و لعطر همسات بشير افتضاح ..
بقلم/ منصور سعيداي همد
بشأن الحراك الثالث و همسات الأستاذ المناضل بشير إسحاق و أطروحات العودة – الزيارة- ، دعونا نتفق من حيث المبدأ أن أي مبادرة أو أي طرح ، أو أي محاولات للتفكير خارج المألوف هو أمر جيد و جدير بالاهتمام و النقاش و يجب أن ندعم أي جهد يبحث عن مخرج لما نحن فيه من راهن يتسم بالسكون و الاستكانة دون أن يكون هناك فعل يهز جذع شجرة النظام ..
و بطبيعة الحال المبادرات تأتي في إطار الدوائر التي تتفاعل فيها إذا كان غايتها الإصلاح ، فلا يمكن أن تأتي المبادرة خارج المؤسسات التي تعمل فيها سواء التي أنت مؤطر فيها أو تلك التي بينك و بينه ما يقتضي السير معاً في جسور موحدة ، و بالتالي المبادرة لا تعني المغادرة و لكن فيما يبدو للمتلقي ، و أن حاول أصحاب طرح – الحراك الثالث – ترك الباب موارب تجاه المجلس إلا أن لحن (المنفيستو) و طريقة الأداء توحي بالوادع في سكة سفر أخرى غير الوجهة التي يسير فيها المجلس والقوى السياسية المؤتلفة حوله ..
الحراك الثالث كنص مكتوب ربما يتسم بالهدوء و الموضوعية في بعض جوانبه و لكن كما يقال ( للعطر افتضاح ) فلم يترك الأستاذ المناضل بشير ما يبقي شعرة معاوية بينه و بين المجلس الوطني و أغلب القوى السياسية إذ طالتها سهامه الطائشة التي كانت عبارة عن قنابل عنقودية شديدة الإنشطار ، مما يوحي بأن الحراك الثالث هو فكرة طارئة نتيجة أحداث و وقائع كان لها الأثر الشخصي على الأستاذ بشير قطعاً منها ما له صلة بالمجلس الوطني ونتائج مؤتمر السويد التي جاءت مخيبة لأمال السيد بشير و إن حاول أن يؤرخ للحراك بأكثر من عقد من الزمان ..
الحراك الثالث – لم يقدم أفكار ناتجة عن جدل بل هو عبارة عن تحليل سياسي ( انطباعي ) و بالتالي هو لا يصلح كنظرية يمكن أن يتم اعتمادها كأساس لتحريك الساكن لأن الترجمة النهائية – للحراك – كانت الهمسات التي أطلقها الأستاذ بشير من على شاطئ ربما في تركيا في غالب الظن و للمكان دلالاته يفهمها المتلقي ، فقد كانت الهمسات عبارة عن رسائل متناقضة و غير متماسكة.
الرسالة الأولى:
فهو وجه رسالة للشباب و المثقفين و خص شباب الداخل العاملين في المؤسسات المهنية و الفئوية ، و الجيش و غيره دعاهم إلى أن يقوموا بدورهم الريادي بوعي و دعاهم للتمرن على اكتساب الوعي من خلال تفاعلهم مع – الحراك الثالث – من أجل أبتداع وسائل التنمية و ربما في إشارة خاطفة منه لم ينسى الإشارة إلى مشروع العودة حيث أشار للشباب بأن بلدهم في انتظارهم من أجل دورهم في التنمية ، و دعا المثقفين للانخراط في الحراك الثالث في ذات الرسالة .
الرسالة الثانية :
كانت للتنظيمات الوطنية و منظمات المجتمع المدني في مراجعة ذاتها و مراجعة ثوابتها لأنهم في الفدرالية كذلك يراجعون مبادئهم !!! و بالتالي طلب من هذا التنظيمات أن تفعل ذلك و أن تدير القوى السياسية حواراً بينها لتجاوز الهفوات لم يشير إلى ما هي هذه الهفوات .
الرسالة الثالثة :
هي عبارة عن رسالة واضحة حيث أشار إلى أن هناك جهود كبيرة بذلت لاستعادة المجلس من السيطرة الإثيوبية أو (مكتب صنعاء فورم ) بقيادة الجنرال ، و بعد أن دعا إلى الحوار مرر رسالة مبطنة بأنه لا يمكن إقصاء من له موقع الريادة في إشارة إلى دوره ، ولعل قفزه إلي مخاطبة الشعب في الإرتري في الداخل بإحداث التغيير المنشود كانت له دلالة على أنه لا يعول على المجلس في إحداث التغيير الديمقراطي ، ولكن ما هو شكل التغيير الذي ينشده السيد/ بشير إسحاق هو تغيير في مستويات التنمية الإقتصادية ..
الرسالة الرابعة :
الهمسة الأخيرة كانت للنظام و خص بها الطاغية الذي أطلق عليه ( السيد الرئيس ) و لعل الزهو و النشوة كانتا باديتين على السيد بشير كونه قد تجاسر على توجيه رسالة لرأس النظام و هذا اضعف الإيمان .
و بعد التقريظ على الرجل و دوره التاريخي ، جاء دور الاستجداء في منح الذين خارج الوطن فرصة للدفاع عن الوطن من أجل الدفاع عنه و المشاركة في البناء و لعل البناء الذي قصده السيد بشير كان البناء المادي ، و من اجل المشاركة في الدفاع و البناء يرجو سيادته في أن يصدر عفو عام لأنه كان و مازال قائد فريد و تفرده هذا ينبغي أن يستمر من خلال خطوة تأريخية في العفو العام عن من هم في الداخل و الخارج..
وبشير الذي استدل بالآية الكريمة (ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍۢ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) طلب من الدولة الإرترية أن ( تطعمنا من جوع و تؤمنا من الخوف ) مع أن هذه هي حقوق أصيلة في دولة وطنية قائمة على دستور و ديمقراطية و عدالة اجتماعية و عدالة قضائية فأن السيد بشير جاء في همساته لاستجداء الحقوق ..