مقالات

ودعا أبو يحي بقلم / محمود أبوبكر

20-Dec-2014

عدوليس ـ ملبورن ـ

خلال فترات تواجده بالقاهرة كان يتصل بي مرارا لنلتق .. وأحيانا يداهمنا دون موعد ونحن على طاولة “الورق ” والاراجيل حولنا ..فنسارع الى طرد ادخنتها عنا وعن المكان لنحتف به ونبعد كل المنغصات عن لقاء رجل يحمل تجربة تستحق الاستماع .. نجلس لساعات طويلة من الليل نلوك بعض مما سقط عن التدوين .. نستمع ..نتناقش .نتفق احيانا و نختلف احيانا اخرى . دون أن نسقط شروط الود ..

كانت اتصالاته تسعدني ..و كنت معنيا أن استمع أكثر عن فترة أجهل عنها الكثير .وكان هو الاخر معنيا بمعرفة تفكير جيلنا .. لم يكن من ذلك الصنف الذي يفرض أبوته عليك ..فكثيراً ما كنت اناديه بالأستاذ عمر .. وأحيانا قليلة كنت أقلد رفاقي بمناداته ب “عم عمر ” لكن طريقته في الوصل تجعلني أتراجع عن ذلك المسمى الذي يفرض أمزجة “الأبوة” ..فقررت ان انهي صراع المسمى بتعريف محايد “ابو يحى ” سيما بعد ان اكتشفت انه الأقرب لقلبه .. كان مقاله عن موقع أيلول الثقافي الذي أسسته في عام 2006 عربون المحبة الاول بيننا قبل ان أتعرف عليه بشكل شخصي، ثم جرت مياه كثيرة تحت جسور الوصل حين التقينا .. كانت كتاباته وآراءه مثيرة للجدل .لكنها لم تكن تدفع الا لمزيدا من النقاش الهادف . كان مقاله الثاني حول كتابي “مرايا الصوت ” عربون اخر طوق ذاكرتي بكل تفاصيل “جمال المفردة ” ومعاني الإنصاف . ذات مرة هاتفته وهو على فراش المرض منذ سنوات وكم سعدت انه أصر على الحديث معي مطولا ..سائلا عن تفاصيل كثيرة لم أكن اعتقد انها ذات أهمية في ذلك التوقيت نظرا لحالته الصحية . وكم شعرت بالفقد اليوم وانا أتلقى نبأ رحيله المباغت سيما وأننا نادرا ما حظينا بقلم متفرد ك قلمه السيال . ‫#‏وداعا_ابو‬ يحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى