القبض على زعيم عصابات مُهرِّبي البشر بالسُّودان
بواسطة السوداني
نَجَحَ فريقٌ شرطيٌّ تقوده الإمارات، من القبض في السودان، على مُهرِّب البشر الإريتري الجنسية (كيدان زكياس هابت ماريام)، زعيم أكبر العصابات سيئة السُّمعة للإتجار بالبشر في العالم، مقرها ليبيا، وتُعد مسؤولة عن قتل وتعذيب وابتزاز واغتصاب آلاف المهاجرين والمهاجرات الأفارقة.
وتم ضبط (ماريام) في يوم رأس السنة الجديدة، في عملية للشرطة مُتعدِّدة الجنسيات أشرفت عليها الإمارات العربية المتحدة – وفقاً لـ(ميدل إيست آي).
وتمكن (ماريام) من الهروب في فبراير 2021 من محكمة في إثيوبيا، حيث أمضى عاماً خلف القضبان.
وقال الشيخ سيف بن زايد بن سلطان آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وعضو المجلس الأعلى للأمن الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة: “نجاح لعملية شرطية عالمية دامت 9 أشهر بقيادة الإمارات وبالشراكة مع الإنتربول، أسفرت عن إلقاء القبض على المطلوبين دولياً وللإمارات، كيدان زكرياس الهارب من السجن من أحد الدول وزعيم منظمة إجرامية للاتجار بالبشر و أخيه هينوك زكرياس المطلوب بتهمة غسل الأموال. أشكر جميع الشركاء”.
وقال العميد سعيد عبد الله السويدي، مدير عام الإدارة الفيدرالية لمكافحة المخدرات بدولة الإمارات العربية المتحدة: “بفضل احترافية وتفاني ضباط الشرطة لدينا، لن يتمكّن أكثر مُهرِّبي البشر المطلوبين في العالم من ارتكاب أفعاله الدنيئة”.
تم إنشاء فرقة عمل أوروبية لتحديد موقع المتاجرين بالبشر “الأكثر قسوةً”، كما ذكر السويدي أنه تم تحييد مشروع (ماريام) الإجرامي.
وأصدر الإنتربول، إشعاراً أحمر لـ(ماريام)، وَتَمَكّنَت الشرطة الإماراتية من اكتشاف مكان وجوده من خلال التحقيق المُكثّف في عمليات غسل الأموال لشبكته.
وأوضح ستيفن كافانا، المدير التنفيذي لخدمات الشرطة في الإنتربول: “إنّها شهادة لشبكة الإنتربول، وما يُمكن تحقيقه عندما تعمل البلدان معاً”.
بعد مُلاحقته من قِبل السُّلطات على جانبي البحر الأبيض المتوسط لسنوات، استغل (ماريام) الفوضى التي عصفت بليبيا بعد الإطاحة بالحاكم السابق معمر القذافي في عام 2011 ليثبت نفسه كقائد رئيسي بين زعماء الإتجار بالبشر المُتنافسين في شمال أفريقيا.
في أكتوبر 2021، شكّلت هولندا واليوروبول فريق عمل لتحديد موقع (ماريام) – ممتلئ الجسم، في منتصف العمر، حيث يبلغ حوالي 38 عاماً.
وقالت السلطات الهولندية إن شبكة (ماريام) تُعد من “أقسى” شبكات مُهرِّبي البشر، فقد استغلت شبكة (ماريام) الإجرامية، المهاجرين اليائسين للفرار من الصراع والفقر والقمع إلى الشواطئ الأوروبية؛ من خلال استدراجهم من إثيوبيا وإريتريا والسودان والصومال إلى قاعدته في المدينة بني وليد – 180 كلم جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وقال الرائد حمد خاطر، مدير إدارة العمليات الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية: “أولاً، نعتزم مُحاكمته في الإمارات العربية المتحدة بتهمة غسل الأموال. لدينا عشرة أشخاص مُحتجزون في الإمارات فيما يتعلّق بالقضية”.
وأضاف: “عندما تنتهي النيابة من عملها، ويُصدر حكم نهائي، يمكننا المضي قُدُماً في توجيه اتهامات في مكان آخر – خارج الإمارات العربية المتحدة”.
وأدلى ناجون بشهادات مُروِّعة لموقع (ميدل إيست آي) عن التجويع والقتل والتعذيب في مستودع (ماريام) الذي احتجز فيه مئات الرهائن في وقت واحد. وتم إجبار عائلات الرهائن على بيع منازلهم وممتلكاتهم لتغطية مدفوعات الفدية، بعشرات الآلاف من الدولارات، لإنقاذ حياة أحبائهم.
يقول الضحية الإثيوبي فؤاد بدرو، 25 عاماً: “الرجل – ماريام – وحش، وحش”.
وأضاف: “لقد رأيت كل نوع من الأعمال الوحشية. (ماريام) وعصابته غارقون في الدماء. القتل لا يعد شيئاً بالنسبة لهم”.
واتهم شهود عيان (ماريام) بتنظيم مباريات كرة القدم بين الرهائن؛ ومنح الفرق الفائزة نساءً رهينة للاغتصاب، وإطلاق النار على اللاعبين الذين أضاعوا فرص تسجيل الأهداف.
وصف آخرون مشاهدة ضحايا تعذيب (ماريام) من خلال سكب البلاستيك المُذاب على أجسادهم.
في يونيو الماضي، حكمت محكمة إثيوبية على (ماريام) بالسجن مدى الحياة بتهمة تجويع المهاجرين وتعذيبهم حتى الموت.
كما قامت هولندا في أكتوبر الماضي؛ بتأمين تسليم إثيوبيا لمهرب إريتري آخر، هو تويلدي “وليد” جويتوم، وهو مساعد (ماريام) المتهم باغتصاب مئات النساء المهاجرات في ليبيا.