قراءة عبدالفتّاح ودّ الخليفة في:
كتاب سيرة مناضل إرتري
الحلقة الخامسة: ميلاد جبهة تحرير إرتريا
تطرّق الأستاذ في هذا الجزء من الكتاب إلى تأسيس جبهة تحرير إرتريا في أغسطس عام 1960 في سوق السمك بالزمالك – القاهرة.
وعند ذكر أسماء المؤسسين لم يرد في القائمة اسم المناضل آدم محمد علي أكتي، الذي يُذكر في كثير من الكتابات أنه كان أحد المؤسسين، وكان آخر من أشار إليه ضمن المؤسسين الأستاذ ولديسوس عمّار في كتابه نضال الطلبة – الجيل الذي أزكى الشعلة الوطنية.
وفي الفقرات ذاتها، يذكر الأستاذ محمد نور أن المناضل عمر دامر كان نائب قائد المنطقة الثانية، بينما المتداول والمكتوب دائمًا هو أن قائد المنطقة كان الشهيد عمر حامد إزاز، ونائبه المناضل محمد عمر آدم.
وبعد معركة حلحل واستشهاد القائد عمر، ووفاة المناضل محمد عمر آدم إثر علة مرضية في السودان، أصبح قائد السرية الأولى المناضل يسين محمد علي قائدًا للمنطقة حتى انعقاد مؤتمر أدوبحا عام 1969.
وفي صفحة (38) من الكتاب، يذكر الأستاذ أنه مع تزايد نشاط جبهة تحرير إرتريا، قررت حكومة أسفها ولدي مكئيل جمع السلاح من أي مواطن إرتري يحمل سلاحًا غير مرخّص، أو أي سلاح خارج نطاق الشرطة.
وقد تزامن هذا القرار الحكومي مع شكوى تقدّمت بها شركة أنكودا للحوم بعد تعرّض مناديبها للنهب المسلح، كما تعرّضت قرية عد همئ لنهب مواشيها.
نُسبت الحادثة الأولى إلى مجموعة القائد حامد عواتي، والثانية إلى مجموعة من شفتا والقايت.
والمهم في الحادثتين هو توضيح فعل القائد حامد عواتي، إذ إنّ قصة “شفتا والقايت” وغيرهم من المعتدين على مواشي المواطنين في طول البلاد وعرضها، قصة شائكة وكبيرة، خفّت حدّتها منذ ظهور القائد عواتي وعودة والده إدريس عواتي من قرية تخلي إمبا في والقايت، حيث كان مقيمًا لفترة طويلة، وانتقاله إلى بيا كندي في القاش.
كما عاد حامد من كسلا إلى هدمدمي حتى عام 1943، حين بدأ الصراع بين البني عامر والهدندوة، وقد انخرط فيه القائد قبل أن يعقد صلحًا مع مدير الشرطة البريطاني كرانكلر عام 1951، الذي سمح له بحمل السلاح في بداية العهد الفدرالي.
لكن يبدو أن هناك تغيرًا طرأ على موقف الحكومة تجاه نشاط القائد حامد إدريس عواتي مع تنامي الحسّ الوطني الإرتري، وموقف “عواتي” من البرلمان وإسقاط العلم، وقربه في الرأي من الكتلة الاستقلالية بزعامة إبراهيم سلطان، وذلك وفقًا لتقرير الشرطة الإنجليزية في إرتريا عام 1951.
يتبع في الحلقة السادسة…
