مقالات

إرتريا .. السجن الكبير : أحمد الشريف عثمان* – صحيفة الوطن السودانية

31-Mar-2006

المركز

ليست الوصول للسلك الشائك بمحطة ودشريفي الحدودية يعني الوصول إلى بر الأمان للمتسللين والهاربين من نار حكم الإستبدادي لطاغية إرتريا إسياس أفورقي .. فالطريق من داخل الأراضي الإرترية محفوف بالمخاطر فكم من متسلل ألقى عليه زبانية أفورقي القبض ليلاقي صنوفاً من العذاب .. وكم من لاجئ حولته الألغام إلى أشلاء والسعيد من رحمه اللغم وأبقى عليه عاهة .

بلدة ودشريفي تستقبل يومياً ما بين 100 إلى 200 من اللاجئين .. أبرياء هاربون من الجوع والمرض والهوان .. فتيات في عمر الزهور وفتيان يهربون من معسكرات الخدمة الوطنية للنظام الإريتري .. الخدمة التي حددها القانون بعام ونصف العام لاتجدها السنوات ، فهنالك من أبقتهم سلطات أفورقي لأكثر من ( 10 ) أعوام داخل المعسكرات التي يمارس فيها العذاب والإضطهاد الديني فكم من مجندين ربطوا على الأشجار عندما ضبطوا يؤدون الصلاة فوجود القرآن الكريم والإنجيل جريمة لاتغتفر عند زبانية أفورقي .. ليس كما قلنا الوصول إلى السلك الشائك يعني سلامة الوصول لهؤلاء اللاجئين فالسعيد من تكون له القدرة على إقناع المسئولين بقوة لجوئه .. حيث يمنح فرمان اللجوء إلى القرية (26) بحلفا الجديدة لاجئاً حائزاً على شرف اللجوء وحرية التجول في السودان بصورة قانونية .وتعيس الحظ من يحرم من هذه المنحة فحاله كحال الشاعر اليمني الشهيد الزبيري يوم أن فشلت ثورة 1948م ضد الإمام يحيى فهرب الزبيري إلى عدن لتلقي عليه السلطات الإستعمارية القبض فيقول :نمشي على شفرات السيوف .. ونأتي المنية من أبوابها على دروب الأخطار والموت الذي يركض خلف هؤلاء الأبرياء الذين يشردهم النظام الإريتري كل يوم .. مجموعات تتسلل إلى داخل الأراضي السودانية في جنح الظلام تهربهم المركبات عبر سهل البطانة أشبه بدجاج في أقفاص .. يطاردهم الفزع والخوف والتوجس من نظام الحكم الإستبدادي .. القاهر والظالم .. وبعضهم تمنى العودة به إلى الحكم الإمبراطوري على أقل تقدير ..ماكانت إرتريا تعرف الجوع .. فالنظام المهووس لايقل فظاعة من نظام منقستو .. فقد كان حال الشعب الإريتري الذي تطحنه المجاعة والمرض كالمستجير من الرمضاء بالنار فنظام الجبهة الشعبية انتهج نظاماً إقصائياً وغيب الحرية بإقامة جهاز قمعي زج بالمناضلين الإرتريين في غياهب السجون فأكثر من ( 15 ) وزيراً رمى بهم الطاغية أفورقي في ظلمات سجونه وعشرات المناضلين تمت تصفيتهم لأنهم طالبوا بدولة القانون .. فنظام الجبهة الشعبية انفرد بالعمل السياسي والعسكري وعكر صفو العلاقات بين دول الجوار متحرشاً بالسودان الدولة المجاورة التي استضافت الثوري الإرترية و استضافت الطاغية أفورقي نفسه فانقلب عليها ليصبح مخلباً ساماً على أمن وسلامة السودان وزج عليها بإريتريا الدولة في حرب مع اليمن التي تربطها بإريتريا أواصر الإخاء والدم .. وليت هذا النظام الدموي وقف عند هذا الحد إذ ظل يمارس سياسة الإقصاء والإضطهاد الديني خاصة للمسلمين وإلغاء اللغة العربية وفرض التقرينية في كل الأنشطة ومفاصل التنظيم علاوة على أن النظام قد فشل في كل مشاريعه الإقتصادية فكل مدخرات وموارد إريتريا تحولت إلى ميزانيات للأجهزة القمعية التي تحمي أفورقي ونظامه المهترئ .. ترد في الخدمات الصحية التعليمية وزيادة مفرطة في معدلات الفقر .. وإنفلات في الأمن وإحباط في كل شئ لتتحول إريتريا الدولة الوليدة إلى سجن كبير سجانه وزبانيته اسياس أفورقي ومساجينه شعوب إريتريا التي خرجت من ظلم حيف حكم منقستو هايلي ماريام لتدخل السجن الكبير الذي أعده لها اسياس أفورقي .. الحاكم بأمره .لأن الشعب الإريتري جبل النضال و الكفاح من أجل الحرية واجه أعتى النظم الإستبدادية فما لانت قنانه وما تراجع القهقري فإنه وحده القادر على هدم نظام أفورقي ، فالشعب الذي صنع الثورة الظافرة قادر على بناء الدولة الإريترية الحرة .. دولة تقوم على التعايش السلمي والتآلف .. دولة يشعر فيها الإريتري بالإنتماء لإرتريا الحرة .. لا لإريتريا سجن أفورقي عميل إرتريا وربيب الإستعمار .. فإن غداً لنظاهره قريب .* كاتب سوداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى