حتى لانلدغ من جحر أفورقي مرتين ..تذكروا هذه الحقائق ..! بقلم/ سيد احمد خليفة….. رئيس تحرير صحيفة الوطن
20-Dec-2005
المركز
من عبود مروراً بالصادق وصولاً إلى نميري والإنقاذ ، أخطاء قاتلة .. !
نعم لقد طرحت عام 1988م السؤال الذي أغضب الطرفين ..!صباح الخير يا العلاقات السودانية الإريترية …!
إن لاأحد من المدركين في العمل السياسي الداخلي والخارجي يقف ضد خطوات التطبيع والوفاق والتفاهم بين كافة القوى اللاعبة فوق المسرح السياسي الدولي والإقليمي والوطني …!وبالضرورة وتحت هذا الفهم البسيط لمجريات الأمور في عالم اليوم ،فإن خطوات التطبيع الجارية مع الجارة إريتريا هي عمل عظيم ومطلوب ، ولكن تحت شروط وضوابط يجب أن تحدد من الآن حتى لانفاجأ في الطريق بأننا نفاوض وفقاً لنوايا شريفة ونظيفة، بينما الطرف الثاني وهو الطرف الإريتري ممثلاً في الرئيس أفورقي يفاوض أو يريد أن يحسن العلاقات مع بلادنا أو يبنيها وفق أجندة قد يكون هدفها النهائي هو الاضرار بهذه العلاقات بشكل أكبر وأخطر وأعمق ..؟إننا باديء ذي بدء لانظن أن الحكومة السودانية وهي تخطو نحو التطبيع أو تحسين العلاقات مع أفورقي – وأقول أفورقي – لان الرجل هو النظام… والنظام هو الرجل وأن إي حديث عن قيادات .. أو حزب أومؤسسات في إريتريا هو تغييب للحقائق الماثلة في ذلك البلد أو جهل بها وفي الحالتين ( مصيبة ) .. !إن الخلفية التاريخية لتناول قضية عميقة الجذور كقضية العلاقات السودانية أمر مهم .. ذلك لان الحديث عن التاريخ يجب إن يبنى على القديم الذي هو بدوره مع الحديث يبنيان ويكونان الحاضر والمستقبل ..! وهذه إشارات موجزة جداً لحالتين تتصلان بالواقع الإريتري الإريتري أولاً .. وبالواقع السوداني الإريتري ثانياً .. !إن الهدف من هذه الخلفية هو المساعدة في بناء واقع جديد في العلاقات السودانية التي تحولت وعكس ما توقع الناس عقب إستقلال إريتريا إلى وبال على البلدين السودان وإريتريا ، حيث دفع الشعبان هنا وهناك ثمن هذا التدهور الذي تجاوز العقد من الزمان ..!ولنبدأ ولمصلحة كل اللاعبين على الساحتين الإريترية والسودانية الآن بحديث موجز عن الواقع الذي وصل بأفورقي إلى السلطة في هذا البلد الصغير مساحة وسكاناً .. والمهم إسترتيجياً وموقعاً ..؟الحكاية من أولها .. ؟في نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي – القرن العشرين – دبت الخلافات داخل صفوف جبهة التحرير الأريترية التي كان عودها السياسي والعسكري قد إشتد في الداخل والخارج لصالح قضية تحرير إريتريا من الإستعمار الأثيوبي وفق إرادة شعبية إريترية عارمة – وأن نقصتها بعض عوامل ومكونات الوحدة الداخلية بسبب وجود قطاع مسيحي كان جزء منه فعالاً ومؤثراً متعاطفاً مع السياسة الإمبراطورية الأثيوبية المسيحية الجذور والغربية الدعم والمساندة والإفريقية الرضا والمباركة والدعم الإقليمي المطلق ..!إنه وفي اتون ذلك الخلاف الإريتري الذي كان إنعكاساً للواقع الداخلي البحت ، ولواقع الأوضاع والتيارات والأفكار داخل جبهة تحرير إريتريا نفسها بعد دخول – جرثومة الخلاف الأيديولوجي الدولي والعربي إلى قلب الثورة الإريترية وهي تحديداً – الشيوعية .. البعثية – النزعة القومية الناصرية .. وعلى نحو أخف التيار الإسلامي الذي كان الأضعف وجوداً واثراً آنذاك داخل قبة الصراع الإريتري الإريتري الوليد .. !