مقالات

كلمة إرتريا : تراجيديا كارثية*

2-Feb-2008

ecms

التراجيديا الإرترية تتمدد لتبلغ حد الكارثة … غرق العشرات في الأنهر السودانية .. غرق في أعماق البحر المتوسط .. قتل على أيدي القناصة الإرتريين على الحدود مع إثيوبيا والسودان .. قتل على أيدي القناصة المصريين على الحدود مع اسرائيل .. حالات انتحار في المطارات الدولية ..إبعاد جماعي وفردي من مختلف دول العالم .. الرعب يسيطر على الإرتريين في عدد من العواصم العربية ..السفارات الإرترية – التي يفترض أن تحمي مواطنيها – تواصل عمليات الإبتزاز والتهديد ..

هذه عناوين رئيسة لتوصيف أوضاع الشعب الإرتري وخاصة الشباب الذين يتدافعون إلى خارج البلاد لايلوون على شيئ .. لا يثنيهم عن ذلك شيئ .. الإعدام الجماعي والفردي على رؤوس الأشهاد .. الاعتقالات من غير محاكمات والمصحوبة بالتعذيب ..كل هذه الأشياء لم تثنهم عن ذلك لأنهم وضعوا هدفاً محدداً نصب أعينهم وهو الخروج من الجحيم .أما التراجيديا السوداء التي تتمدد لتحتل الخارطة الإرترية بأسرها تتلخص في الآتي .. إعدامات جماعية وفردية سراً أو على رؤوس الأشهاد.. اعتقالات دون محاكمات …التعذيب والبطش والسخرة .. ضائقة معيشية تأخذ بتلابيب جموع الشعب الإرتري ..فساد مالي يزكم الأنوف وسط جنرالات الجيش ومنسوبي الحزب الحاكم في إرتريا ..عسكرة غير محددة بسقف زمني ( مدى الحياة ) ..حرب مع دول الجوار على شفير الإنفجار .. إقتصاد على خافة الإنهيار ..الخ وفوق هذا وذاك معارضة تجتمع وتنفض ..تتفق وتختلف .. تتناحر وتتشاكس.. أسفار وأصفار دون أن تحقق أعمالاً تحسب لها في دفتر الإنجاز .. دون أن تستشعر حجم المأساة الكارثية التي حلت بالشعب الإرتري ..دون أن تنظر أبعد من أرنبة أنفها وموضع قدميها .. دون أن تشعر بأن كل دقيقة تمر على الدراكولا وهو يمتطي صهوة السلطة سيمتص فيها مزيداً من الدماء الطاهرة والأرواح البريئة وأموال تستحلب من ضرع الشعب الإرتري دون حساب . باختصار إنه ليل بهيم قد أرخى سدوله وأناخ بعيره على صدر الشعب الإرتري دون أن تلوح على الأفق أي بارقة أمل تبشر بالخروج من عنق الزجاجة إلى رحاب الأمل الفسيح ..ولكننا لانملك إلا أن نقول ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..وأن لكل ظالم نهاية .. ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر .* نشرت في صفحة رسالة إرتريا بصحيفة الوطن السودانية – 1 فبراير2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى