حوارات

عبدالله جمع : المركز مجتمعي ولا يقوم على أسس مذهبية وفكرية معينة

4-Nov-2016

عدوليس ـ ملبورن ـ خاص

كما هو معروف ان مدينة ملبورن الأسترالية ستشهد تأسيس أول مركز إريتري متعدد الأغراض والأهداف وعبر تبرعات شعبية عامة أشاد بها عدد من المهتمين بأوضاع الجليات في المدينة التي تحتل مركزا مرموقا في استراليا لجهة تعدد الأعراق التي تسكنها ، كما تعتبر المدينة النموذجية في العالم حيث صنفت عالميا كافضل مدينة للعيش فيها ، كما تضم العدد الأكبر من الإريترين الذين هاجروا إليها من الثمانينات من القرن الماضي.لمزيد من التوضيح لأهداف المركز وأهميته إلتقينا بالدكتور عبدالله جمع ادريس المدير التنفيذي للمركز ، وكان هذا

الحوار.
حاوره : جمال همــــد
/ تم الإعلان الإسبوع الماضي عن إستكمال المبلغ الكلي لشراء قطعة الأرض المقرر إقامة مشروع المسجد وملحقاته عليها ، ما هي الخطوات اللاحقة ؟.
أولا بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على خير خلق الله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، أتقدم بالشكر لموقع عدوليس لاتاحة الفرصة للوصول الى قرائه الكرام من خلال هذا اللقاء. ثانيا اتقدم بالشكر لكل الجموع التي احتضنت الفكرة منذ انطلاقتها ثم تدافعت لتحمل هذا المشروع على عاتقها الى أن أوصلته الى غاياته. اننا في مركز الرابطة نقدر الموقف الرائع للمجتمع الإرتري بمدينة ملبورن والذي أظهر حقيقة المعدن الذهبي لهذا الشعب المعطاء متى ما وجد مشروعا يلامس فيه النخوة وقيادة تستجيب لتطلعاته.
عودة الى سؤالك أقول إن العقار الذي تم شراؤه ليس بأرض وحسب بل هو عبارة عن مزرعة سكنية خاصة. فبالاضافة الى المساحات الشاسعة المخضرة والتشجير الجميل تتناثر بين الخضرة المباني الجميلة كذلك والتي تتكون من منزلين احدهما كبير وكانت تسكنه الأسرة المالكة للعقار سابقا والصغير كان للايجار. ثم هناك عريشتين/عنبرين من الحجم الكبير يصلحان ليكونا بداية للمشروع. فيمكن ان يستخدم احدهما مصلى والآخر صالة للمناشط. بالاضافة لاستخدام المنزلين لاغراض المشروع الكتعددة مثل فصول دراسية ومكاتب خدمات ادارية.
أي أننا بصدد بداية مشروع حقيقي على أرض الواقع وليس مجرد مشروع على الورق.المهم كل ذلك يتطلب انهاء اجراءات تسجيل العقار وتسجيل نشاط مركز الرابطة استراليا في المجلس المحلي وأخذ الموافقات المطلوبة للبداية.
2/ ما هي الخطط المستقبلية وأقسام المركز وما هي أهميته ؟.
الخطة المستقبلية باذن الله سيحددها في شكلها النهائي المجتمع المستهدف بالمشروع. أما ادارة مركز الرابطة استراليا فقد وضعت تصور مبدئي للمشروع. ويتكون من عدد من المراحل.المرحلة الاولى وتكلفتها حوالي 2 مليون دولار بما في ذلك تكلفة المناشط. وتتضمن شراء العقار والاجراءات القانونية وبداية النشاط على المباني المتوفرة. وسيتم استصلاح المباني وتهيأتها للاغراض المتعددة وسيتم اقامة مصلي ليتسع للجالية في صلاة الجمعة وتهيئة مكان لصلاتي العيد والمناسبات الاجتماعية. وسيتم افتتاح فصول لتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم وبعض الدورات العلمية المختلفة. كما سيعمل المركز على احتضان المبادرات المجتمعية القائمة ومن بينها مسابقة حفظ القرآن الكريم والجمعيات الشبابية والنسوية وكبار السن وغير ذلك من المبادرات القائمة والمبتكرة. وسيتم تهيئة اماكن للترفيه مثل مقهى شبابي وآخر عائلي ومطاعم. كما سيتم الاستثمار في ملاعب للاطفال بعضها مغلق والآخر مفتوح (Play ground ). كما سيتم انشاء ملعب رياضي مفتوح لكرة القدم والرياضات الأخرى مثل الجري والمشي والكرة الطائرة. ولدى الادارة خطة طموحة لاقامة نادي رياضي ينافس في البطولات المحلية لكرة القدم. كما سنعمل على نشر رياضات أشتهرت بها استراليا مثل الكريكيت والفوتي والنيتبول وألعاب القوى. وهناك فكرة لاقامة مركز اعلامي تكون به اذاعة محلية وخدمات رقمية للافراد والشركات ومركز تدريب اعلامي. ويبدأ في هذه المرحلة بناء مسجد حديث يتسع للجالية التي تكبر بسرعة بملحقاته الخدمية والتربوية والارشادية.
