9/12 وفساد النخبة الحاكمة في إرتريا
8-Dec-2007
المركز
يحتفل العالم بعد غد الأحد 9/12باليوم العالمي لمكافحة الفساد للمرة السابعة فيما تشهد مؤشرات الفساد في إرتريا تصاعداً لا تخطئه العين إذ ولغ فيه معظم القيادات العليا للدولة والجيش وبرعاية وحماية تامة من رأس النظام في وقت يعاني فيه الشعب الإرتري الأمرين من أجل توفير ما يسد رمقه وسط شح كبير في السلع الضرورية وتفشي السوق السوداء واحتكار الحزب الحاكم بأذرعه التجارية لجميع مناحي النشاط التجاري.
ولقد ظلت منظمة الشفافية الدولية (TC) تضع إرتريا في موقع متقدم في قائمة الدول التي ينتشر فيها الفساد لتحتل المرتبة (93) مسجلة (2.9) نقاط من أصل عشر نقاط على مؤشر مدركات الفساد . وأشار التقرير أن الدول التي سجلت أقل من 3 نقاط على مؤشر مدركات الفساد 2006. تشير إلى وجود مشكلة فساد حقيقية .بدأ الفساد الرسمي في إرتريا منذ تسليم ممتلكات الدولة لأذرع الحزب الحاكم الإقتصادية ( شركة البحر الأحمر ) واحتكار الأخيرة لجميع ضروب العمل التجاري والزراعي مما أدى إلى إنهيار تام لشريحة صغار التجار وحتى الشركات الخاصة .وأضحى الجنرالات يتصدرون قائمة رجال الأعمال وذلك عبر استخدامهم للأيدي العاملة المجانية المتمثلة في مجندي الخدمة الإلزامية عبر برنامج سخرة يندى له جبين الإنسانية حيث يتم استغلال المجندين في المشاريع الزراعية للجنرالات بدون أجر وبتسهيل كامل من الدولة ويعود ريع هذه المشاريع إلى جيوب الجنرالات هذه غير تصرفهم في ميزانيات الفرق العسكرية وتحويلها لمنعتهم الشخصية.لقد أصبح الفساد المستفحل وسط الجنرالات ومسئولي الحزب الحاكم في إرتريا المادة الأساسية لحديث الناس في الشارع الإرتري حيث يدور الحديث عن رعاية الجنرالات الكبار لمجموعة من رجال الأعمال الشباب كل على حده وتوفير جميع التسهيلات لهم منحهم عطاءات تشييد المنشآت الحكومية دون مناقصات مما أدى إلى تضخمهم الطفيلي في فترة وجيزة.التنافس المحموم بين رجال الشباب أدى إلى صراع بين الجنرالات الكبار الذين يوفرون لهم الرعاية والحماية الكاملة لتتصاعد الأزمة بمقتل رجل الأعمال الشاب فقري – الذي يحظى برعاية أحد كبار الجنرالات- ومحاولة اغتيال مدير الأمن الداخلي سايمون قبردنقل 13/10 الماضي .وسائل الإعلام المحلية حاولت التغطية على صمت الدولة عن فساد الجنرالات وتجاوزاتهم المالية فكتبت صحيفة إرتريا الحديثة الرسمية بتاريخ 24 أكتوبر افتتاحية بعنوان ( الفساد غدر لأمانة الشهداء ) وجاء فيها (إن الفساد ظاهرة معيبة في كل المجتمعات ، أما في إرتريا فهي ليست معيبة فحسب ، بل خيانة لدماء الشهداء واستهتاراً وعربدة بوصاياهم وجريمة لا تغتفر ، ولذا ينبغي أن لا نعطي الفرصة في هذه الأرض المخضبة بدماء الشهداء للمفسدين واللصوص والجشعين والمتطفلين من عديمي الضمير الوطني الذين يمتصون دماء الشعب ولا بد من ضربهم بيد من حديد .. إن مهمة محاربة الفساد ينبغي أن تؤخذ كأولى المهام في الحفاظ على أمانة الشهداء حيث ينبغي تنسيق كل الجهود الحكومية والشعبية للتصدي لهذه الظاهرة ، واقتلاعها من جذورها ).صفوة القول إن محاربة الفساد يجب أن لا يتخذ ذريعة لتصفية الصراعات الداخلية لأقطاب النظام وإنما يجب أن ينبع من إرادة صادقة لبتر دابر الفساد والمفسدين كما يجب أن يطال أوكار الفساد الحقيقية المتمثلة في كبار الجنرالات ومنسوبي المؤسسات الإقتصادية للحزب الحاكم وإلا فستصبح قضية محاربة الفساد مجرد شعارات ترفع للإستهلاك .نشرت في صفحة رسالة إرتريا بصحيفة الوطن -7/12/2007م