتورد أسماء : تولدي قبرمدهن منئ عندزيون هبتوم ولد مكئيل وهم قيادات عمالية تم اعتقالهم منذ عدة سنوات ولم يعرف مصيرهم حتى الآن .وإذا كان حال العامل الإرتري الذي ارتبط مصيره بمصير شعبه لا يختلف في وضعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنقابي عن بقية طبقات الشعب الإرتري ، إلا أن ذلك كان يستوجب تأسيس اتحادات عمالية تتناسب والمرحلة لتهب كالسابق للدفاع عن شعبها وحقوقهم والواقع يقول إن الإتحاد العام لنقابات عمال إريتريا الذي يقوده السيد محمدعلي الفقيه والتابع سياسياً لجبهة التحرير الإرترية ورغم جهوده الكبيرة ومحافظته على علاقاته المتينة مع نظرائه من الإتحاد العربية واكتسابه لعضوية مراقب في منظمة العمل العالمية ولقاءاته مع الاتحادات العمالية الإفريقية والعالمية إلا أن جهده يحتاج للدعم والمساندة لقيام إتحاد عام ومستقل لكل العمال الإريتريين من أجل تحقيق الهدف الأسمى للحركة العمالية الإريترية ووفاءاً لشهدائها ، وهذا يتطلب تضافر عدة قوى منظمة وغير منظمة خاصة تلك التي أسهمت في التجربة العمالية الإرترية .. فهل نرى ذلك قريباً ؟من ارشيف عدوليس