نداء من أجل التضامن… مركز سويرا لحقوق الإنسان
13-Apr-2005
سويرا
مئات الطلاب الإريتريين يفرون من معسكر الخدمة الوطنية إلى السودان
وصل إلى الحدود السودانية في الفترة من 22/3 وإلى 31/3/2005 أربعمائة وثمانية وأربعون طالباً إريتريا، بينهم تسعة عشر فتاة، تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر والخامسة والعشرين.
وقد كان يفترض بهؤلاء الطلاب أن يجلسوا لامتحان الدخول للجامعة في يونيو القادم لكنهم فضلوا الهروب على الاستمرار في الدراسة في ظل نظام تعليمي عسكري فرضته الحكومة الإريترية بإجبارها الطلاب السنة الأخيرة في مرحلة الدراسة الثانوية على تمضية عامهم الدراسي في معسكر التدريب العسكري في (ساوا) بغرب البلاد. يدير الصفوف الدراسية في المعسكر ضباط في الجيش وتطبق على الطلاب القوانين العسكرية ويخضعون لبرنامج تدريب عسكري خلال اليوم الدراسي، ويعاقب من يرتكب أي مخالفة داخل الفصل أو خارجه بالإيقاف في الشمس لساعات طويلة أو بالزحف على الرمل في أوقات النهار في منطقة معروفة بحرارتها الشديدة. ولا تتوفر في المعسكر بيئة صالحة للدراسة، فلا كهرباء إلا في أوقات قليلة ما يضطر الطلاب للاستعانة بضوء الشموع لمراجعة دروسهم، والمهاجع غير صحية حيث خصصت غرفة مساحتها 16 متراً لكل خمسة عشر طالبا. ويقوم بمهام التدريس في الصفوف الدراسية بالمعسكر طلاب خدمة وطنية وهؤلاء غير مؤهلين أكاديميا، كونهم لم يتلقوا التأهيل الضروري للعمل كمعلمين، كما إنهم غير مؤهلين نفسيا للمهمة بسبب بقائهم في الخدمة لفترة أطول من تلك التي يحددها القانون. وتنتشر في المعسكر أمراضاً عديدة مثل الملاريا والتهاب السحايا والاضطرابات النفسية والأخيرة الأكثر انتشاراً بسبب الوضع غير الطبيعي الذي يجد الطلاب أنفسهم فيه؛ حيث عليهم الجلوس للامتحان الدخول للجامعة بعيداً عن أسرهم وفي ظروف بيئية ودراسية غير ملائمة وقاسية. ويعمل مستشفى المعسكر أوقاتا محددة من اليوم كما يخدم فيه أطباء يقضون مدة خدمتهم الوطنية والجهة التي تقرر إحالة المرضى من عدمه إلى المستشفى هم المشرفون العسكريون. وقد حدثت وفيات كثيرة في المعسكر بسبب الظروف القاسية وانعدام الرعاية الصحية الضرورية والتغذية المناسبة حيث تتكون الوجبات الثلاث من خبز وشاي للإفطار، وعدس لوجبتي الغداء والعشاء، ونادراً ما تتضمن أي من الوجبات اللحوم.إن هروب هذا العدد من الطلاب والذين يشكلون ما نسبته 20% من الطلاب الذين سيجلسون للامتحان هذا العام ، يعكس الوضع المأساوي الذي يعيشه طلاب الصف النهائي في المرحلة الثانوية، والذي تعيشه العملية التعليمية في إريتريا. فبينما يتطلب الجلوس للامتحانات ،خصوصا المصيرية منها مثل امتحانات الدخول للجامعة، توفير ظروف دراسية ونفسية أفضل يجد الطلاب الإريتريون الذين يستعدون للجلوس للامتحان الدخول للجامعة أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية جعلت بعضهم يغامر بالهروب من البلاد سيراً على الأقدام مفضلاً مستقبلاً مجهولاً على حاضر قاسٍ وغدٍ أكثر قتامة تعمل لفرضه عليهم حكومة بلادهم .إننا نطلب إلى الحكومة الإريترية أن تكف عن عسكرة العملية التعليمية في البلاد وأن تسمح لطلاب الصفوف النهائية في المرحلة الثانوية بالجلوس للامتحان من مدارسهم الطبيعية وبين أسرهم. ونناشد المنظمات الدولية والأفراد المعنيين بحقوق الإنسان أن يعبروا عن تضامنهم مع الطلاب الإريتريين من خلال دعوة الحكومة الإريترية لإلغاء الجلوس للامتحانات في معسكرات التدريب. كما يأمل مركز سويرا لحقوق الإنسان أن يبدي المفوض السامي لشئون اللاجئين اهتماماً أكبر بأوضاع الطلاب الهاربين الذين يعيشون أوضاعاً سيئة ويحتاجون لدعم المفوضية هم وغيرهم من الإريتريين الذين يفرون من بلادهم بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الحكومة الإريترية.مركز سويرا لحقوق الإنسان4/4/2005