العلاقات السودانية الإرترية تعود إلى مربع التوتر
11-Feb-2006
المركز
الخرطوم : أسمرا : وكالات
وصفت الحكومة الإرترية المحادثات المرتقبة حول شرق السودان ب( عديمة الجدوى ) و ( العقيمة ) ، وقالت الخارجية الإرترية في بيان صحفي مقتضب أصدرته الخميس رداً على ما أثير حول مشاركة إرتريا في محادثات الشرق( أن الحكومة الإرترية لم تطلب في الأساس المشاركة في متاهات هذه المفاوضات غير المفيدة والتي لا معنى لها )كما أنها لن تطلب المشاركة في هذه المحادثات مستقبلاً .
وكان مسئولون سودانيون قد رفضوا مشاركة إرتريا في مفاوضاتها مع جبهة الشرق بإعتبارها غير مؤهلة لهذا الدور إلى حين تحسن العلاقات بين البلدين فيما تأجلت المفاوضات التي كان من المتوقع أن تجرى في السابع من فبراير بسبب خلافات ليبية إرترية وطلب إرتري لدور معلوم لها في المفاوضات .يذكر أن تقرير أعده أربعة خبراء بتكليف من مجلس الأمن الدولي استناداً لقراره رقم 1590 لعام 2005م الخاص بحظر السلاح للمجموعات غير الحكومية ،وجه إتهاماً صريحاً للحكومة الإريترية بعد متمردي دارفور بالسلاح والتسهيلات اللوجستية والتدريب العسكري خاصة وأن عناصر حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة في معسكرات لا تزال موجودة داخل اريتريا على الحدود السودانية الاريترية. وقال التقرير إن اريتريا تستضيف المكتبين الرئيسيين لحركتي تحرير السودان والعدل والمساواة وتحاول باستمرار الهيمنة على محادثات السلام السودانية التي جرت في إنجمينا والتي استضافتها ابوجا واستناداً إلى مصادر مستقلة والحكومة السودانية فإن الحكومة الأريترية وفرت معسكرات تدريب لحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان على حدود البلدين في مدينة همشكوريب واشرف على عمليات التدريب والدعم ضابط في الجيش الأريتري برتبة عميد اسمه تكلي منقوس .إلا أن إرتريا نفت هذه الإتهامات وقال وزير الإعلام الإرتري على عبده في مكالمة هاتفية مع رويترز “أنا لا أنفي هذه الاتهامات فحسب بل أيضا أشكك في مدى نزاهة الامم المتحدة وقيادتها.”ومضى يقول “لابد أن تركز مختلف الاطراف على التوصل الى حل سياسي شامل يتضمن كل الاطراف ويركز على مصالح الشعب السوداني.”وتتهم الخرطوم أسمرة بتقديم الدعم العسكري للمتمردين في شرق السودان حيث أن تمردا على نطاق محدود بدأ يتشكل فيما يبدو. ولدى المتمردين هناك شكاوى مماثلة لما تردده الجماعتان في دارفور مثل تهميش الحكومة المركزية لهم.وتنفي اريتريا المتاخمة للمنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شرق السودان تقديم أي مساعدات عسكرية ولكنها تقر بتقديم الدعم السياسي والاداري.من جهة أخرى استؤنفت يوم الثلاثاء الرحلات الجوية المباشرة ين الخرطوم وأسمرا بعد أن توقفت في أوائل العام الماضي مع انهيار شركة طيران اقليمية. ولكن شركات السياحة في أسمرة تعرض رحلات جوية مرتين أسبوعيا على الخطوط الجوية اليمنية.وقال ابراهيم مطر القائم بالاعمال السوداني في اريتريا “انها بادرة أو اشارة من الخرطوم على أننا مستعدون لتطبيع علاقاتنا (مع اريتريا.”ولكن اريتريا ما زالت متشككة في النوايا السودانية.وأضاف وزير الاعلام “ليست القضية الاساسية هي استئناف أو عدم استئناف الرحلات بل الارادة السياسية الحقيقية لتحقيق سلام دائم واستقرار بالمنطقة.”وكانت الخارجية السودانية قد طلبت من وفد يقوده المستشار السياسي لأفورقي عبدالله جابر إرجاء زيارة كان يعتزم القيام بها الأسبوع الماضي بسبب إزدحام الوفود الزائرة إلى العاصمة السودانية الخرطوم .