التطورات السياسية في السودان وأثرها على المعارضة الإرترية : منقستآب أسمروم
1-Jul-2005
منقستآب
من الطبيعي ان حدوث التطورات في دول الجوار يؤثر سلباً او إيجاباً على إرتريا ، وإنطلاقاً من ذلك الفهم نجد ان البعض تيخوف من العملية السلمية الجارية في السودان , معتقداً انه يؤول لتطبيع العلاقة بين إرتريا والسودان على حساب المعارضة الإرترية , مبررين بأن المعارضة السودانية كانت تجد دعم من الحكومة الإرترية في مواجهة حكومة السودان مما يحتم عليها تقديم التعويض .
الا اننا كمعارضة إرترية ندرك تماماً ان التطور في اتجاه السلام والتحول الديمقرطي في اي من البلادان المجاورة يصب في مصلحة السعب والمعارضة الإرترية ،, وان كان من متضرر من ذلك فلا شك من انه النظام الدكتاتوري في إرتريا استناذاً على الحقائق التالية :ـ اولاً :ـ إن المعارضة السودانية تناضل من أجل تحقيق الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان والتوزيع العادل للسلطة والثروة في بلدها , وفي اعتقادنا ان مثولها على السلطة سوف لن يكون ضد تلك الأهداف التي ناضلوا من اجلها , لأن الديمقراطية لا تحتمل التجزءة في ان تكون ديمقراطياً في اطار بلدك وغير ذلك في البلدان الأخرى .فلذي تحول المعارضة السودانية للسلطة سيكون في إتجاه مطلبتها في تحقيق العدالة والمساواة وصيانة حقوق الإنسان للشعب الإرتري وإقامة حكومة ديمقراطية في بلدهم .ومما لا شك فيه ان المعارضة السودانية سوف تبزل جهداً لتطبيع العلاقات الإرترية السودانية , ونحن ليس ضد ذلك بالطبع ، ولكن لايمكن تحقيق ذلك على حساب مصالح الشعب والمعارضة الإرترية .ثانياً :ـ إن تحقيق السلام في السودان في حد ذاته ربحاً للشعب والمعارضة الإرترية , لان نظام افورقي كثيراً ما يلجأ لتضليل الشعب بالحروب الأهلية في دول الجوار ويعمل على تأجيجها ليقول للشعب انه الوحيد الذي ينعم بالسلام من جهة , ومن جهة اخرى يستغلها لزعزت الأمن والاستقرار ليفرد لنفسه مساحة لزعامة المنطقة , فإن تحقيق السلام سيقلق الابواب والنوافذ التي كان يستخدمها افورقي في التدخل للشؤون الدخلية للاخرين كما لن يترك له مبرر لتضليل الشعب الإرتري .إضافة الى ذلك سوف يفشل مخططه الذي يزعم فيه إن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق في دول افريقيا لانها لا تعني الإنتخاب أو إيجاد احزاب فقط , وإن سادة الديمقراطية في كل من السودان واليمن واثيوبيا حتماً سيكون لها انعكاساتها في إرتريا , ولايمكن ان تستمر إرتريا كجزيرة دكتاتورية في محيط ديمقراطي .ثالثاُ :ـ إن النظام الإرتري والمعارضة السودانية ليس هما اللاعبان الوحيدان في المنطقة ليرسما بمفرديهما الخارطة السياسية وان حصرها بين المعارضة السودانية والحكومة الإرترية يوضح ضيق افق النظر وعدم الإدراك السياسي الشامل .فمثلاُ نذكر أن الحكومة السودانية إتهمت الحكومة الإرترية بدعمها للمعارضة السودانية في أحداث جنوب طوكر , والحكومة الإمريكية حثت النظام الإرتري على وقف الإضطرابات التي يقوم بها ضد السودان ، كما حذرة في ذات الوقت المعارضة في شرق السودان من مقبة سعيها لتفجير الوضع في الإقليم .وهذا يبرر أن الوضع ليس محصوراً بين المعارضة السودانية والحكومة الإرترية بل هو أكثر تعقيداً حيث يشمل نطاق واسع من الدول .رابعاً :ـ المعلوم في السياسة عدم وجود زمالة دائمة بل هي مصالح دائمة ، ونحن نقول إن المعارضة السودانية تدرك جيداً مصالحها الدائمة , تكمن في علاقتها الطيبة مع الشعب الإرتري وليس مع النظام الحاكم , لان اسياس ونظامه آيل للزوال عاجلاً ام اجلاً ، الا أن الشعب الإرتري سيستمر وجوده في سنة الحياة .فلذى فأن الواجب المحتم على جميع القوة المحبة للديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان أن تسهم في سبيل تحقيق السلام والديمقراطية والعدالة والإزدهار للشعب الإرتري .