نقول في إطار وزمان ومكان ذلك الخلاف ظهر تيار اسياس أفورقي الرئيس الحالي والذي إنقسم تنظيماً عقب مؤتمر مفصلي ( كان لو لم تخني الذاكرة ) يسمى مؤتمر – شمال بحري –أو مؤتمر –ادوبحا – حيث تبلورت الإنقسامات وظهرت إريتريا من خلال عدة تيارات وكيانات أبرزها بالطبع جبهة التحرير الإريترية – الأم والأساس – ثم قوات التحرير الشعبية بقيادة البطل الإريتري التاريخي عثمان صالح سبي الذي كان لايرى لعروبة وإسلام وإنتماء إريتريا العربي والإفريقي والوطني بديلاً .. !ثم ووسط هذين التيارين الوطنيين برز فوق المرتفعات الإريترية ذات الواقع السكاني المسيحي الغالب برز تيار صغير يقوده منتم صغير للثورة الإريترية هو اسياس أفورقي الرئيس الحالي الذي كان قد غادر مؤتمر الخلافات المذكور وهو منشق أساسي –حيث رابط مع تسعة من جنوده فوق منطقة المرتفعات الإريترية قرب اسمرا العاصمة وداخل جبالها ..!بعد فترة ليست طويلة من ذلك الواقع الجديد جرت إتصالات وتفاهمات بين تياري عثمان سبي وتيار أفورقي .. فمن جانبه كان سبي يبحث عن تمثيل مسيحي ولو بحجم صغير داخل تنظيمه .. بينما كان أفورقي كما يبدو يسعى للدخول وسط عمق إسلامي وطني عربي التوجه لكي ينمي قدراته السياسية ويحصل على الدعم الذي ماكان يأتي لكل الفصائل والقوى الإريترية النشطة إلا من العالم العربي …!ذلك لان الغرب كله كان يقف ضد إي حديث عن إستقلال إريتريا وسلخها من الإمبراطورية الأثيوبية المسيحية رغم وجود قرار دولي ينص على حق إريتريا في تقرير مصيرها ونيلها الإستقلال كغيرها من المستعمرات الإيطالية عقب الحرب العالمية الثانية التي إنتهت بهزيمة إيطاليا ودول المحور النازي المعروف ..!وحدة النقيضين ..؟ولقد سارت أمور الوحدة بين التنظيمين الإريتريين – تنظيم سبي .. وتنظيم أفورقي – على نحو جيد ولعدة سنوات ، حيث إشتد عود التنظيم داخلياً .. وتوسعت علاقاته خارجياً على يد المرحوم سبي الذي كانت له علاقات عربية وإسلامية وفلسطينية وعراقية وسورية عميقة ومثمرة جداً ، حيث التحقت بها فيما بعد علاقات سعودية وخليجية وبالضرورة سودانية ذات تأثير كبير وخطير على مجريات الواقع والتاريخ الإريتري الذي أتت رياحه فيما بعد بما لاتشتهي وتريد السفن الإريترية الوطنية بمخلتف تياراتها وأفكارها ومدارسها .. إلا مدرسة أفورقي فقد كان لها هدف إستراتيجي آخر ..!نحو عام 1975م أو قبله بقليل دب خلاف مفتعل بين – سبي وأفورقي –حيث كان الأول هو رئيس بعثة التنظيم الخارجية – وكان الثاني هو رئيس المجلس العسكري في الداخل والقائد الميداني الموثوق به ..؟كان الإتفتاح العربي على الثورة الإريترية قد أثمر دعماً كبيراً للثورة الإريترية وهو أمر أدى إلى إشتداد عودها العسكري في الداخل الأمر الذي أغرى أفورقي بإفتعال خلافات مع قيادته السياسية في الخارج ، حيث وقع الطلاق بين الطرفين ونشأ تنظيم – الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا – بقيادة أفورقي الذي كان قد إستولى ووفق عمل إنقلابي عسكري كبير ومباغت بقيادته الممثلة في المرحوم عثمان صالح سبي ، بينما إستمر بعد ذلك التنظيم الأخر وهو الذي حمل فيما بعد إسم – التنظيم الموحد – بعد أن إنضمت إليه جماعت .. وشخصيات .. وكيانات إريترية من هنا وهناك ..!