مقالات

كلام لابد أن يطلع عليه التحالف : كرار هيابو

25-Nov-2007

ecms

بدأت إهتمامات المجالس الارترية تأخذ بالتحول تدريجيا من الحديث عن الأوضاع السياسية في البلد , الى التوتر الذي يحصل على الأرض بين ارتريا واثيوبيا من جهة ، وعلى (الجو) بين الأولى وامريكا من جهة ثانية نتيجة لما تقول به امريكا انه رعاية ارترية للإرهاب ’

في اشارة الى موقف الحكومة الارترية من المليشيات الصومالية المندحرة , والتي تتهمها الادارة الامريكية صراحة بصلاتها بالإرهاب.ومع تصاعد حدة التوتر بين امريكا وارتريا , وتبادل الاتهامات ، واعلان امريكا عن نيتها وضع ارتريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب، تمكنت ارتريا, والى حد ما, من تسويق الموقف الامريكي المنحاز الى اثيوبيا على الاقل في حربها ضد المليشيات الصومالية , وتقديمه على انه نفس الموقف الذي تنتهجه ضد ارتريا. ولم ينس الجانب الارتري استخدام قضية النزاع الحدودي مع اثيوبيا , والتي مضى عليها أكثر من خمسة أعوام، واقحام امريكا فيها, باتهامه اياها صراحة على تأليب اثيوبيا وتشجيعها, أو حتى حملها على رفض نتائج التحكيم الصادرة عن المحكمة الدولية التي ارتضاها طرفا النزاع. ومع اصرار ارتريا على تنفيذ قرار التحكيم الدولي , واصرار اثيوبيا على اجراء حوار حول آليات التنفيذ اولا, تظل الادارة الامريكية أسيرة الموقف الاثيوبي. فقد أعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية السيدة فريزر مؤخرا عن قناعة إدارتها بأهمية إجراء الحوار بشأن ترسيم الحدود ، قائلة ان ذلك من شأنه ان ينظر في وضع القرى والعوائل التي يقسمها قرار التحكيم بين البلدين , وهو أحد المسوغات التي تسوقها اثيوبيا في مطالبتها بإجراء الحوار.وازاء هذا الموقف المتصلب من طرفي النزاع , دخلت على الوضع عناصر تأجيج أخرى، ممثلة في حركات المعارضة هنا وهناك. وما يهمنا هنا هو أمر المعارضة الارترية, ممثلة في التحالف الارتري الذي يسعى للخروج من ازمته التي أفقدته زمام المبادرة , وأقعدته بشهادة الكثيرين, عن النهوض بدوره بإغتنام ظروف مواتية أتت اليه على طبق من ذهب. وها هو أخيرا , وبعد فوات الأوان, وضياع كثير من الفرص , يحاول لملمة أطرافه, وهذه ظاهرة صحية , ويجري محادثات شاقة وعسيرة من أجل الوصول الى صيغة مثلى يحقق من خلالها ولو ادنى الشروط الجامعة لتنظيماته. لكنه بالتأكيد لايزال حتى اللحظة بعيدا عن ساحة الأحداث , ويظهر ذلك من خلال المفاضلة الامريكية بين النظام الارتري وبين قوى التغيير التي تنتظرميلادها بفارغ الصبر , وهي القوى التي يجب , بحسب المطلب الامريكي, أن تكون من الداخل , اي من صميم تجربة الجبهة الشعبية , مسنودة خارجيا بقوى معارضة , ومن نفس التجربة أيضا, وكأنها تقول أن المطلب الامريكي يتوقف على رحيل الرئيس , تتبعه إصلاحات ليست بالضرورة من شاكلة مطالب الشعب الارتري المتمثلة في الديمقراطية وسيادة الدستور. والشواهد على هذا كثيرة, فقد ظلت امريكا غير مهتمة بشكاوى الارتريين سوء حال البلاد , وتنظيمهم المظاهرات , ومخاطبة مسؤولين في الادارة الامريكية , وتقديم مذكرات , كل هذا لم يحمل امريكا على تبنى مطالب المعارضة الارترية ، أو ربطها بالأزمة القائمة بينها وبين الحكومة الارترية , كما انها لم تعادي الحكومة الارترية الا عندما فاض بها الكيل من موقف ارتريا تجاه اوضاع الصومال. وهو موقف لو رفعت ارتريا يدها ولو قليلا عنه , ستهلل له امريكا وسينبسط له أساريرها, وستقدم هي الأخرى تنازلات كثيرة , وستعمل على تهدئة الآوضاع بين ارتريا واثيوبيا , والعمل على منع وقوع الحرب , وهذا سيتيح لها المجال أكثر للتحرك في اقاليم دارفور وجنوب السودان الذين لازالت تمسك ارتريا ببعض خيوطهما. وما يجب الأحاطة به هنا هو أن قيام دولة الجنوب , ودويلات دارفور , أو تقوية مراكزهما أمام الخرطوم , أهم لأمريكا من رحيل الرئيس اسياس.وما يجب أن يطلع عليه التحالف الأرتري هو أن امريكا لم تتبنى مطلبا واحدا من مطالب المعارضة الارترية المتمثل في التعددية السياسية وإرساء الدستور , كما انها لم تأخذ كثيرا بنداءات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان , وتقاريرها عن ارتريا. وهو ما يتوجب الأخذ به , ووضعه بين الأجندة اذا ما تم التلاقي بين أجنحته المتناحرة. ان الامريكان لا يحاربون الانظمة الشمولية او الديكتاتورية طالما ان مصالحهم مصانة , ووجودهم مرحب به.كرار هيابو: الولايات المتحدة الأمريكيةHiabu1_k@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى