عبد الله اندول في ذمة الله…
بعد نضال طويل رحل المناضل الفنان بهدوء… رحل “عطية” كما يناديه رفاقه،رحل دون ضجيج مع انه لون حياتنا بالموسيقى والالحان.
عبد الله عثمان أندول أحد رموز الفن الثوري وأبرز من وثّق بصدق وتجرد لمسيرة الفرقة الفنية لقوات التحرير الشعبية، ومسيرة النضال الإريتري في وجه القهر والتهميش والنسيان.
كان الراحل الكبير فنانًا مقاتلًا حمل الفن كما حمل البندقية، مؤمنًا بأن للفن دورًا لا يقل عن المعركة، وأن الأغنية الوطنية هي ذاكرة الثورة وضميرها الحي. كتب ودوّن وشارك من الميدان إلى المنفى، وفي كل سطرٍ من كلماته كانت تنبض روح الوفاء لرفاقٍ رحلوا في صمتٍ أو غُيّبوا في غياهب السجون، وفي كل لحنٍ من ألحانه كانت تنبعث آمال أجيالٍ حلمت بالحرية والجمال.
لقد وثّق الراحل صفحات مشرقة من تاريخ الفرقة الفنية لقوات التحرير الشعبية، مقدّمًا شهادة نادرة على تلاحم الفن بالنضال، وعلى تضحيات رجال ونساء حملوا الرسالة الفنية في زمن الرصاص والحرائق، فخلّد أسماءهم وخلّدوه.
رحل جسدًا، لكنه ترك في ذاكرة وطنه إرثًا خالدًا من الصدق والجمال، ودرْسًا للأجيال بأن من لا يكتب تاريخه، يُمحى من الذاكرة.
رحم الله المناضل الفنان عبد الله عثمان أندول، وجعل مثواه الجنة مع الصادقين والمخلصين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.





