مفاتيح : جمال همد : هل تغادر إرتريا ( س،ص) كما غادرت الإيغاد
10-Jun-2007
ecms
ترتبط ليبيا في الوجدان الإرتري بقصص الجنود الإرتريين الذين الحقوا قسراً بالجيش الإيطالي وحاربوا المناضل البطل ( عمر المختار ) وهي ما عرفت بـحرب ( تربولي ) ولا يزال الكثيرون من هؤلاء الجنود يعيشون ذكريات تلك الأيام ـ بالتأكيد إيطاليا لا تكرم هؤلاء
ـ كما يتذكر الشعب الإرتري ليبيا بعلاقتها مع نظام الدرق إبان عهد منغستو هيلى ماريام والجسر الجوى الذي أنشأته مع اليمن الجنوبي وكوبا والإتحاد السوفيتي وهو ما أدى إلى ما عرف بالانسحاب الإستراتيجي في الأدب الثوري الإرتري وأدى في ذات الوقت لتراجع الصومال بعد أن اجتاح إقليم الأوغادين ، كما ترتبط ليبيا في ذاكرة شعبنا بالعدد الكبير من الطلاب الإرتريين الذين تخرجوا من جامعاتها ، وكذلك باعتبارها المكان الذي توفي فيه شاعر إرتريا الكبير أحمد سعد وهو في مقتبل العمر ، كما يتذكر الشعب الإرتري فيلم عمر المختار بطولة الممثل ( أنتوني كوين ) وإخراج المخرج الكبير يحي العلمي ـ الذي كانت تعرضه أندية الثورة في معسكرات اللاجئين ، كل هذه الروابط تجعل العلاقة الإرترية الليبية مشوشة وقلقة في وجدان الإرتريين إذ لم يحكمها خط بياني منتظم .الآن وبعد الاستقلال أصبحت العلاقة بين ليبيا وإرتريا علاقات مزاجية تحكمها علاقات الرئيسين وفيها نوع من الأبوة من قبل القذافي تجاه إرتريا ، ونتيجة لذلك ينادي الرئيس اسياس القذافي بعبارة القائد بينما ينادي القذافي الرئيس اسياس بابو إبراهيم دون كلفة كبيرة ، وهذه العلاقة وفرت للجبهة الشعبية كثير من الدعم خاصة في الأوقات الحرجة ، كما قامت إرتريا بترجمة الكتاب الأخضر للغة التجرينية ونشرته في خطوة تقديرية للمنتوج الفكري للقائد ، وتعتبر ليبيا من أكثر الدول التي زارها الرئيس اسياس افورقي وهو المعروف بقلة زياراته الخارجية، ولكن يبدو أن قمة ( س،ص) الأخيرة جاءت بما لم يشتهي اسياس حيث اتخذت قرار يدعم قرار الإتحاد الأفريقي بضرورة دعم الحكومة الإنتقاليه الصومالية ، وإرسال قوات حفظ سلام أفريقية ولعل إرتريا كانت قد أدركت ذلك فامتنع الرئيس أسياس أفورقي عن حضور القمة ومعروف إن عدم حضور دعوات القائد تغضبه جداً ويتخذ مواقف على ضوء ذلك كما حدث مع السودان عندما جمد مبلغ خمسين مليون لقوات الإتحاد الإفريقي لأن القيادة السودانية لم تحضر قمة كان قد دعا لها في ليبيا ، ومن هنا فإن العلاقات بين الرجلين ربما تأخذ بعداً جديداً خاصة وأن إرتريا كانت قد سحبت عضويتها من منظمة الإيغاد لأنها اتخذت موقف مماثل لموقف ( س ، ص ) من قضية الصومال ، فهل تسحب إرتريا عضويتها كذلك أم أن جمائل القائد تجعل إرتريا تنحني للعاصفة .وبين علاقة الرجلين المعقدة ، والصورة المهتزة لليبيا في الوجدان الإرتري يقبع أكثر من ألف لاجئي من الشباب الإرتري في سجون بمعسكر ( ميسراتا ) والكفرة وسيف الترحيل إلى اسمرا مصلت على أعناقهم مما يزيد الصورة اهتزازاً في مخيلة الجيل الجديد من الشعب الإرتري فهل تدرك القيادة الليبية ذلك ؟!!!.* نشرت في صحيفة الوطن عدد الجمعة 8 يونيو 2007م