إن تلك الإنقسامات الجديدة كان من الواضح ان هدفها البعيد هو مواصلة إضعاف وتمزيق الكيان الإريتري الكبير والمؤسس للثورة وهو – جبهة التحرير الإريترية الأم .. ثم قطع الطريق أمام التنظيم الجديد الأخر وهو – قوات التحرير الشعبية – ثم إقامة تنظيم جديد عسكري وسياسي لايحمل جرثومة الإنتماء العربي والإسلامي والإفريقي المطلق ولاينادي علناً – بعروبة البحر الأحمر ..!هنا لابد من لفت الإنتباه إلى أن إسرائيل التي كانت أول محطة يزورها الرئيس الإريتري الحالي أفورقي بعد الإستقلال هي اللاعب الأساسي فوق الساحتين الأثيوبية والإريترية اذ لم تكن تعارض وتقاتل ضد إستقلال إريتريا وحسب – بل كانت تدعم أثيوبيا وبلا حدود ..!طبعاً التوافق الغربي الإسرائيلي في الوقوف الصارم ضد إستقلال إريتريا واضح جداً .. ولكن الذي لم يكن واضحاً للكثيرين هو ان إسرائيل والغرب كانا يعدان لاريتريا المستقلة ولا محالة قيادة تسقط وتقاوم وترفض كافة شعارات العروبة المطلقة .. أو حتى تلك العلاقات المميزة بين إريتريا والوطن العربي أو حتى المحيط الإفريقي في جوانبه التي تحررت يوماً من الوجود والهيمنة الإسرائيلية عقب حرب يونيو 1967م ، حيث قطعت معظم الدول الإفريقي علاقاتها مع أسرائيل تضامناً مع عبد الناصر والعالم العربي وإحتجاجاً على العدوان الإسرائيلي ..!مابعد الواقع الإريتري ..؟هذا ما كان من أمر الواقع الإريتري الذي سبق الإستقلال الذي حدث عملياً عام 1991م وأعلن فعلياً عام 1993م بعد أن هيأ الغرب الأمريكي والبريطاني والواقع الداخلي قيادتين جديدتين لكل من أثيوبيا وإريتريا ، حيث وصل إلى السلطة في أثيوبيا تنظيم صغير يمثل أصغر القوميات الأثيوبية وهو تنظيم جبهة التيجراي الذي خلق فيما بعد كياناً أكبر هو (جبهةواني ) التي دخلت فيها تحالفات هامشية صغيرة ككيانات .. أثيوبية كبيرة لم تجد بداً من الإرتباط مع جبهة التيجراي ضد نظام منقستو ..!وفي إريتريا ووفقاً لذلك الواقع المصنوع غربياً والمستفيد من الواقع الداخلي الذي كان قد جعل من الإستقلال خياراً لابديل له وصلت السلطة الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بقيادة أفورقي والذين معه من الذين ألغوا ذواتهم وأفكارهم وإنتماءاتهم القديمة وسلموا كل هذا وذاك لقياداة أحادية التفكير ولكنها لم تكن غامضة الفكرة والهدف ابداً..!سودانياً كانت خلفية العلاقات الإريترية تقوم على التأييد والدعم المطلقين للثورة الإريترية ، وهو تأييد وأن بدأ سياسياً عاطفي ومتقلب منذ عهد عبود 1958-1964م إلا أنه كان داعماً قوياً وإستراتيجياً بالنسبة للثورة الإريترية التي ما كان لها أن تتنفس وتتواصل وثباتها لولا تأييد السودان لها مهما كان حجم هذا التأييد وذاك الدعم ..!* في عهد عبود وبعده حدثت أخطاء وممارسات كبيرة ضد الثورة الإريترية ..وكان الهدف والباعث هو البحث عن حياد أثيوبي في قضية جنوب السودان التي إشتد عود تمردها في العهد المايوي وهو أمر أدي إلى إنبطاح مايوي كامل لأثيويبا ونظامها ، حيث قاد الدكتور منصور خالد كوزير للخارجية وكأحد مفكري ومنظري نظام مايو مع الراحل العزيز جعفر بخيت الذي لم يظهر مثل الدكتور منصور خالد أي نوع من الرفض أو العداء لإستقلال إريتريا ..!* كان الحدث الأكبر عقب ثورة أكتوبر 1964م هو مصادرة السلاح الإريتري في ضاحية بري والذي كان لصراعات حزبية بين الإتحاديين المتعاطفين مع الثورة الإريترية وحزب الأمة المتعاطف مع الإمبراطور هيلا سلاسي وخطه الرافض بقوة لإستقلال إريتريا ..!