نظام هقدف … إلى أين يتجه الآن ؟
20-Feb-2006
التحالف
لم تشهد سياسات نظام أسياس المتسلط أي تحسن منذ استيلائه على السلطة في إرتريا ، بل ازدادت سوءا . فعلى الصعيد الاقتصادي انتهج سياسات مدمرة تعاني من آثارها كل أسرة إرترية ، ولا تحتاج منا إلى إبراز مساوئها . وبالمثل على الصعيد السياسي مارس النظام سياسة إقصاء الآخر واحتكار السلطة من قبل حفنة قليلة منبوذه ، وافتعال الحروب مع دول الجوار ، هذه حقيقة يدركها الشعب الإرتري وشعوب المنطقة أيضا لأنها اكتوت من إفرازاتها السالبة .
كان الإرتريون يستاءلون ومعهم العالم وهم يتابعون ممارسات النظام الدكتاتوري في إرتريا .. لماذا يتصرف هكذا ؟ وإلى متى تستمر أفعاله هذه ؟ وإلي أين يتجه النظام ؟ ….. ألخ . ولكن باتت اليوم الإجابات على تلك التساؤلات واضحة . فلا يمكن أن يكون لنظام اعتلى سدة الحكم دون إرادة شعبية هم سوى التفكير في كيفية الحفاظ على سلطته ومصالح الحفنة التي تدور في فلكه ، وعلى حساب هوية وأماني وإرادة كافة الشعب الإرتري . وإذا كان قد انصب اهتمام نظام أسياس في الماضي على افتعال الأزمات في الداخل وإشعال الحروب مع دول الجوار واحدة بعد أخرى ، فإن اهتمامه اليوم منصب بالإضافة إلى ذلك ، على التدخل المباشر في شئون المؤسسات الدينية وممارسة العزل والتعيين فيها . صحيح أن استهداف المؤسسات الدينية ليس جديدا على هذا النظام ، غير أن ذلك صار اليوم أكثر سفورا واستهدافا، وبصورة تنتقص من المعتقدات الدينية التي يكن لها الشعب الإرتري كل تبجيل وتقديس . وبصورة أعم فالنظام بهذا السلوك الأهوج واللامسئول يحاول هدم المعتقدات والعادات والتقاليد الإرترية وتغيير صورتها الحقيقية إلى مسخ مبتور الجذور . وفي الوقت الراهن يمارس النظام ضغوطات كبيرة على المؤسسات الدينية ورجال الدين ، وهذه حقيقة وثقتها منظمات دولية تعني بشئون الحريات الدينية ، حيث اعتبرت هذه الجهات إرتريا من بين ثلاثة دول في العالم تنتهك الحريات الدينية . والحقيقة أننا ندرك طبيعة ما يجري ضد شعبنا وحرماته الدينية أكثر من غيرنا ، وما جاء في تقارير هذه المنظمات هو أقل مما يرتكبه هذا النظام في الواقع من انتهاكات في هذا المضمار إن لم يكن من حيث المضمون فمن حيث الحجم . وفي إطار ما تقتضيه مسئولياتنا الوطنية في كشف وتعرية الانتهاكات والممارسات القمعية التي يقوم بها النظام في حق الشعب الإرتري ومعتقداته الدينية وموروثاته الثقافية ، نشير إلى ما يقوم بها النظام في الوقت الراهن ضد الكنيسة الأرثوذكسية . وسبق أن أشرنا في كتاباتنا إلى ما قام به النظام من إغلاق المتاجر الخاصة وتحويلها إلى متاجر تابعة للنظام تحت اسم ” متاجر الأمانة ” في إطار احتكار النشاط التجاري . وذات عقلية الاحتكار انتقلت إلى المؤسسات الدينية ، فصار يقوم النظام بعزل رجال الدين الذين لا يقرون نهجه السياسي مثل نيافة الأنبأ أنطونيوس الثالث بآخرين موالين له غير ملمين بأمور الدين كالقس ” يوفتاهي ديمطروس ” الذي نصب على رأس الكنيسة الأرثوذكسية الإرترية بعد تنحية الأول .وحسب وسائل الإعلام فإن القس ” يوفتاهي ” الموالي للنظام طلب من الأنبا أنطونيوس استخدام تعبير ” النصر للجماهير ” ، بدل الأدعية الدينية المعتادة في المناسبات الدينية ، غير أن الأنبا رفض ذلك ، وطلب من القس ” يوفتاهي ” القيام بمناظرة دينية لتوضيح الأمر وبيان الأصل الديني فيها ، غير أن القس ” يوفتاهي ” رفض المناظرة ومواجهة الأنبا حول هذه المسألة . واليوم ونتيجة لذلك نجد الإرتريين من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية منقسمين على أنفسهم أين يوجد الإرتريون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية حول العالم ، بعضهم يستنكر تدخل النظام السافر في شئون الكنيسة وإدارتها ، بينما قلة ممن تربطهم المصالح بالنظام يؤيدون تدخله . ونحن إذ ندين ونستنكر تدخل النظام السافر في شئون المؤسسات الدينية وانتهاك حرياتها وحرماتها ، نطالب أمثال القس ” يوفتاهي ديمطروس ” وأتباعه التخلي عن موالاة النظام لقاء بعض المصالح الشخصية الآنية وعلى حساب معتقداتهم الدينية . كما ندعو الشعب الإرتري عامة وأتباع الكنسية الأرثوذكسية على وجه الخصوص الحفاظ على وحدتهم ووضع حد لما يجري في هذه المؤسسة الدينية . ويجب ألا ينسوا للحظة أن النظام يتبني سياسة ” فرق تسد ” بغية استمراره في سدة الحكم ودون النظر لما تشكله هذه السياسة من خطر على وحدة واستقرار الشعب الإرتري بجميع طوائفه الدينية ومكوناته الاجتماعية . وأن نفس الممارسات اللامسئولة التي يقوم بها اليوم ضد الكنيسة الأرثوذكسية طالت في السابق معتقدات أخرى . إذا فرجال الدين من جميع الطوائف الإرترية مطالبون اليوم قبل الغد بالتصدي لهذه التجاوزات والانتهاكات التي تمس صميم معتقدات الشعب الإرتري وتسيئ إلى مكانتها وقدسيتها ، وليس ببعيد عنهم ما جري لنيافة الأنبا أنطونيوس ، وعليهم أن يختاروا بين سيادة القيم والمفاهيم الدينية التي تدعو إليها المعتقدات الدينية ، وبين ما يسعى إلي ترسيخه نظام حزب الجبهة الشعبية ” للديمقراطية والعدالة ” من قيم ومثل لا تمت بصلة لأديان ومعتقدات الإرتريين في الماضى والحاضر والمستقبل . وأمام هذا الاستهداف والهجمة الشرسة من النظام لم يبق أمام رجال الدين إلا دعوة أتباعهم للدفاع عن معتقداتهم والحفاظ على استقلاليتها . وخلاصة القول أن هذا النظام الذي ينتهك حرمة الأديان وحرياتها لا ينتظر منه صيانة الحقوق الأخرى . من ثم نهيب بكل الغيورين من أبناء هذا الوطن العزيز التصدي لهذا النظام ونهجه الدكتاتوري بقوة وصلابة ، والعمل على زواله . التحالف الديمقراطي الإرتري مكتب الإعلام 16.02.2006