غياب إرتريا عن قمة الخرطوم :فرصة جديدة ضائعة
23-Jan-2006
المركز
تلحليل سياسي
شكل غياب الرئيس الإرتري في القمة الرابعة للإتحاد الأفريقي واحدة من الأسئلة التي لاتزال تتردد بين جنبات قاعة المؤتمر ،
، ولعل الكثيرين كانوا يتوقعون حضوره في ظل الزيارات التي تبادلها المسئولون في الدولتين في الفترة الأخيرة والتي بدات بزيارةوفد إرتري يحمل مبادرة تطبيع بين البلدين حيث زار السودان كل السيد عبدالله جابر مسئول الشئون التنظيمية ومسئول ملف المعارضة السودانية ومعه السيد محمد عمر محمود مسئول ملف الشرق الأوسط بالخارجية الإرترية ثم اعقيته زيارة للسيد يماني قبرآب وهو من الشخصيات النافذة جداً داخل حكومة افورقي ، واعتبرت زيارته محاولة جادة من الحكومة الإرترية لطى صفحة الخلاف مع السودان ، هذه الزيارات بادلها السودان بزيارات مماثلة وعلى أعلى مستويات الدولة ، حيث زار إرتريا كل من وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول وكذلك نائب الرئيس السوداني الفريق سلفاكير ميارديت ، ومستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين العتباني الذي حمل معه دعوة الرئيس السوداني لنظيره الإرتري للمشاركة في قمة الإتحاد الإفريقي بالخرطوم وقد ارسل السيد العتباني حينها إشارات إيجابية تدل على إستعداد أفورقي للحضور للمشاركة في القمة ، خاصة ان أفورقي قد صرح لوسائل الإعلام أن لاشئ يمنعه من زيارة السودان غير إرتباطات نهاية العام حيث يكون من الصعوبة تجاوز الجدول الموضوع ، وهو مافهم منه أنه على إستعداد للحضور للسودان خاصة وان المشاركة في القمة ستكون مناسبة طيبة لذلك .على ضوء ذلك كانت هنالك مساحة للتفائل بحضور اسياس افورقي ، ولكن دخلت متغيرات جديدة في الساحة هى التوتر الذي شاب العلاقة السودانية التشادية ، وحملت تشاد على إثر ذلك لواء معارضة إنعقاد القمة في السودان ومعارضة ان تؤول رئاسة الإتحاد الإفريقي الى البشير ، وقد صاحب ذلك حملة دعائية منظمة من قبل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان ، وكانت ختام ذلك التصريحات الأمريكية بمعارضة ان تؤول رئاسة الإتحاد الإفريقي الى السودان .في ظل تلك المستجدات وكما يقال فإن الطبع يغلب على التطبع عاود العداء المستحكم في نفس الرئيس اسياس للسودان وبذلك رأى أنه الوقت المناسب لتصفية الحسابات القديمة وبالتالي راى أن يحمل اللواء مع تشاد في محاولة افشال القمة في الخرطوم وعلى اقل التقديرات عدم حصول السودان على نصر دبلوماسي يتمثل في رئاسة الإتحاد الإفريقي وهي النبرة التي صبغت كل مفردات اللغة في الإعلام الإرتري في الفترة الأخيرة .الحكومة السودانية من جانبها لم تعول كثيراً على حضور افورقي للقمة فقد جاء في تصريح لوزير شئون الرئاسة السوداني الفريق بكري حسن صالح جاء فيه أن أسياس افورقي لايحب حضور القمم الأفريقية فقد غادر ابوجا قبل القمة الأخيرة في نيجيريا بيوم واحد من القمة وبالتالي لايتوقع حضوره .لم تكن مشاكل إرتريا مع قمة الخرطوم تتوقف على ملفاتها العالقة مع الحكومة السودانية ، ولكن لها جملة من المشكلات مع الإتحاد الإفريقي الذي تعتبره منحاز الى إثيوبيا في صراعها معها ، وبالتالي فإنها تتخذ مواقف مسبقة من الإتحاد الإفريقي وفعالياته وهى مجمدة لنشاطاتها بصورة غالبة ، أيضاً فإن إرتريا لم تسدد ما عليها من إلتزامات مالية للإتحاد الأفريقي وهى ضمن (15) دولة افريقية لايحق له التصويت ، كل تلك اسباب كافية لعدم حضور اسياس الى القمة . لكن في كل الإحوال فإن غياب رئيس إرتريا كان سيكون مبرراً مثله مثل قادة أخريين غابوا عن القمة ، ولكن غياب دولة إرتريا وتمثيلها بشخص واحد هو موظف في الخارجية يقف على ملف اسيا وهو ( عندآب قرمسقل ) يعبر عن ضعف التعاطي الإرتري مع الأحداث والفرص المتاحة حيث تعتبر هذه القمة فرصة سانحة لخلق علاقات مع عدد كبير من الدول الإفريقية والمنظمات الدولية ، وكذلك فرصة لتشرح إرتريا وجهة نظرها حول الصراع مع أثيوبيا وقرارت لجان الترسيم المتوقفة . هذه الفرص الضائعة اهتبلتها بالتأكيد اثيوبيا التي جاءت على راس وفد مثله رئيس الوزراء الإثيوبي والذي يحتوى برنامجه وفق ماهو معلن إضافة الى حضور القمة محاضرات عامة ومؤتمرا صحفية وقد تم حجز القاعات مبكراً لهذه الإنشطة .ايضاً المعارضة الإرترية أستفادت من الفرصة ولم تكن غائبة حيث وزعت مذكرة تفصيلية تأمل فيها نجاح القمة بما يحقق طموحات الشوب الأفريقية التواقة الى الحرية والعدالة والمساواة ، كما أوضحت المذكرة الوضع الإستثنائي الذي تمر به ارتريا في ظل نظام ديكتاتوري لم يشهد العالم له مثيل حيث لم تجرى في إرتريا أى إنتخابات عامة ويوجد في إرتريا معتقلين منذ الإستقلال دون محاكمات ، كما لاتوجد في إرتريا مؤسسات تشريعية او تنفيذية أو قضائية حيث لم تستطع إرتريا حتى الآن من تسمية وزير خارجية لها رغم مرور أكثر من ثلاثة اشهر على وفاة وزير خارجيتها ، ودعت المذكرة التي وصلت الى أكثر من ثلاثين رئيس دولة ورئيس وفد الجميع لمناصرة قضية الشعب الإرتري وحقه في المطالبة بالديمقراطية والعدالة وإحترام حقوق الإنسان في إرتريا .إذاً هاهي فرصة جديدة تضيع على اسياس أفورقي مثل فرص كثيرة من قبل ولكن الى متى يستمر هدر الفرص ؟