ما بعد إتفاقية الجنوب ..؟* وسط أهازيج ومباهج إتفاقية الجنوب الأولى 1972م وبعدها لوحقت القيادات الإريترية في السودان، بل وتردد حديث عن تسليم بعضها لأثيوبيا ، حيث جرت اعدامات على الحدود عند التسليم المجرم ذاك ..!* خمد إلى حد بعيد التأييد الأثيوبي للتمرد في الجنوب بعد أن رفضت بعض الكيانات الإنفصالية الجنوبية إتفاقية – نميري جوزيف لاقو – ولكن القدم الجنوبية الإنفصالية لم تنقطع عن أثيوبيا رغم همة ونشاط وحرص الحكومة السودانية على تصفية الوجود الإريتري القيادي في السودان ، بل وملاحقته ومعاقبته بالسجون أو الطرد أوالتسليم ..!* عام 1983م ومع إنهيار سلام الجنوب وبروز حركة تمرد جديدة بقيادة المرحوم قرنق ومع وصول إنقلابي عسكري إشتراكي للسلطة في أثيوبيا خلفاً للإمبراطور هيلا سلاسي تغير الواقع السوداني الإريتري وذهب النظام المايوي يبحث من جديد عن وجود إريتري في السودان يقابل الوجود الجنوبي في أثيوبيا ..!* عقب الإنتفاضة السودانية عام 1985م بدأت العلاقات الإريترية السودانية تستعيد وهجها وعافيتها ، إلا ان سوء العلاقات بين جبهة أفورقي وحزب الأمة الحاكم آنذاك أدى إلى حدوث تقارب غريب- ان لم نقل مريب – بين الجبهتين الإسلامية السودانية بقيادة الدكتور حسن الترابي والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بقيادة أفورقي ..!يومها تساءلت مع غيري من المراقبين المندهشين من قيام تحالف بين جبهتين إحداهما –إسلامية –والأخرى – مسيحية ماركسية وبصورة معلنة.. وقلت عبارة أغضبت الجبهتين وهي .. (( ما هذا التحالف الغريب المريب .. هل أسلم أفورقي أم كفر الترابي )) .* عام 1989م وفي ظل الود بين الجبهتين السودانية التي كانت قد إستولت على السلطة في إنقلاب الإنقاذ -30يونيو 1989م- إزداد التحالف بين الجبهتين قوة ومتانة حتى بلغ الأمر حد – التوافق – وليس الإتفاق – بين المخطط الأمريكي الغربي الذي قاد إلى إستقلال إريتريا على نحو ما يريد هذا الغرب وما تريد إسرائيل بالطبع ، فكان الدعم السوداني الإنقاذي الإسلامي كبيراً وقوياً وحاسماً في أمرين ، هما تمتين قبضة النظامين الأثيوبي والإريتري بقيادة زناوي وأفورقي في البلدين ، حيث قدم نظام الإنقاذ – وتحت بصر وسمع موافقة الدول الغربية وبالضرورة إسرائيل – دعماً لو جستياً عسكرياً وإقتصادياً وفنياً وأمنياً وإدارياً كاسحاً للنظامين الجديدين في إريتريا – أفورقي المسيحي الإشتراكي – وفي أثيوبيا زناوي الإشتراكي المسيحي الأكثر عقلانية وفهماً للأمور والأميل للخط الليبرالي الوفاقي في الداخل والخارج ..!* نحو عام 1994م ومع بداية مظاهر – الطلاق – الحتمي بين نظامي – الإنقاذ في السودان – ونظام أفورقي في إريتريا سألني السفير السوداني في أسمرا الصديق الكبير جعفر حسن صالح عن مستقبل علاقاتنا مع إريترية أفورقي .. فقلت له سقفها المتوقع هو الحرب الطاحنة بين البلدين والنظامين والسبب واضح وهو التناقض الكامن في جوف هذه العلاقات بين جبهة ماركسية مسيحية إريترية يقودها دكتاتور مطلق هو أفورقي وبين نظام إسلامي عقائدي يقوده زعيم حالم أو واهم الدكتور حسن الترابي الذي بلغ به الهوس السلطوي والحلم الايديولوجي حد التفكير في قيادة – قطب إسلامي عالمي بديل للقطب السوفيتي الذي كان قد تصدع وأخذ ينهار عندما نجح الترابي في الإستيلاء وبسهولة على السلطة في السودان الأمر الذي أغراه بإمكانية أن يكون بديلاً قيادياً للمعسكر الإشتراكي في مواجهة المعسكر الغربي الأمريكي ..!ويا له من وهم كبير وخطير كلف بلادنا سنوات من التصحيح .. والترميم والعمل المكلف والمضني والمتواصل حتى يومنا هذا دون أن يحرز نتائج حاسمة في أوضاع السودان الداخلية المضطربة جداً الآن بكل أسف ..!مابعد التوتر .. والخصوماتلا اود أن أقول وبعد أكثر من عشر سنوات من التدهور والتوتر في العلاقات السودانية الإريترية إن ما توقعته قد حدث بين البلدين ، حيث بلغ إرتكاب أكبر حماقة في تاريخ الدبلوماسية والعلاقات بين الدول عندما إستولى أفورقي على السفارة السودانية في بلاده وسلمها للتجمع السوداني المعارض ،ولكنه الواقع الذي أضيف إليه موضوع التجمع الوطني الديمقراطي ذاته وإعتقاده ولو لفترة أن أفورقي سيكون نصيراً وحليفاً لقوى تعمل ربما تقول وتزعم لإستعادة الحرية والديمقراطية في السودان ..! وهل فاقد الشىء يعطيه ..؟!* الآن وقد تبلورت الأمور .. وعاد التجمع من اسمرا وفقد أفورقي عملياً أهم أوراق ضغطه على السودان .. ماذا حدث باختصار ..؟! * لقد برز وعلى الفور تيار يدعو إلى تحسين العلاقات بين البلدين السودان وإريتريا ..؟* الطرف الأول في الدعوة وهو التجمع يريد أن يسدد فاتورة الدعم والتأييد الإريتري له طوال الصراع مع الإنقاذ ..!* الطرف الإريتري يريد أن يقول بأن حلفاءه – في التجمع الوطني السوداني المعارض – وصلوا إلى السلطة بدعم منه وهذا يفتح الطريق أمام علاقات مع الإنقاذ الجديدة بضمان التجمع العائد والمتصالح ..!*نظام الإنقاذ يريد أن يحصل على حياد إريتري .. في دارفور .. وعلى دعم إريتري للسلام في الجنوب ولوحدة السودان ..؟ان كل هذه مطالب وتمنيات عادلة وعاقلة .. ! ولكن حتى لايتكرر الخطأ التاريخي أو يمكن تسميته – بالعار التاريخي السوداني في إريتريا – لايجب أن نكون المعارضة الإريترية الموجودة بيننا وبقوة ونشاط وبزعاماتها التاريخية وكوادرها البشرية النشطة هي التي ستدفع ثمن هذه التحسن ..؟* ان النظام الإريتري وكذا التجمع يقولان أن أفورقي ونظامه لعبا دوراً أو قدما دعما للوفاق .. والصلح والتفاهم السوداني السوداني ..! أذن لماذا لانفعل نحن الأمر نفسه ومن خلال – التجمع – شريك الإنقاذ في بعض السلطة – وصديق أفورقي في كل حقب المعارضة التي قادت التجمع إلى – فتات السلطة ..!وتحديداً لماذا لاتفكر الإنقاذ ومعها التجمع في إحداث الأمر نفسه في إريتريا .. ونعني خط المصالحة والوفاق بين القوى الإريترية الحاكمة والمعارضة ، بل وبين الشعب الإريتري الذي نزح نصفه للخارج بعد الإستقلال وبين النظام الإريتري الذي حول الداخل إلى سجن كبير أيضاً وهو واقع يعتبر الواقع السوداني الإنقاذي بالنسبة له مودة ورحمة ونعيماً يعيشه أهل السودان ..! مرة أخرى لاترتكبوا الخطأ الاستراتيجي والعار التاريخي وتطاردوا أو تطردوا المعارضة الإريترية من البلاد أو تفكروا في ارتكاب الجريمة الأكبر والأخطر بتسليم هذا أو ذاك من القياديين المعارضين الإريتريين لمقصلة رجل والغ في العنف والدم ..!احسبوا الأمر بصورة صحيحة .. فلكم مع أوفورقي أن سرتم على طريق الحرية والديمقراطية جولات قادمة كبيرة وخطيرة .. لان إسرائيل هناك عي اللاعب الأساسي فوق ساحة البحر الأحمر وفي جنوب السودان ..؟تذكروا هذا الحديث .. فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..؟