أخبار

العلاقات الإريترية – الأمريكية تتجه الى اللاعودة : واشنطن تعزز علاقتها مع أديس أبابا وتغازل الخرطوم

11-Aug-2007

المركز

شهدت العلاقات الاريترية – الأمريكية في العقدين الماضيين عصرها الذهبي، ولكنها تراجعت بصورة دراماتكية في الآونة الأخيرة لتصل الخلافات بينهما إلى ذروتها، وتفاجأ المراقبون للانتكاسة التي حصلت في العلاقات التي وصفها الجانبان بأنها أكثر من استراتيجية،

إلا أنها بدأت تتعثر من 2002 لتصل إلى حد المقاطعة في 2007 وتبادل الاتهامات، ووجهت الخارجية الاريترية قبل أسبوع انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية، واتهمتها بأنها تفتعل الأزمات في المنطقة، جاء ذلك بعد اتهامات مماثلة وجهتها أمريكا لاريتريا، وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة إثر التباينات في التوجهات السياسية بين البلدين حيال قضايا في القرن الإفريقي بالإضافة إلى علاقة واشنطن بأديس أبابا، لتسدل اريتريا بذلك الستار عن علاقاتها مع واشنطن التي كانت مثار جدل في المنطقة واتهامات بعض دول الطوق لإريتريا بأنها باتت خطراً عليها لكونها حليفاً لأمريكا وتنفذ سياستها في المنطقة، لتطوي أسمرا بذلك صفحة ماضية مع واشنطن التي بدأتها في ،1984 إثر المجاعة التي ضربت اريتريا وإثيوبيا ومناطق في القرن الإفريقي، حيث استطاعت الثورة الاريترية آنذاك وعبر هيئات غربية غير حكومية من الاتصال بالإدارة الأمريكية، مستغلة انسحاب الاتحاد السوفييتي من القرن الإفريقي وضعف قبضة النظام الإثيوبي السابق برئاسة العقيد منجستو هيلي ماريام، وأثمرت الاتصالات بين الثوار الاريتريين في ذلك الوقت والإدارة الأمريكية فتح مكتب تمثيل للجبهة الشعبية لتحرير اريتريا (الحاكمة) في واشنطن في أبريل 1985.وشهدت بعد ذلك العلاقات تطورا ملحوظا بين حزب الجبهة الشعبية والإدارة الامريكية إثر زيارة قام بها الأمين العام للجبهة الشعبية اسياس افورقي إلى الولايات المتحدة ،1989 التقى خلالها أعضاء في الكونجرس الأمريكي ورجالات من أقطاب اللوبي الصهيوني أسفرت عن طرح مبادرة مركز كاريتر للسلام التي دخلت بموجبها في مفاوضات جادة لتقرير المصير بين ممثلين للجبهة الشعبية والحكومة الإثيوبية في اتلانتا في الولايات المتحدة فى سبتمبر،1989 وبلغ سقف العلاقات بين الطرفين أعلى مستوى له في 1990م بعد أن زار وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي مناطق محررة كانت تسيطر عليها الجبهة الشعبية وعند عودة الوفد إلى واشنطن أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية هيرمان كوهين وقتها ان الاريتريين لهم الحق فى تقرير المصير. وبعد اعتلاء الجبهة الشعبية السلطة وإعلان استقلال اريتريا في ،1993 سارعت واشنطن بفتح قنصليتها في أسمرا وأواخر 1994 تم تعيين أول سفير لها، إيذاناً برفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الى أعلى مراحله وتبادل الزيارات على مستوى الرؤساء والوزراء ورجال الأعمال أدى الى توقيع اتفاقيات ثنائية، ووصل متوسط دعم أمريكا لاريتريا من 1993 – 2001 إلى 6 ملايين دولار أمريكى سنوياً، بالإضافة إلى مساهمتها في مشروع إعادة تسريح وتأهيل المقاتلين بمبلغ 2 مليون دولار أمريكي وتخصيص 15 مليون دولار أمريكى للمجالات الصحية وغيرها.ويقول المراقبون انه على الرغم من التوتر الشديد والاتهامات المتبادلة بين اريتريا وأمريكا، فإن الأخيرة لم تول الخلافات أهمية كبيرة بقدر ما تثيره الحكومة الاريترية من الاتهامات عبر وسائلها الإعلامية بصورة يومية ضد أمريكا التي تنظر للخلاف معها بأنه من باب (الدوران في حلقة مفرغة) ليست ذات بعد مصلحي، مثل الدول التي لديها “بترول” أو التي تحس واشنطن بأنها ذات توجه إسلامي خطر على مصالحها في المنطقة، ولذلك تغض الطرف عن الاتهامات الاريترية المتكررة وتعمل على فرض المزيد من العزلة الإقليمية عليه حسب المراقبين. وبذلك أصبح افورقي في ظل القطب الأمريكي الأوحد في العالم المهاجم الأول لسياسية واشنطن في افريقيا، وبات الإعلام الاريتري حريصاً على نقل تصريحات كل من يهاجم الإدارة الأمريكية، وبالمثل فعلت واشنطن، حيث عززت من علاقتها الاستراتيجية مع دول الطوق الاريتري، مثل إثيوبيا وجيبوتي، وهناك مؤشرات لتعزيز العلاقة مع السودان، وقال القائم بالأعمال الأمريكي الجديد لدى الخرطوم إن الفجوة في العلاقة بين السودان وواشنطن ليست عميقة بالدرجة التي يتعذر معها التطبيع، وشدد على أن مصلحة أمريكا في وجود سودان موحد، ومن شأنه أن يشكل عامل استقرار فى المنطقة، وبذلك سعت واشنطن إلى عزل اريتريا إقليميا ودوليا ما تسبب في تعليق أسمرا عضويتها في منظمة “الإيقاد” مؤخراً، كما ان اريتريا غير راضية عن سياسة الاتحاد الإفريقي ولا يستبعد ان تقوم بإجراء مماثل لما فعلته مع “الإيقاد”، خصوصاً أن أفورقي لم يشارك أخيرا في القمم التي يعقدها الاتحاد الإفريقي، وبعد أن ضيقت واشنطن الخناق إقليمياً. تسعى الآن إلى تضييقه داخليا، بدعم وفتح قنوات اتصال للمعارضة الاريترية التي انشقت من الجبهة الشعبية، ليصل بذلك مستوى العلاقة إلى مرحلة اللاعودة.وفي ظل وجود توتر إثيوبي اريتري، سببه فقدان واشنطن الحياد حسب الجانب الاريتري، ينتظر فصل جديد من المواجهات العسكرية كحل نهائي للازمة الاريترية – الإثيوبية التي قال المراقبون إنها لن تنتهي إلا بزوال احد النظامين.نيروبي : وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى