متاهات وهتافات :قراءة أرترية للإنتخابات الأثيوبية… كرار هيابو
26-May-2005
كرار
حظيت الإنتخابات الأثيوبية الأخيرة التي انتهت الأحد قبل الماضي باهتمام دولي واقليمي تمثل في المشاركة الواسعة للمراكز والمؤسسات المهتمة بقضايا الديمقراطية والتحولات نحو الإنفتاح ، وقد انتهت النتائج بفوز التحالف الحاكم فيما أحرزت فصائل المعارضة بعض التقدم الملحوظ خاصة في المدن الكبيرة .
ولاشك انه من المهم تشجيع مثل هذه الإنتخابات في ظل التحولات التي تستهدف العالم لحمل الأنظمة المختلفة على إنتهاج الديمقراطية كوسيلة للمشاركة في الحكم ، وتداول السلطة . ولاشك أيضا اننا مع هذا التوجه الذي يساعد الشعوب على تلمس قضاياها من خلال المشاركة ثم الإضطلاع بمسؤولياتها والتصدى لمتطلبات البناء والتنمية في ظل دولة المؤسسات التي تستوعب كافة قطاعات المجتمع في الحكم والادارة .وفي الحالة الأثيوبية ، فان ما وصلت اليه الأحزاب من انتهاج التنافس على السلطة عبر صناديق الاقتراع يعد ظاهرة أكثر من ايجابية ، وربما نموذج لنظام حكم في كثير من بلدان القارة السمراء ، غير ان التجربة الأثيوبية تظل غير واعدة للإنتقال الى مرحلة ما بعد التحول المنشود وذلك لأسباب عديدة من بينها غياب الأمن والسلام والإستقرار من جانب ، وغياب دعائم البنية التحتية من جانب آخر . ولا يمكن لشعب يعيش على المعونات الدولية والمساعدات الإنسانية ، والهبات الكنسية ، ان يقدم نموذجا لديمقراطية يكون من بين أركانها العدل والمساواة ، ولا أدل على ذلك أكثر من حالة الفقر المدقع لجميع شعوب اثيوبيا خارج العاصمة. وفي هذا المضمار فلا أظنني ان الإنتخابات الأثيوبية هي طوق النجاة لهذا الشعب ، حتى يسيل لها لعاب شعوب المنطقة . وعلى الرغم من ذلك فإنه من الأهمية الإشارة الى المشاركة الدولية والإقليمية والحضور الكبير والواسع للمراكز التي جاءت لمراقبة تلك الإنتخابات ، وهو حضور له إسهامات تتطلبها هذه الممارسة لتأكيد حصول النزاهة .واللافت في الأمر مشاركة بعض الهيئات الإقليمية التي أرادت تسويق نفسها من خلال هذا الحضور ، وكان عليها ، مع غيرها من الجهات والمراكز الدولية الأخرى ، العمل على حمل أثيوبيا الى انهاء حالة الحرب التي بينها وبين ارتريا من أجل استتباب الأمن الإقليمي ، واستقرار بلدانه وذلك بِحَثِهَا على تحمل مسؤوليتها في هذا الجانب الذي لا يقل أهمية عن جميع عوامل نجاح العملية الديمقراطية ، وهذا المطلب يظل مهما لعملية التحولات الديمقراطية المنشودة ، ويدفع بالذين يخلصون النوايا من بيننا في تحقيق هذه الغايات أن يجددوا عزمهم ويُؤَمِنوا على مواصلة النضال من أجل استكمال مسيرة التصدي لمتطلبات هذا التحول .وفي هذا المقام نشير الى مشاركة جامعة الدول العربية التي ربما أرادت من وراء مشاركتها نفض الغبار العالق بها نتيجة غيابها عن الساحة الشعبية العربية التي أضناها سوء الحكم ومتلازماته من غياب التنمية ، وتفشي الفساد الإداري ، وانتشار الفقر والحروب ، وظاهرة الإحتلال . وهي إذ تبدأ أول خطوات المشوار في أثيوبيا ، كنا نتمنى أن تقول كلمتها صراحة في تلكؤ أثيوبيا تجاه إعمال القرارات الدولية ، خاصة وان الجامعة معنية أكثر من غيرها بأمر منطقة القرن الأفريقي وقضاياه الأمنية والتنموية . ولكن هيهات لمن تنادي فان الذي لم يقل شيئا في (التعديات على المقدسات) و (تهديد الأقصى) وإنتهاكات (أبو غريب) و (مطالب المرأة) و (أوضاع دارفور ) وقبلها (أوضاع الأكراد) ، لن يقول شيئا في غيره من الأماكن الملتهبة حتى وإن كانت أمام بوابته مثل حركة (كفاية).والساكت عن الحق شيطان أخرس! آخر الهتاف:الحزن دولة لا يعيش فيها سوى الدموع.hiabu1_k@yahoo.com