في المرحلة الثانية يتم بناء المسجد الجامع بالاضافة الى اقامة ملاعب رياضية واجتماعية مغطاة متعددة الأغراض ومكتبة.
المرحلة الثالثة تتكون من اقامة مسابح ومركز للرياضات المائية والبدنية. كما تشتمل على بداية مباني لمدرسة نظامية تبدأ من المرحلة قبل المدرسية والمرحلة الابتدائية.والمرحلة الرابعة يتم فيها استكمال المباني المدرسية لتضم المرحلة الثانوية والمعاهد التعليمية المتخصصة.
المرحلة الخامسة وستضم التوسع التجاري للخدمات بما في ذلك انشاء دار للمسنين ومركز رعاية لأصحاب الاعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز تجارية مختلفة الاغراض والاحجام. مدة هذه المرحلة اطول نسبيا ويمكن وضع اولويات للمشاريع التي تتضمنها. لكن كل تلك المراحل هناك خطة لتمويلها سيتم الاعلان عنها في الوقت المناسب لكل مرحلة.
3/ بعد عامين تم إستكمال المبلغ ، في الوقت الذي تحدثت فيه اللجنة المنظمة للإحتفال الذي أقيم قبل عامين للإعلان عن المشروع عن تبرع الحضور بأكثر من مليون دولار في ليلة الإحتفال ما هي أسباب التعثر وهل له علاقة بالتعديل الأخير في عضوية اللجنة .؟
أولا بحمد الله تم جمع مبلغ اكثر من 700 ألف دولار في السنة الأولى. ثم تناقصت الهمة كأمر طبيعي في البشر. ثم سارت وتيرة الدفع بشكل تدريجي حتى وصل المبلغ لقرابة المليون دولار في نهاية السنة الثانية . وكان التحدي امام اللجنة أن تكمل مبلغ شراء الأرض قبل انتهاء مهلة سداد فيمة العقار في بداية شهر نوفمبر. وبدأ التحدي وعندها ظهرت عزيمة المجتمع في تحقيق الحلم الذي ظل يراوده فكانت عجلة الدفع تسير بمتوالية هندسية. ففي الشهر الأخير كان المبلغ المتبقي حوالي 280 ألف ثم كان قبل اسبوعين من نهاية المدة 200 الف ثم في الاسبوع الاخير 150 الف ووصل في اليومين الاخيرين 100 الف ثم في اليوم الاخير 77 الف وفي نهاية اليوم اعلنت الادارة عن اكتمال المبلغ. فبقدر التحدي كانت قوة العزم.
4/ كيف سيدار المركز ( الجامع وملحقاته ) من المعروف ان المسلمين فرق وملل ( أخوان .. سلفية .. صوفية .. الخ كيف سيتم التوفيق؟
اولا هذا مركز مجتمعي يقوم على اهداف اجتماعية جامعة وليس على أسس مذهبية وفكرية معينة. فكل المسلمين الإرتريين من اهل السنة والجماعة عقيدة وفهما (ليس بينهم شيعة مثلا). اما قضية التوفيق فهي قائما منذ البداية حيث تضم الادارة كافة التوجهات الفكرية والمجتمعية. بالاضافة الى ان اهداف المشروع ولوائحه لا تسمح بتجاوز المشتركات الى خصوصيات الجماعات والفرق. أما من الناحية السياسية فالمركز محايد ويركز على العمل الاجتماعي.
5/ المركز هل هو بديل للجالية الإريترية ؟.
ليس هناك توجه لدي مركز الرابطة ليكون بديلا لأي مؤسسة اجتماعية قائمة. فمركز الرابطة استراليا اهداف محددة قام من أجلها. وكل مؤسسة لها اهدافها وعضويتها التي تستفيد من برامجها. والاصل هو التعاون في المشتركات والتناغم في اوجه النشاط المختلفة بحيث تتاح لكل التوجهات والأذواق فرصة للتعبير السلمي واشباع حاجات المجتمع بمختلف توجهاته. وهذا المركز احتضنته الجمعية الاسلامية في بدايته. لكنه انطلق واصبح مشروعا مجتمعيا متجاوزا اطار الجمعية الى رحاب المجتمع. بل ان كل اطياف المجتمع وفئاته ساندت الفكرة ونشاط المشروع كمؤشر على ملكية المجتمع لهذا المشروع واعتباره رابطا بين تطلعات افراده ليكون لهم مسجدا جامعا ومركزا اجتماعيا. واذكر ان اعلان اكتمال المبلغ المطلوب أعلن من داخل الجالية الارترية وتم سجود شكر لله بارضها كدليل على عدم التعارض والندية. كما ان الاعلام بمختلف توجهاته دعم المشروع بقوة كما أسلفت. فاذاعة صوت ارتريا استضافت حملة تبرعات وكانت تقوم بتغطية النشاط بشكل متواصل. كما ان موقع عونا ظل يغطي بالصوت والصورة مناشطنا المختلفة. وكذلك فرجت والنهضة والمواقع الاخرى. وهاهي عدوليس تقوم بهذه التغطية الحوارية الشاملة كما غطت بعض نشاطه منذ البدايات.في الختام الشكر لعدوليس على الاستضافة ولكم ولقرائكم الكرام التحية والاحترام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى