مقالات

مفاتيح : تسفهوني : مناضل من هذا الزمان !جمال همد

31-Jul-2010

المركز

وها نحن نلقم ارضا غريبة نلقمها بعض تاريخنا وجسد آخر من أجساد مناضلينا ونمضي في الطريق . الجسد الخمسيني لتسفهوني مسفن تبتلعه المرتفعات الصخرية بالقرب من العاصمة أديس ابابا في 21من يوليو . تسفهوني نموذج للمناضل النقي والطيب القلب المفتوح العقل الراجح التفكير .

السيرة الذاتية للشهيد تقول :ولد المناضل الشهيد/ تسفهوني مسفن ردّا في الخامس عشر من يناير 1958م بقرية ( دقـــِّــي وَرَاسي ) بإقليم سرايي المعروف الآن بالإقليم الجنوبي. تلقى تعليمه الابتدائي بقريته دقـــِّــي وراسي والأوسط بمدينة عــرَّزا والثانوي بمدرسة سان جورج بمدينة مندفرا.بعد مشاركته النضالية الفاعلة في النشاط النضالي للحركة الطلابية الارترية دفعه عشقه لوطنه الي الالتحاق بجبهة التحرير الارترية في العام 1976م، حيث نال في معسكر (أرَّاق) التأهيل السياسي والعسكري وظل بعد ذلك يؤدي واجبه النضالي في مختلف المهام والمناصب في أجهزة الجبهة المختلفة، حيث عمل أولاً معلماً بالمدارس التابعة لمكتب الشؤون الاجتماعية، وفي العام 1978م نال دورة سياسية وعسكرية إضافية أصبح بعدها كادر فصيلة باللواء ( 61 ) . . طوال ال35 سنة الماضية حدث تطور هائل في شخصيته التي تم تأهيلها في معسكر ( أراق ) في الساحل الشمالي لتنفذ عمليات عسكرية نوعية ، ثم ككادرسياسي . فبعد انهيار جبهة التحرير الإريترية وجد الرجل نفسه أمام متغيرات كبيرة ، يجب التعاطي معها وكان ذلك . وتصاعدت هذه المتغيرات ويتخلص الرجل من ماركسيته الأصولية لتعامل بواقعية وليبرالية منفتحة مع الجميع ، وطبق ذلك عملانيا في منزله الذي أصبح قبلة لكل مناضلي المعارضة بمختلف ألوانهم ومشاربهم الفكرية والسياسية ولتنتقل الجينات الى نجليه ( مريح وإللتا ) ساهم في ذلك زوجته المناضلة السابقة في جبهة التحرير الميترون ترحاس أبرها . تسفهوني الذي تحرر من الإنغلاق التنظيمي وفتح نوفذه وآفاقه لكل الرياح ساعده ذلك في الإدراك المبكر للدور الذي يمكن ان تلعبه الجهات المدنية والأهلية وكذلك الإعلام المستقل والحر .فكان تعاونه المبكر مع المركز الإريتري للخدمات الإعلامية وإذاعة الشرق طيبة الذكر وبذل جهدا كبيرا في جمع المعلومات وقوائم اللاجئين وتصنيفهم في زيارات لمعسكرات اللاجئين في كل من السودان وإثيوبيا .. (إن مركز سويرا لحقوق الإنسان إذا يعني الراحل الكبير يعني فيه القيم النبيلة ونكرات الذات وروح التسامح التي جعلته يحول منزله في الخرطوم إلى ملتقى للإرتريين بكل اتجاهاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية ليسهم بذلك في ترسيخ واحدة من أهم قيم حقوق الإنسان ألا وهي قيمة التسامح والقبول بالآخر.لقد رحل تسفهوني والشعب الإريتري في أمس الحاجة لجهوده الصادقة وروحه المتسامحة وخبرته الثرة لكن ذكراه ستبقى خالدة وقصة حياته المليئة بالعطاء ستستخلص منها الدروس والعبر لصالح بناء وطن تسوده قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح الديني.) هكذا نعى مركز سويرا الراحل الكبير وهكذا كان تسفهوني . وكما جمع الناس حوله في حياته جمع الناس حوله في رحيله الفاجع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى