مفاتيح : جمال همد :المصالحة الارترية ـ الارترية ودور السودان*
24-Jun-2007
ecms
يتحدث الساسة في ارتريا عن علاقات أخوية وصداقة متينة تربطهم مع شريكي الحكم في السودان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، وان جهودهم ( لحل ) مشكلة الشرق قد أينعت ثمارها ، كما إن جهودهم تجاه مشكلة دارفور في طريقها إلى ذلك … الخ .
ويؤكدون دائما على عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين وغياب المهددات السابقة ، ويبادلهم نظرائهم في السودان في ذلك، لكن دون ان يبذلوا الجهد نفسه لحل مشكلات اريتريا السياسية ومهدداتها الأمنية . ومن الطبيعي ان تحافظ حكومتا ارتريا والسودان على ما أنجز ومنع كل ما من شأنه العودة بالعلاقات إلى ما قبل 1994م وهذا يستدعي إطفاء بؤر التوتر وبناء علاقات تحقق المصالح الحقيقية للشعبين . ولكي يكون الأمر كذلك لابد من تحقيق مصالحة ارترية ارترية وهذا بالضرورة سوف يتبعه إصلاحات جوهرية في نظام الحكم في اسمرا كما جرى في السودان ، وبالرغم من ان اسمرا ترفض الحديث عن معارضة ارترية مسلحة وغير مسلحة قائمة على الأرض إلا ان ذلك هو واحد من الأسباب التي دفعت الحكومة الارترية لقطع العلاقات من جانب واحد تحت ذريعة تسلل مسلحين من الحركات المسلحة الارترية من الأراضي السودانية لزعزعن الأمن في البلاد . وتصدير المشروع الإسلامي إليها . ولا يمكن تجاوز المعارضة الارترية بالتضييق والمطاردة لان ذلك لايحل مشكلة الأمن المنشود في ارتريا الرسمية حتى تلتفت إلى التنمية والاستفادة من إمكانيات دول الجوار .أيضا وجود أكثر من نصف مليون ارتري لاجئ يتزايدون يوميا حيث يعبر الحدود مابين 20الى 30 شاب وشابة ومشكلتهم الأساسية هي سياسية ولا غيرها مشكلين ظاهرة في المدن السودانية ومعسكرات اللجوء أليس ذلك مهدد امنيا وسياسيا للعلاقة المنشودة ؟؟ . وهي مشكلة ظهرت للوجود منذ عام 1967م إبان الاستعمار الإثيوبي ولازالت قائمة تحت ظل الحكم الوطني دون ان تتغير الأسباب وكان من المفترض عودتهم بعد زول الأسباب حسب قوانين اللجوء منذ عقد ونصف ، ألا يحتاج هذا الملف لإغلاق ؟؟ . اذا كان هذه الأسباب وغيرها كافية لزعزعت كل متين في العلاقات فان الحديث عن تجاوز ذلك يكون حديث المكابر ولا يصمد على الأرض طويلا . إذا على الحكومة السودانية بطرفيها وعلى أحزاب المعارضة بذل ما يمكن فعله من اجل استقرار الحدود واستقرار ارتريا والسودان ، والسؤال هل يملك السودان الإمكانية لحل المشكل الارتري ؟ الإجابة دون جهد هي بنعم فالسودان يستضيف العدد الأكبر من ظاهرة اللجوء الارتري سابقه ولاحقة كما إنه يتملك العلاقات الجيدة مع قوى المعارضة الارترية بكل أطيافها السياسية وكذلك هو الذي يملك مفاتيح إنعاش الاقتصاد الارتري أو دفعه باتجاه الانهيار لذلك هو قادر أكثر من قدر ارتريا على حل مشكلة شرق السودان التي أدخلتها في نفق جديد .نتوجه للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس البشير للعب هذا الدور لكونه ملما بتفاصيل الملف الارتري وتشابكه مع المحيط الإقليمي كما يعلم جيدا ان انهيار ارتريا سوف ينعكس على كل دول الجوار والسودان أول الخاسرين . ويظل الحديث عن عودة علاقات دون إيجاد حلول للمشكلات الارترية يظل بعيدا عن الواقع . * نشرت في صحيفة الوطن السودانية عدد يوم 22يونيو 2007م