مفاتيح : 25نوفمبر والمرأة في ارتريا – جمال همد
30-Nov-2007
المركز
ككل النتائج المستخلصة من التجربة السياسية للشعب الارتري لنضاله طوال العقود الثلاثة الماضية فان محصلة نضالات المرأة الارترية كانت صفر ( بح ) . فبعد نضال قاسي وطويل خاضته بجانب الرجل تجد نفسها اليوم في مهب الريح مع مجموع الشعب الارتري تكابد لكي تستر نفسها ولا تستخدم ثدييها لتأكل . فقد ذهبت الشعارات الثورية والجمل الجامحة إلى مزابل التاريخ .
في مفاتيح اليوم ونحن نذكر الناس باليوم العالمي للتمييز والعنف ضد المرأة والذي مر يوم 25نوفمبر الآفل نستند لتقرير أصدره مركز سويرا لحقوق الإنسان في شهر ابريل عام 2007م الماضي ويغطي حالة حقوق الإنسان في ارتريا لعام 2006م . الدستور الارتري المجمد منذ سنوات الحرب والذي اقر رغم معارضة الجميع لبعض مواده فان منطوق المادة السابعة منه ترفض كل الممارسات التي تنتهك حقوق المرأة وتحط من شأنها وتعيق حركتها في المشاركة في الشأن العام ، كما خصص لها الحزب الحاكم نسبة 30% من مقاعد البرلمان الذي لم تعقد جلساته منذ سنوات ، كذلك تتحدث أدبيات ووثائق الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ( الحزب الحاكم والوحيد الآن ) إبان مرحلة الكفاح المسلح عن ضرورة مشاركة المرأة في كل أوجه النضال حتى العسكري منه وتورد أرقام يصل بعضها يصل إلى 35% كنسبة مشاركة فعلية . كذلك الحكومة الارترية هي طرف في اتفاقية( سيداو) منذ عام 1995م والقاضية على نفي كل أشكال التمييز ضد المرأة . إذا كان هذا جزء من الجانب النظري لعلاقة المرأة بالحزب الحاكم فان الجانب العملي يكشف عن صورة أخرى ، يورد تقرير مركز سويرا وقائعها كالأتي : تبلغ نسبة الختان في ارتريا 89% حسب تقرير حكومي تقدمت به الحكومة الارترية للجنة المرأة في الأمم المتحدة في نيويورك في يناير2006م ويقول التقرير إن الاتحاد الوطني للمرأة الارترية يبذل جهود كبير لاستصدار قرار بالمنع من البرلمان !! وهو مؤسسة غير موجودة على الأرض .كما يتحدث التقرير عن كيفية التعامل القانوني لجريمة الاغتصاب حيث اشترطت المادة 589 من القانون الجنائي الارتري وجود عامل العنف لإثباته وهو غير موفر في معسكرات الخدمة العسكرية لانتفاء سبب اللجوء إلية وذلك باستخدام التخويف وعوامل أخرى لسلطة الضباط التي تخضع الفتاة لعملية الاغتصاب . كذلك يتعرض التقرير للسجون والمعتقلات التي تعتصر عدد كبير من الأمهات والفتيات مشيرا لحالة استير يوهنس زوجة الوزير السابق والمعتقل ضمن مجموعة الإصلاحيين في 11ديسمبر 2003م وكذلك حياة إبراهيم نور حسين المنتمية لجماعة أنصار السنة المحمدية وأيضا استير فسهاظيون وسانيت دبساي المعتقلة عقابا لطلبها الطلاق من زوجها المتنفذ في السلطة ونضيف هنا المئات ممن لاستطيع الدوائر الإعلامية والحقوقية الارترية حصرهن . أما عن التعليم فيورد التقرير الأرقام المريعة الآتية : نسبة التحاق البنات بالمدارس الثانوية بلغت في العام الدراسي للعام الدراسي 2000/ 2001 بلغت 36,8% بعد أن كانت 48,3% في العام الدراسي 1991/1992م . كما تزايدت نسبة الذكور للإناث في الوظائف الحكومية وخاصة التعليم القطاع الأكثر استقطابا للإناث حيث نجد أن نسبة المعلمات في المرحلة الثانوية تراجعت من 11,4% للعام الدراسي 1998/ 1990الى 9,6% في العام الدراسي2000/ 2001م . أما عن حالة وفيات الأمهات نتيجة الأوضاع الصحية التي تفتقر لأبسط الأوليات فقد ضربت ارتريا الرقم القاسي العالمي حيث تم رصد 998من مل 100000حالة .هذه بعض صور حياة المرأة في بلادنا بجانب ظاهرة اللجوء الأخير بين فئة الشباب تحتل فيه الفتاة مكانا متقدما . عموما أوضاع المرأة لاتنفصل عن الوضع العام والاستثنائي الذي تعيشه ارتريا ولكن ولكينونتها الخاصة يقع عليها الظلم الأكبر . نشر في صفحة رسالة إرتريا بصحيفة الوطن السودانية – 30نوفمبر2007م